ذكرت مجلة "ذا ناشيونال إنتريست"، في تقريرٍ للكاتب فرهاد رضائي، أنّ رحلة الرئيس الأميركي، جو بايدن، المقبلة إلى الشرق الأوسط، قد تكون الأكثر أهمية خلال فترة رئاسته على خلفية ما أمّنته "اتفاقيات أبراهام" بين "إسرائيل" وبعض الدول العربية، من بنية تحتية أمنية تزعزع استقرار إيران.
وأضاف الكاتب: "قد سهّلت الاتفاقات المذكورة عمليات التنسيق العسكري بين أطرافها، ولا سيما في إنشاء تحالف دفاع جوي إقليمي، "تحالف الدفاع الجوي للشرق الأوسط"، لمواجهة تهديدات من الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار الإيرانية والتهديدات الإقليمية. مثل حزب الله والحوثيين وقوات الحشد الشعبي في العراق.
وأشارت المجلة إلى أنّ السعودية ليست جزءاً رسمياً من هذا التحالف، لكنها تسعى لشراء نظام دفاع جوي من "إسرائيل" يعمل بالليزر، وهي صفقة تعتمد على موافقة البيت الأبيض على إتمامها. وكانت السعودية عرضةً لهجمات أنصار الله اليمنية، الذين استخدموا الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار لضرب منشآتها النفطية. وعلى سبيل المثال في أيلول/ سبتمبر 2019، أعلن أنصار الله مسؤوليتهم عن هجوم على منشآت وآبار في منطقتي بقيق وخريص، ما أدى إلى توقف إنتاج حوالي 5.7 مليون برميل يومياً، أي أكثر من نصف طاقة التكرير السعودية و (5% من الإنتاج العالمي)، وأحدثت العملية فوضى في أسواق الطاقة والمال على حدٍ سواء.
وتابع الكاتب: "رغم أنّ وسائل الإعلام الإيرانية قللت من أهمية هذا التحالف، أبدى الأردن اهتماماً بالانضمام إلى الحلف. إذ أكّد الملك عبد الله الثاني أنه سيدعم تشكيل تحالف عسكري في الشرق الأوسط على غرار حلف شمال الأطلسي "الناتو" مع الدول ذات التفكير المماثل: "أود أن أرى المزيد من البلدان في المنطقة تدخل في هذا المزيج. سأكون من أوائل الأشخاص الذين يؤيدون إنشاء حلف شمال الأطلسي في الشرق الأوسط".
وأفاد الكاتب بأنّ "تركيا أيضاً، غيّرت من مسار علاقاتها مع إسرائيل بعد توترات استمرّت نحو عقد. وتبحث أنقرة مؤخراً التعاون مع تل أبيب في مجال الغاز والطاقة، وأشارت إلى إمكانية استئناف العلاقات الدبلوماسية الكاملة. يعكس التحول التركي استراتيجية أوسع للاندماج في المنطقة من خلال استعادة العلاقات مع مصر والمملكة العربية السعودية، والتي توترت بسبب قضية الإخوان المسلمين ومقتل الصحافي جمال خاشقجي على التوالي.
كما حاولت تركيا تأمين شحنات الغاز من إقليم كوردستان في العراق ، مما دفع بقوات الحشد الشعبي للهجوم على حقل خور مور في السليمانية الذي تديره شركة بيرل بتروليوم، وهي شركة تابعة لشركة دانة غاز الكردية. التقديرات الرسمية في أنقرة هو أن "إسرائيل" ستكون قناة قيمة لخطتها للاندماج في الشرق الأوسط.
تلعب "إسرائيل" الدور القيادي في "الناتو الإقليمي"، بسبب حضورها المتزايد كشريكٍ رئيسي غير عضو في "الناتو" الأطلسي، الذي يُكّرم "إسرائيل" لابتكاراتها في الحرب السيبرانية والاستخبارات العسكرية والمدنية، والمستفاد منها في الحرب الأوكرانية.
وقد تصبح إيران قوّة نووية إذا فشلت المفاوضات لاستعادة خطّة العمل الشاملة المشتركة. ومن غير المرجّح أن تصادق كلٌ من روسيا والصين على عقوبات أوسع على إيران.
على العكس من ذلك، فقد ساعدت الصين إيران على التهرب من العقوبات بشراء نفطها. ومن المفارقات أنّه إذا أُعيد العمل بخطة العمل الشاملة المشتركة، فإنّ تخفيف العقوبات بمليارات الدولارات من شأنه أن يساعد إيران في دعم حلفائها. وفي طليعتهم حزب الله وترسانته المتنامية من الطائرات بدون طيار، والتي تُقدّر بنحو ألفي طائرة.
ويختم الكاتب تقريره، بقوله: للولايات المتحدة مصالح حيوية في الشرق الأوسط. ويفهم المسؤولون في واشنطن ذلك جيداً وقد عملوا بجد للضغط من أجل تطبيع العلاقات بين المملكة العربية السعودية و"إسرائيل"، وقد قاموا برعاية اجتماع لمسؤولين أمنيين وعسكريين كبار من "إسرائيل" والسعودية في مصر. ومن المتوقع أن يناقش بايدن خلال زيارته "رؤية للدفاع الصاروخي المتكامل والدفاع البحري". فلا ينبغي أن يكون حلف "الناتو في الشرق الأوسط "بعيداً جداً عن الركب.