• اخر تحديث : 2024-07-01 12:23
news-details
تقارير

من يخلف جونسون في قيادة بريطانيا وما الآلية المتبعة لذلك؟


تعيش المملكة المتحدة سباقا محموما بين المرشحين لخلافة رئيس الوزراء بوريس جونسون على رأس الحكومة البريطانية، وانطلقت حملة الأسماء المرشحة لزعامة حزب المحافظين وقيادة البلاد بعد الإعلان عن أسماء 8 مرشحين يخوضون هذه المعركة الانتخابية.

وقالت قيادة حزب المحافظين إن الإعلان عن القائد الجديد للحزب وللحكومة الجديدة يوافق الخامس من سبتمبر/أيلول المقبل، وخلال هذه المدة سيمر المرشحون الثمانية بعدد من المحطات الانتخابية إلى حين بقاء مرشحَين يتنافسان على أصوات كل أعضاء حزب المحافظين.

ويرى حزب العمال المعارض أن انتظار شهرين آخرين تحت قيادة بوريس جونسون هي مضيعة للوقت، ما دفعه لتقديم طلب التصويت على سحب الثقة من حكومة جونسون، وهي الطريقة الوحيدة التي تتيح للعمال الوصول لانتخابات مبكرة من دون انتظار اختيار قائد جديد للمحافظين.

من المرشحين الثمانية؟

وقد أعلنت لجنة 1922 في حزب المحافظين (وهي اللجنة المختصة في تسيير عمليات التصويت لاختيار المرشحين) أن 8 أسماء دخلت السباق لرئاسة الحكومة البريطانية.

وتضم هذه الأسماء وزير الخزانة السابق ريشي سوناك، ووزيرة الخارجية الحالية ليز تروس، ووزير الصحة السابق جيرمي هانت، والمدعية العامة لبريطانيا سويلا برافرمان، وسكرتيرة التجارة بيني موردونت، ووزيرة المساواة السابقة كيمي بادينوش، ووزير الخزانة الحالي ناظم زهاوي، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان توم توغندهات.

في المقابل يغيب 3 أشخاص عن هذا السباق، وهم ساجد جاويد وزير الصحة المستقيل من حكومة جونسون، ووزيرة الداخلية بريتي باتيل، ووزير الدفاع بن والاس الذي أعلن منذ البداية عدم نيته الترشح رغم أن كل استطلاعات الرأي كانت تمنحه صدارة التصويت داخل حزب العمال.

كيف يتم اختيار الزعيم الجديد؟

- تنص قوانين حزب المحافظين على أن كل راغب في الترشح عليه الحصول على دعم 20 نائبا برلمانيا عن الحزب، وهو ما يمنحه فرصة دخول السباق.

- تنطلق أول مرحلة من مراحل التصفية بين المرشحين بداية من اليوم الخميس، عندما يتحدث كل مرشح أمام نواب مجلس العموم في جلسة سرية، ويسعى كل مرشح لتقديم برنامجه والحصول على دعم نواب حزب المحافظين.

- بعد انتهاء كلمات المرشحين، يجري التصويت عليهم من جديد، ومن يعجز منهم عن تأمين 30 صوتا من أصوات نواب المحافظين يخرج من السباق.

- تتكرر هذه العملية إلى أن يصل عدد المتنافسين إلى اثنين فقط، يجري التصويت عليهما بالبريد، ويشمل جميع أعضاء حزب المحافظين.

- يتم إعلان النتيجة من طرف رئيس لجنة 1922، وتمتد هذه العملية إلى الخامس من سبتمبر/أيلول القادم، وفي حال أعلن أحد المرشحَين الاثنين انسحابه، حينها يمكن معرفة رئيس الوزراء الجديد لبريطانيا قبل هذا الموعد.

من أقوى المرشحين؟

تختلف نتائج استطلاعات الرأي حول الأسماء المرشحة بقوة لخلافة بوريس جونسون، إلا أنها تجتمع على اسمين؛ هما سكرتيرة التجارة بيني موردونت ووزير الخزانة ريشي سوناك، حيث يتقاسمان الصدارة في أغلبية استطلاعات الرأي حول توجهات التصويت داخل حزب المحافظين.

وتحظى موردونت بقاعدة قوية داخل الحزب، خصوصا في صفوف المعسكر الأكثر محافظة، وهي أول سيدة تتولى منصب وزيرة الدفاع في تاريخ البلاد عام 2019.

في المقابل فإن سوناك انطلق منذ الأيام الأولى في حملة دعائية قوية، مستغلا علاقاته القوية داخل الحزب، والتي أسفرت عن إعلان أكثر من قيادي وازن في المحافظين عن دعمه لهذا الشاب الغني.

ما برامج المرشحين؟

وبالبحث في الخطوط العريضة التي قدمها كل مرشح لقيادة بريطانيا بعد بوريس جونسون، يظهر أن ملفا واحدا يطغى على برامج كل المرشحين، ويتعلق بارتفاع كلفة المعيشة في البلاد.

ولهذا الغرض فقد وعد كل المرشحين بدون استثناء بإقرار إعفاءات ضريبية تعود بالنفع على المواطنين، وإلغاء الضريبة على القيمة المضافة بالنسبة للمحروقات؛ وذلك بغرض خفض فاتورة البنزين في البلاد، إضافة لتقليص الضريبة على الدخل بالنسبة للعاملين، وكذلك الأمر بالنسبة لتقليص فاتورة الطاقة.

ويعد هذا الثلاثي -أي سعر البنزين وفاتورة الطاقة وغلاء المعيشة- الشغل الشاغل للبريطانيين والأولوية القصوى بالنسبة لهم.

هل تجري انتخابات عامة؟

وفي عام 2019 شهدت البلاد آخر انتخابات عامة، وهي التي حملت بوريس جونسون لقيادة الحكومة البريطانية، ووفق العرف البريطاني فإن الانتخابات المقبلة يجب أن يتم تنظيمها في 2025.

إلا أن الاستقالة المفاجئة لجونسون، فتحت الأبواب أمام التكهنات بشأن تنظيم انتخابات سابقة لأوانها، وهذا ما يسعى له حزب العمال المعارض.

ولا تعني استقالة رئيس الوزراء في بريطانيا بالضرورة الدعوة لانتخابات عامة، حيث تنص القوانين على أن الحزب الحاكم يحق له اختيار زعيم جديد ليتولى مهمة رئاسة الحكومة.

ويطالب "العمال" بتنظيم انتخابات مبكرة من خلال التصويت على سحب الثقة من الحكومة، إلا فرص تمرير هذا المقترح تبقى مستبعدة لأن حزب المحافظين لا يريد منح الفرصة للعمال للدخول في انتخابات عامة، خصوصا أن حزب "المحافظين" الحاكم يمر بأسوأ مراحله، وشعبيته تراجعت بشكل كبير.