تواصل الصين وروسيا تطوير ونشر أسلحة يمكنها مهاجمة الأقمار الصناعية الأميركية، حتى مع زيادة أساطيلها الخاصة من المركبات الفضائية المخصصة للاستخبارات والمراقبة والتجسس، وفقًا لتقرير لوكالة المخابرات التابعة للبنتاغون.
وبحسب ما جاء في موقع وكالة "بلومبيرغ" الأميركية، فإن التقرير المحدث الذي أصدرته وكالة الاستخبارات الدفاعية الأميركية أمس الثلاثاء، يستند فيما ذهب إليه -في الغالب- إلى تقارير إخبارية وإعلانات من المسؤولين الصينيين والروس، إلا أنه رغم ذلك ملخص مفيد للتهديدات التي تقول واشنطن إنها هي الدافع وراء ضخ استثمارات كبيرة في ميزانية الدفاع المقترحة للبنتاغون لعام 2023، تخصص -بالذات- لقوة الفضاء الأميركية.
وبحسب وكالة المخابرات المذكورة، فإن لدى الصين أسلحة ليزر متعددة الوظائف ذات مستويات مختلفة من القدرة لتعطيل أو تحطيم أو إتلاف الأقمار الصناعية التي لا تستطيع حاليا استخدام أنظمة الليزر ضد أجهزة استشعار الأقمار الصناعية.
وبحسب بلومبيرغ، فإن الصين ما فتئت توسع من أقمار الاستخبارات والمراقبة وأقمار التجسس، مشيرة إلى أنها بحلول يناير/كانون الثاني 2022، كانت تمتلك أكثر من 250 نظاما فضائيا، مما يجعلها ثاني دولة في هذا المجال، ولا تفوقها سوى الولايات المتحدة.
وذكرت وكالة المخابرات في تقريرها أن الجيش الشعبي الصيني يمتلك القدرة على مراقبة وتتبع واستهداف القوات الأميركية والقوات المتحالفة معها في جميع أنحاء العالم، وخاصة في كل أنحاء منطقة المحيطين الهندي والهادي.
كما تسمح هذه الأقمار الصناعية أيضا -وفقا للمصدر نفسه- للجيش الصيني بمراقبة نقاط التوتر الإقليمية المحتملة، بما في ذلك شبه الجزيرة الكورية وتايوان والمحيط الهندي وبحر جنوب الصين.
أما روسيا، فإنها تعتبر الفضاء نقطة الضعف المميتة للولايات المتحدة، لذا فإنها -بحسب التقرير الأميركي- مستمرة في تطوير أنظمة الفضاء المضادة، لتحييد أو درء الخدمات الفضائية الأميركية.
ومن المحتمل دائما -وفقا للتقرير المذكور- أن تتمكن روسيا من استخدام أشعة ليزر تكون أكثر قدرة على إتلاف الأقمار الصناعية، وذلك من منتصف إلى نهاية العقد الحالي.
وكالة الاستخبارات الدفاعية الأميركية أكدت كذلك أن لدى موسكو بالفعل "العديد من أجهزة الليزر الأرضية التي يمكنها تعطيل عمل مجسات الأقمار الصناعية"، مشيرة إلى أن روسيا قد تنشر بحلول عام 2030 أنظمة يمكنها استهداف كل أجزاء هيكل القمر الصناعي، لا مجساته الكهروضوئية فقط.
ولفتت الوكالة كذلك إلى أنه بالإضافة إلى التهديد الناجم عن الأسلحة المضادة للأقمار الصناعية، فإن "احتمال اصطدام الأجسام المهجورة الضخمة في مدار أرضي منخفض آخذ في الازدياد، ومن شبه المؤكد أن ذلك سيستمر حتى عام 2030 على الأقل".
ونبّهت في هذا الصدد إلى العدد المتزايد للإطلاقات الفضائية، وخاصة تلك التي تحمل حمولات متعددة، وكذلك التشظي المستمر من الاصطدامات وانفجارات البطاريات، فضلا عن الاختبارات المضادة للأقمار الصناعية.