أدى العدوان السعودي الإمارتي المدعوم أمريكاً والذي مازال مستمراً على اليمن إلى مجاعة إنسانية كبيرة، فإغلاق المطارات والمواني والحصار الشديد على اليمن، جعل هذا البلد يعاني من نقص في المواد الغذائية والادوية وتدهور الوضع الصحي بشكل كبير، إضافة إلى ذلك فإن هذا العدوان أدى إلى مقتل نحو ربع مليون شخص بشكل مباشر أو غير مباشر، فتدمير الكم الهائل من البنية التحتية على أيدي التحالف السعودي الإمارتي، والهجمات غير المشروعة والتي استهدفت المنازل والمستشفيات والمدارس والجسور أدى ايضاً إلى نزوح  الملايين من ديارهم. كما أن انعدام الأمن الغذائي آخذ في الازدياد.

فالعدوان السعودي الإماراتي المدعوم من الولايات المتحدة، والذي زودتة الولايات المتحدة الأمريكية بالأسلحة والتدريب والدعم اللوجستي بمليارات الدولارات الأمريكية، ارتكب العديد من الجرائم الوحشية حيث إن الهجمات التي قام بها التحالف ومنذ بدايتها كانت ضد اهداف مدنية وتسببت في كارثة إنسانية داخل اليمن

مغالطات أمريكية

موخراً ظهرت تصريحات إعلامية تبعث التعجب وتكشف حجم المغالطات الأمريكية والتبريرات الواهية التي تستخدمها أمريكا لتصور نفسها أمام الشعوب بأنها الدولة الأنسانية، التي تحترم حقوق الإنسان وتدعم الحقوق والحريات، وهي في الأصل ارتكبت الجرائم في العديد من البلدان خلال السنوات الماضية، وعملت على تشريد الملايين في كل البلدان التي قامت بقصفها تحت ذرائع مختلفة، ففي ظل الوضع المساوي الذي يعيشه اليمن خرج السفير الأمريكي الدائم لدى الأمم المتحدة ، وأدلى بتصريحات حول الوضع في اليمن حيث قال "إن هجوم روسيا على أوكرانيا أدى إلى تفاقم أزمة الغذاء في اليمن".

تصريحات السفير الدائم الأمريكي لدى الامم المتحدة أثارث ردود فعل كبيرة ولاقت غضباً شديداً واعتبره الكثير أنه يندرج ضمن المغالطات الأمريكية، فالمجاعة في اليمن ليست وليدة اللحظة حيث إن الشعب اليمني يعاني الجوع والوضع الإنساني السيء منذ أكثر من ثماني سنوات بفعل التحالف السعودي المدعوم أمريكياً. دور أمريكا في اليمن كشفته العديد من الصحف والمواقع الإخبارية سابقاً حيث تحدثت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، عن دور الولايات المتحدة في حرب اليمن، ومساعدتها لدول التحالف الذي تقوده السعودية خلال السنوات الماضية. إضافة إلى ذلك فإن الولايات الامريكية دورها في المأساة اليمنية واضح وقد أدانت العديد من المنظمات الدولية الدور الأمريكي في اليمن والذي يندرج ضمن المشاركة في جرائم التحالف على الشعب اليمني.

امريكا شريكة في مأساة اليمن

رداً على تصريحات السفير الأمريكي الدائم لدى الامم المتحدة ، انتقدت النائبة الأمريكية تلك التصريحات حيث كشفت "إلهان عمر" عضو مجلس النواب الأمريكي ، موقف المجتمع الدولي تجاه الأزمة اليمنية وازدواجية معايير أوروبا والولايات المتحدة في الاهتمام بالقضايا الإنسانية في أوكرانيا. والدول الإسلامية ودول العالم الثالث.وكتبت إلهان عمر ،على تويتر: "الأزمة الإنسانية المدمرة في اليمن ليست نتيجة الغزو العسكري الروسي لأوكرانيا". "بل كان ذلك بسبب الهجوم الوحشي للتحالف الذي تقوده السعودية على اليمن والحصار المفروض على البلاد ، الذي أدى إلى تجويع ملايين اليمنيين ، وتواصل الولايات المتحدة دعم التحالف" وفي سياق كشف المغالطات الامريكية قالت النائبة الامريكية  "يجب عدم إلقاء اللوم على الاخرين"  وتقصد بذلك أن مآساة اليمن ليست سببها الحرب على أوكرانيا كما صورها سفير الولايات المتحدة الأمريكية موخراً "اتهم السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة روسيا بمهاجمة أوكرانيا وزعزعة استقرار الغذاء والأمن في اليمن وأماكن أخرى. لقد زاد الأمر سوءًا".

من الجدير بالذكر أن الولايات المتحدة قدمت دعمًا عسكريًا وسياسيًا و لوجستيًا للتحالف السعودي منذ العدوان على اليمن عام 2015.ومن ذلك العام واصلت الولايات المتحدة بيع الأسلحة وتوفير التدريب والدعم اللوجستي للتحالف. حيث إنه  موخراً حدثت إحدى عمليات البيع  فقد باعت "شركة رايثيون"، وهي شركة دفاع أمريكية رائدة،صواريخ جو-جو ومعدات بقيمة 650 مليون دولار للسعودية

في الختام بعد ثماني سنوات من تجاهل الولايات الامريكية لتحذيرات المنظمات الحقوقية بشأن التواطؤ مع السعودية في جرائم خطيرة في اليمن، مازالت واشنطن لم تتخذ خطوات ملموسة لإنهاء تواطؤها، فلم تعلق مبيعات الأسلحة إلى السعودية والإمارات.