يقول تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إن الرئيس جو بايدن سيجد -خلال زيارته هذا الأسبوع للشرق الأوسط- أن المنطقة قد تغيّرت كثيرا مقارنة بآخر زيارة له عام 2016.
ويوضح التقرير الذي كتبه مدير مكتب الصحيفة في القدس باتريك كينغسلي أن بايدن عندما يصل إلى الشرق الأوسط هذا الأسبوع، في أول زيارة له كرئيس لأميركا، سيجد المنطقة وقد تغيرت فيها التحالفات والأولويات والعلاقات مع الولايات المتحدة بشكل كبير منذ رحلته الرسمية الأخيرة، قبل 6 أعوام.
غياب القضية الفلسطينية
وذكرمدير مكتب "نيويورك تايمز" أن بايدن سيجد إسرائيل تعمل على بناء علاقات مع الدول العربية، بدلا من العمل مع الفلسطينيين، الأمر الذي كان في قلب السياسة الأميركية في الشرق الأوسط.
ولذلك ستركز زيارة بايدن في إسرائيل على علاقات تل أبيب القوية مع الدول العربية والشراكة العسكرية العربية الإسرائيلية الناشئة لمواجهة التهديدات من إيران.
وأوضح التقرير أن بايدن عندما زار إسرائيل آخر مرة قبل 6 سنوات نائبا للرئيس، كانت لإسرائيل علاقات دبلوماسية مع دولتين عربيتين فقط (مصر والأردن) والآن، أصبحت جزءا لا يتجزأ من النظام البيئي الدبلوماسي للشرق الأوسط بعد عدة صفقات توسطت فيها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب والتي أدت لتطبيع علاقات إسرائيل و3 دول عربية أخرى: البحرين والمغرب والإمارات.
إدارة التحالف الإسرائيلي العربي أولوية
وفي الضفة الغربية، سيلتقي بايدن مسؤولين فلسطينيين وقد يعلن عن دعم اقتصادي جديد. لكن محللين ودبلوماسيين قالوا إنهم لا يتوقعون تطورات كبيرة في العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية، إذ لم تعد المشاركة، ناهيك عن التدخل الرئاسي الأميركي، في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أولوية. فقد أصبحت إدارة التحالف الإسرائيلي العربي المعادي لإيران من قبل واشنطن أهم بكثير من حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
ومع ذلك، قال مسؤولون فلسطينيون إنهم يأملون أن تقنع الإدارة الأميركية إسرائيل على الأقل بتنفيذ مشاريع أقل أهمية، مثل شبكة الجيل الرابع للهاتف المحمول في المناطق التي يديرها الفلسطينيون في الضفة الغربية.
وأشار التقرير إلى أنه ومنذ رحيل رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق بنيامين نتنياهو قبل عام، والذي كان على علاقة متصدعة مع الحزب الديمقراطي، تحسنت العلاقات بين واشنطن وتل أبيب، وبدأ كلا الطرفين يتحدث عن تفاعلات دافئة. ولا يزال هذا الدفء مستمرا رغم الانهيار الأخير للحكومة الإسرائيلية وتنصيب رئيس وزراء مؤقت (يائير لبيد) ويُتوقع أن يعمل بايدن على طمأنة إسرائيل بأن بلاده تدعمها في مواجهتها لإيران، رغم استمرار واشنطن في سعيها لإبرام اتفاق نووي مع طهران.