نشرت صحيفة "الفايننشيال تايمز" البريطانية تقريرا عن العلاقات الأمريكية التركية الحالية ودعم إدارة الرئيس جو بايدن، لتركيا عسكريا بصفقة طائرات أف16.
وقالت الكاتبتان فليشيا شوارتز، من واشنطن ولورا بيتل من أنقرة، إن إدارة بايدن تقدم الدعم لتحديث القوة المقاتلة، مقابل تراجع أنقرة عن معارضتها لانضمام فنلندا والسويد إلى الناتو.
وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، قد طلب من واشنطن تحديث أسطول المقاتلات أف-16 في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ثم بعد ذلك توترت العلاقات ووصف الولايات المتحدة بانتهاج "تكتيكات المماطلة".
وتوضح الصحيفة أن مسؤولين أمريكيين أكدوا على أن واشنطن لم تعرض على تركيا أي شيء للحصول على موافقتها لانضمام السويد وفنلندا إلى الناتو، لكنهم قالوا إن الموافقة التركية العلنية قد تساعد في تهيئة الأجواء.
لكن التقرير يشير صراحة إلى أن صفقة المقاتلات الأمريكية لتركيا تتطلب موافقة الكونغرس، والذي يسود بداخله حاليا إحباط كبير بسبب قيادة الرئيس إردوغان بلاده بطريقة "استبدادية متزايدة".
وقالت سيليست والاندر، مساعدة وزير الدفاع لشؤون الأمن الدولي، إن عملية البيع "يجب أن تتم وفقا لشروط التعاقد المعمول بها". وأضافت: "الولايات المتحدة تدعم تحديث تركيا لأسطولها المقاتل لأن ذلك يعد مساهمة في أمن الناتو وبالتالي الأمن الأمريكي".
وكان هناك رفضا في الكونغرس للصفقة، وبحسب الصحيفة، أرسل أكثر من 50 مشرعا أمريكيا بقيادة عضو الكونغرس الديمقراطي فرانك بالوني، في فبراير شباط الماضي وقبل الغزو الروسي لأوكرانيا، خطابا إلى وزير الخارجية أنطوني بلينكين، ووزير الدفاع لويد أوستن، للمطالبة برفض طلب تركيا (شراء المقاتلات الأمريكية).
وقالوا في الخطاب إن أنقرة تجاهلت التزاماتها تجاه الولايات المتحدة والناتو، ولأن حكومة أردوغان تواصل ارتكاب "انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان".
لكن الرئيس بايدن لعب دورا في الجهود الدبلوماسية المكثفة في الفترة التي سبقت قمة الناتو في مدريد يوم الثلاثاء، حتى تخلت تركيا عن اعتراضاتها على السماح للسويد وفنلندا بالانضمام إلى الناتو.
وتحدث بايدن عبر الهاتف مع إردوغان قبل اجتماع بين الرئيس التركي وزعماء السويد وفنلندا. في ذلك الاجتماع، توصلت الدول الثلاث إلى اتفاق سعى إلى معالجة مخاوف أنقرة بشأن التزامات السويد وفنلندا بمكافحة الإرهاب.
كما وافق بايدن على لقاء إردوغان على هامش الاجتماع، وهو اللقاء الذي سعى إليه الرئيس التركي منذ فترة طويلة.
كانت العلاقات بين واشنطن وأنقرة متوترة في السنوات الأخيرة، مع وجود خلافات حول قضايا مثل دعم الولايات المتحدة للميليشيات الكردية في سوريا وعلاقات أنقرة مع موسكو.
وأزالت الولايات المتحدة تركيا من برنامجها المتقدم للطائرات المقاتلة أف-35 وفرضت عقوبات على صناعتها الدفاعية بعد أن اشترى أردوغان نظام دفاع صاروخي روسي الصنع من طراز أس-400، والذي قال مسؤولون أمريكيون إنه يشكل تهديدا لطائرات الجيل التالي الأمريكية.
وفي مواجهة أزمة في سلاحها الجوي، طلبت تركيا من الولايات المتحدة الموافقة على طلب شراء 40 طائرة أف-16 جديدة من إنتاج لوكهيد مارتن، بالإضافة إلى مجموعات التحديث لتطوير حوالي 80 من طائراتها الحالية.
لكن مسؤولون أمريكيون قالوا يوم الأربعاء، إن الكونغرس من الصعب أن يوافق على الطلبين، لكن طلب تحديث الطائرات الموجودة بالفعل قد يتم إقراره.