نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية تقريرًا أعده مايكل كرولي وديفيد إم هالبفينجر تحت عنوان: ": نتنياهو ودول الخليج مدينون لترامب ببقائهم في السلطة.
ورأت فيه الصحيفة أن رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو مدين لترامب بشدة، فهو لم يتوقف عن منحه العطايا والهدايا الدبلوماسية التي كانت تأتيه في اللحظة المناسبة لإنقاذه سياسيًا.
وجاء في التقرير:
توقع المحللون لأشهر ظهور نتنياهو إلى جانب ترامب خلال الأسابيع الأخيرة من الحملة الانتخابية الأميركية كتعويض خاص لترامب عن سنوات من المساعدة السياسية، والتأكد من ضمان استمرار رئاسته وسياساته.
كان ترامب ممتازًا لنتنياهو طوال فترة فاصلة كان يكافح فيها من أجل بقائه السياسي؛ فقبل أسبوعين فقط من مواجهة نتنياهو لتصويت انتخابي محكم في وقت مبكر من العام الماضي أقر ترامب بسلطة إسرائيل على مرتفعات الجولان المتنازع عليها منذ فترة طويلة.
ومع مواجهة نتنياهو تصويتًا شعبيًا آخر في وقت سابق من هذا العام، إلى جانب لائحة اتهام جنائية جديدة استضافه ترامب في البيت الأبيض للكشف عن خطة سلام ترجّح المصالح الإسرائيلية بشدة.
مرة أخرى، بعد عدد من الأزمات الداخلية، سيرحب نتنياهو بحدث رائع في البيت الأبيض. لقد غادر مساء الأحد إلى المطار مباشرة بعد فرض إغلاق على مستوى البلاد لمدة ثلاثة أسابيع يدخل حيز التنفيذ يوم الجمعة قبل رأس السنة اليهودية الجديدة والأيام المقدسة ردًا على معدلات الإصابة المرتفعة التي أحدثت تغييرات في سياسته المتعرجة التي تخلى عنها مرارًا وتكرارًا لأسباب سياسية، قد فشلت في احتواء.
وتسببت المظاهرات المناهضة لنتنياهو في انسداد الشوارع خارج منزله في القدس في نهاية كل أسبوع منذ شهور. يوم الأحد قطع المتظاهرون المناهضون للفساد الطريق السريع خارج مطار بن غوريون الدولي أثناء مغادرته في رحلة استغرقت 48 ساعة، ورفع البعض لافتات تطالب بأن تكون الرحلة في اتجاه واحد.
تشاطر الإمارات العربية المتحدة نتنياهو امتنانه لترامب؛ فولي عهد أبو ظبي والحاكم الفعلي للإمارات يقدّر على غرار نتنياهو موقف الرئيس الأمريكي المتشدد تجاه إيران، والانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني ودعم حليفتها المقربة السعودية.
قال المسؤول السابق في مجلس الأمن القومي الذي أشرف على شؤون الشرق الأوسط في البيت الأبيض في عهد أوباما روبرت مالي: "أعتقد أن حسابات الإمارات كانت كبيرة جدًا، هذه خدمة نقدمها لإدارة ترامب، إن عقلية الإمارات تجاه إدارة ترامب تصل إلى: نحن مدينون لهم... الإمارات مثل إسرائيل تدرك أنه إذا تم انتخاب جوزيف بايدن، فمن المرجح أن يتبع سياسات أقل توافقاً مع سياساتهم. من المتوقع أن يعود بايدن إلى التعامل مع إيران دبلوماسيًا، وحزبه الديمقراطي مثقل بالنقاد المؤثرين لكل من إسرائيل ودول الخليج العربية.
ومثل نتنياهو فهم حريصون على فوزه مرة ثانية في تشرين الثاني/نوفمبر. ومن هنا جاءت مناسبة الثلاثاء التي حضرتها الدول الموقعة وعينة مختارة من المسؤولين الخليجيين الذين قاموا برد الجميل لترامب. وقاموا بالدور المطلوب وهو دعمه من خلال المشاركة في التوقيع على اتفاقيتي تطبيع بين إسرائيل والبحرين والإمارات اللتين يقدمهما ترامب على أنهما إنجاز تاريخي لإدارته.
الاتفاقيتان في الجوهر لا تمثلان سلامًا يطالب به ترامب، ولن توقفا الصراع الحقيقي، بل تؤسسان للتطبيع، بما في ذلك العلاقات الدبلوماسية والسفر المتبادل بين دولة يهودية ودولتين عربيتين لم تخوضا حروبًا أبدًا، وتقيمان ـ ومنذ سنوات عديدة ـ علاقات سرية تحت ذريعة مواجهة إيران. لكن الإنجاز أصبح محوريًا في رسالة ترامب المتعلقة بالسياسة الخارجية كما بدا في حملته الانتخابية، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية.
جوهر الرسالة هو أن الرئيس ـ على الرغم من خطابه الحربي وعدم القدرة على التنبؤ ـ حقق الانسجام والسلام في المنطقة الشرقية الفوضوية. ليس هناك من شك في أن لدى إسرائيل والبحرين والإمارات العربية المتحدة التي قيل إنها حصلت على مباركة جارتها السعودية الحافز لدعم ترامب وتصويره على أنه دبلوماسي قوي. وفي الإعلانات التي نشرتها حملته على "فيسبوك" أعلن بخط عريض أن ترامب "حقق السلام في الشرق الأوسط"، وأنه مرشح للفوز بجائزة نوبل للسلام على جهوده ...
وقالت المديرة التنفيذية للمجلس اليهودي الديمقراطي الأميركي هالي سوفير: "لا يمكن تجاهل حدوث هذا قبل 48 يوما من انتخاباتنا.. وخلال الانتخابات الثلاثة التي جرت في إسرائيل حاول دونالد ترامب وضع إصبعه على الميزان لصالح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وجاء الآن نتنياهو إلى واشنطن وسط مشاكله السياسية في إسرائيل... الحديث عن السلام في الشرق الأوسط هو نوع من الخداع، واستخدام مصطلح يستخدم عادة لوصف تسوية كبيرة بين إسرائيل والفلسطينيين... يمكن للواحد افتراض أن هذا مدفوع بأجندة ومصالح ترامب السياسية وكتابة إنجازات على اللوح قبل الانتخابات".
ويرى الزميل في معهد دراسات الأمن القومي بتل أبيب ومسؤول ملف الخليج سابقًا في مجلس الأمن القومي يوئيل غونزانسكي أن الوصف نفسه ينسحب على دول الخليج، إذ قال: "ترغب هذه الدول ببقاء ترامب في السلطة، وهي تخشى من وصول بايدن إلى الحكم، وتخشى من لين بايدن تجاه إيران والشدة عليهم في مجال حقوق الإنسان والأمور الأخرى، وحتى وقف الأسلحة التي تباهى ترامب ببيعها".