نشرت صحيفة إسرائيل اليوم الصهيونية تقريرًا أعدّه الخبير العسكري يوآف ليمور أكد فيه أن تصريحات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الأخيرة "تبقي فرضية التوتر على الساحة الشمالية قائمة"، وأن "دوافع حركة حماس بالتصعيد مرتفعة"؛ معتبرًا أن الاهتمام المتزايد بوباء فيروس كورونا المستجد، والتطبيع مع الإمارات والبحرين، يأتي على حساب القضايا الأمنية على الجبهتين الشمالية والجنوبية.
ومما جاء في التقرير:
إن "اهتمامات الإسرائيليين موزعة بين كورونا والأزمة الاقتصادية والسلام مع الخليج، وبالتالي فإنه لا يوجد اهتمام بالمسائل الأمنية، ما لم ينفجر الوضع الأمني... صحيح أن هناك قدرًا لا بأس به من المنطق في هذا، لكنه يتجاهل الواقع، ويدل على شيء مخادع وكاذب... الدليل على عدم جدية هذا الهدوء، ما كشفه مؤخرًا جهاز الشاباك عن احباط هجوم عند مفترق بيلو، وخطط له فلسطيني من سكان النقب بالجنوب جندته حركة حماس في غزة لتفجير عبوة ناسفة، لكن تم إيقافه بالوقت المناسب، كما تم تجنب هجوم آخر...
صحيح أن هذه نجاحات أمنية، لكنها في الوقت ذاته تأخذ في الاعتبار مؤشر التحفيز الآخذ في الارتفاع لدى حماس... ويفترض عمل الجيش الإسرائيلي أن حدثًا واسع النطاق قد يتحول من حدث محلي إلى متعدد الوزارات...
بدأ سيناريو التمرين هذا الأسبوع بحدث في الشمال، وهذا يعني أن ترف الحرب المركزة قد انتهى، حيث يتركز الجيش الإسرائيلي بأكمله على جبهة واحدة لمحاربة عدو واحد، وأي حدث في الشمال قد يشعل الضفة الغربية أو قطاع غزة، وأي هجوم في الضفة الغربية قد يصبح حملة شاملة للفلسطينيين...
يضع الجيش في ترتيب التهديدات الجبهة الشمالية في المقام الأول، ومع أن الساحة الفلسطينية أكثر تفجرًا، فإن الساحة الشمالية أخطر بكثير بسبب قوة حزب الله، وعلى الرغم من أنه ليس من مصلحة حسن نصر الله محاربة إسرائيل، فإن الانتقام الذي يعد به، ورغبته بقتل جندي إسرائيلي ردًا على مقتل عنصره في هجوم لسلاح الجو في دمشق يجعل الجيش الإسرائيلي يقف في حالة تأهب قصوى على الحدود منذ شهرين...
خلال هذه الفترة، يحاول الجيش الإسرائيلي، وبنجاح جزئي فقط الدخول إلى رأس نصرالله، فهو لا يريد التصعيد كما ذكر من جهة، ومن جهة أخرى يعرف أن قتل إسرائيلي سيؤدي إلى تصعيد يسعى لتجنبه...
أتيحت لنصر الله فرصتان للنزول من الشجرة بعد هجمات رجاله الفاشلة على الحدود الشمالية، لكن تجنبه لهذا، وتصريحاته العلنية بأن القضية لا تزال مفتوحة، وأن الانتقام سيأتي يحافظ على إمكانية التصعيد، وربما حتى على نطاق واسع، يحدث هذا في وقت حساس بشكل خاص، عشية الأعياد اليهودية، وفي ذروة الجهد المبذول لإعادة الحياة الروتينية وتأهيل الاقتصاد في الشمال المعتمد على السياحة، وحزب الله يدرك ذلك، وقد يحاول استغلال هذا الوضع لمصلحته، وستكون إسرائيل مطالبة بالرد من دون أن ترمش؛ مثلما تمسكت بمبادئها في الجولة الأخيرة من القتال في القطاع، سيكون عليها الآن أن تفعل ذلك في الشمال مع تحمل مخاطر أكبر بكثير، وأي سياسة أخرى قد تؤثر سلباً على ميزان الردع المتبادل في الشمال، وتزيد من شهية نصر الله ورعاته الإيرانيين...
كل هذا يحدث بعيدًا عن أعين الإسرائيليين، وعلى الرغم من أن الشمال مليء بنقاط تفتيش الشرطة العسكرية، إلا أنه لا توجد قيود على المستوطنين، لكن حدثًا ما قد يكسر هذا الصمت في لحظة، ويحول القطاع بأكمله إلى ساحة حرب، هذا هو الوضع أيضًا في الضفة الغربية التي تتمتع في ظاهرها بهدوء غير مسبوق، لكن كل البيانات الموجودة فيه تنقل عدم الاستقرار باعتبارها منطقة متفجرة، وقد تتفاعل بشكل غير متوقع...
ينتظر الفلسطينيين شهر تشرين الثاني \نوفمبر لمعرفة من سينتخب للبيت الأبيض، وينظرون بقلق للعالم الإسلامي الذي يفقد الاهتمام بهم، فالعلاقات مع الإمارات قد تعيد إلى الواجهة محمد دحلان المرتبط بمحمد بن زايد، والمكروه من قيادة السلطة الفلسطينية، فدحلان لديه علاقات طويلة الأمد مع المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، ومن غير الواضح لأي مدى سيقبله الفلسطينيون.