بعد زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لإسرائيل، اتجه إلى بيت لحم للقاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ثم غادر بعد ظهر الجمعة في رحلة مباشرة من تل أبيب إلى المملكة العربية السعودية.
دمج إسرائيل وتدفق النفط .. هدف زيارة بايدن
زيارة بايدن العاشرة له لإسرائيل، والأولى كرئيس للبيت الأبيض، هي نسخة مكررة عن الزيارات السبعة لرؤساء أمريكا لإسرائيل؛ في كل زيارة تخرج الإدارة الأمريكية عن طورها، وهي تستعرض إغداق الحب والتضامن الرسمي والشخصي مع إسرائيل، وإظهار علاقة ما بالتاريخ اليهودي وباليهود، عدا عن إبداء الكثير من الإعجاب بالروح اليهودية وبقدرات إسرائيل وما تحرزه من تقدم، والأنكى اعتبارها رائدة في مجال الديموقراطية والتسامح الإنساني ونشر الحضارة، في تجاهل كلي لحقيقة نشأتها واستمرار جرائمها الاحتلالية وتنكرها لحقوق الشعب الفلسطيني. جاءت زيارة بايدن لتأكيد ذلك، والإمعان في تجاهل قضية الشعب الفلسطيني كشعب محتل، والاكتفاء بضريبة كلامية عابرة وباهتة عن استمرار تمسك بايدن بحل الدولتين، وبزيارة مجاملة للرئيس الفلسطيني، وبالإعلان عن تقديم فتات مالي، والتراجع عن وعودات سابقة بفتح القنصلية أو اعادة فتح مكتب (م. ت. ف) في واشنطن وإخراجها من قائمة الإرهاب، حتى إن إدارة بايدن لم تقوَ على التفوّه بكلمة واحدة عن الاستيطان أو أقله الشيخ جراح أو الوضع القائم في المسجد الأقصى أو مسافر يطا.
غابت القضية الفلسطينية كليّة عن أجندة الزيارة، رغم زيارته لبيت لحم ولقائه الرئيس عباس، وحضرت إسرائيل والتطبيع معها والضغط على الفلسطينيين لمباركة التطبيع، وتأمين دمج إسرائيل في الإقليم، والالتزام بالتصدي لجهود الـ (بي. دي. اس) والتصدي لإيران وحلفائها وتشكيل ما يسمى "تحالف دفاعي إقليمي" وتقديم كل الدعم العلمي والمالي للصناعات العسكرية، لا سيما في مجال أسلحة التصدي للصواريخ كالليزر والقبة الحديدية.
وقد كان توقيت اتفاقية الشراكة الاستراتيجية التي سمّيت إسرائيليا بوثيقة "إعلان القدس" هي من أهم ما حققته الزيارة، على الأقل من ناحية حكومة لبيد، رغم أنها لم تأتِ بجديد من حيث الالتزام الأمريكي بأمن إسرائيل وتفوقها، حيث العلاقات الأمريكية - الإسرائيلية تم صياغتها بوثائق واتفاقيات استراتيجية سابقة، لكن لبيد وبايدن - كلٌ لأهدافه السياسية الداخلية - عظّما من أهمية الوثيقة باعتبارها تقدمًا استراتيجيًا مهمًا للعلاقة بين البلدين.
لكن أهمية الزيارة بالنسبة لإسرائيل، عدا ذلك، وعدا كونها مهمة بحد ذاتها، ولما ترسله من رسائل للإقليم وللعالم عن مكانة إسرائيل بالنسبة لأمريكا؛ هي فيما حققته وما تسعى لتحقيقه، فقد حققت الزيارة انفتاحًا سعوديًا على إسرائيل، عبر فتح المجال الجوي السعودي للطيران الإسرائيلي، والتزام السعودية بشروط إسرائيل المتعلقة بسيطرة السعودية على جزيرتيْ تيران وصنافير والتأسيس لدمج إسرائيل في الإقليم، عبر إقامة تحالفات وهياكل دفاعية إقليمية، للتصدي لما يسمى بالخطر الإيراني، واجتماع عدد مهم من الرؤساء العرب في قمة هدفها تعزيز مسار "اتفاقيات ابراهام" التطبيعية.
بايدن حاول بكل جهد إخفاء الهدف الحقيقي لزيارته إلى المنطقة، وهو استقرار أسعار الطاقة، عبر حث السعودية لزيادة تدفق النفط إلى أسواق الطاقة، بعد أن رفضت السعودية مرارًا مثل هذا الطلب، الذي طلِب منها عبر الكثير من الرؤساء الغربيين، وقد نجحت السعودية لتقايض ملف محمد بن سلمان مقابل زيادة إنتاج النفط.
بايدن الذي لم يرق له أن يظهر حاجته لولي العهد محمد بن سلمان، وأن يظهر كمن اضطر لأن يبتلع وعوده لناخبيه الخاصة بقضية خاشقجي ونبذ السعودية، ولما تثيره هذه القضية من ردود فعل سلبية تجاه بايدن، حتى إنه صرح قبل أيام من الزيارة بأنه لن يلتقِ بولي العهد على انفراد، وأن كل لقاءٍ معه سيكون في إطار اجتماع مع الملك، ووعد بأن لا تجمعه صورة واحده بصحبة ولي العهد فقط؛ إلا أنه اضطر لأكثر من ذلك، وهذا تأكيد على أن السعودية تستطيع أن ترغم أمريكا وتضطرها لتغير موقفها إذا ما أجادت استخدام أوراق قوتها، والسؤال: أين أوراق القوة هذه من قضايا العرب، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية؟
كما أن الحذر الأمريكي من التلويح باستخدام القوة ضد إيران، رغم كل الضغوط الإسرائيلية وتمسك أمريكا بالدبلوماسية تجاه إيران؛ يظهر كم هي قوة الجمهورية الاسلامية لاعب رئيسي يجبر الامبريالية المتغطرسة على سلك طريق الدبلوماسية رغمًا عنها، فلغة القوة هي اللغة الوحيدة التي تفهمها إسرائيل وأمريكا والغرب عامة، وقد جربنا نحن الفلسطينيين أوراق قوتنا سابقًا وغيرنا، وفرضت (م. ت. ف) نفسها على العالم وعلى إسرائيل، وبلع شارون تعهده المعروف الذي ساوى بين مكانة مستوطنة "نتساريم" وتل أبيب؛ أما اليوم فلا نملك إلا المناشدات والتعلق بالأوهام التي لن تأتي إلا بفتات الفتات.
إعلان القدس
وقّع رئيس الوزراء يائير لبيد والرئيس الأمريكي جو بايدن، ظهر الخميس، في مؤتمر صحفي جمعها "إعلان القدس" المؤلف من أربع صفحات، حيث تعهدا فيه "بعدم السماح لإيران بامتلاك أسلحة نووية"، والدفاع عن نفسها ضد أيّ تهديد أو مجموعة من التهديدات، ممّا يعزز التزام واشنطن الأمني تجاه تل أبيب، على اعتبار أن الإجراءات الإيرانية تقوض الاستقرار الإقليمي.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الولايات المتحدة ملتزمة بإيجاد مساعدة إضافية لإسرائيل في الدفاع ضد الصواريخ وفي الظروف الاستثنائية، مثل المواجهة المسلحة مع حماس لمدة 11 يومًا التي جرت في مايو 2021. كما عقد لبيد وبايدن، قبل المؤتمر الصحفي، اجتماعًا مع قادة الهند والإمارات العربية المتحدة، حيث اعتبر هذا الاجتماع فرصة كبيرة للتعاون بين الدول ذات القيم المشتركة.
ونص الإعلان أيضًا على أن الولايات المتحدة وإسرائيل تؤكدان أنهما ستواصلان العمل لمحاربة كل محاولات مقاطعة إسرائيل أو نزع الشرعية عنها، أو حرمانها من حق الدفاع عن النفس، أو عزلها بشكل غير عادل في أي منتدى، بما في ذلك الأمم المتحدة أو مجلس الأمن ومحكمة الجنايات الدولية.
وفيما بالقضية الفلسطينية، تعهدت الولايات المتحدة وإسرائيل باستمرار مناقشة التحديات والفرص في العلاقات الإسرائيلية - الفلسطينية، وعلى ضرورة مواجهة القوى "المتطرفة" مثل حماس التي تعمل على إشعال التوترات والعنف. وأكد بايدن على دعمه لحل الدولتين ولتعزيز واقع يُمكن فيه للإسرائيليين والفلسطينيين بدرجة متساوية من الأمن والحرية والازدهار حسب وصفه.
العلاقات مع إسرائيل أقوى من أيّ وقت مضى
قال الرئيس الأمريكي جو بايدن في خطابه، في مطار بن غوريون، لحظه وصوله إلى إسرائيل إن العلاقات مع إسرائيل أقوى من أيّ وقت مضى، وأكد على أن إسرائيل والولايات المتحدة ستواصلان النمو والازدهار معًا خلال الفترة المقبلة، فيما شدد على التزام بلاده العميق والمستمر بحل الدولتين الذي سيجلب المزيد من الاستقرار إلى جميع شعوب المنطقة على حد وصفه.
بايدن: ملتزمون بأمن إسرائيل، لبيد: يجب بناء تحالف دول معتدلة
اختتم رئيس الوزراء المؤقت يائير لبيد والرئيس الأمريكي جو بايدن اجتماعهما الذي عقد في فندق "والدورف أستوريا" بالقدس، حيث استمر لما يقارب من 50 دقيقة. وفي نهاية الاجتماع، قال بايدن إنهما ناقشا العلاقة الشخصية التي تطورت بينهما، كما تعهد بايدن نيابة عن الإدارة الأمريكية بضمان أمن إسرائيل.
أما لبيد فقد أشار إلى أن اللقاء تطرق أيضًا للعلاقة مع السعودية، وضرورة تشكيل تحالف من الدول المعتدلة في المنطقة لمواجهة إيران. واضاف لبيد: ناقشنا التهديد الإيراني، التي نعتقد بأنها ليست مسألة إسرائيل فقط، وإنما قضية عالمية.
قضية الجنود الأسرى في قلب المحادثات
تطرق رئيس الوزراء الحالي يائير لبيد والرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ لقضية الأسرى الإسرائيليين في غزة، خلال اللقاء الذي جمعهما مع بايدن. وقال الرئيس هرتسوغ - كما ذكرت إذاعة "كان" - إن وزن الولايات المتحدة يُمكن أن يؤثر بشكل كبير على تطور ومسار المفاوضات.
تحالفات جديدة
حضر الرئيس الأمريكي جو بايدن، يوم الأربعاء، اجتماعًا سريًا بحضور كبار أعضاء المنظومة الأمنية في إسرائيل، حيث تم اطلاعه على معلومات جديدة وحساسة حول المسألة الإيرانية، كما عرضت تفاصيل التنظيمات التي حصلت على أسلحة من إيران. عميحاي شتاين، من "وول ستريت جورنال"، قال إن وزير الجيش بيني غانتس قدم لبايدن سلسلة من الاتفاقيات الأمنية الجديدة التي وُقّعت بين إسرائيل ودول عربية ليست ضمن الاتفاقات الإبراهيمية، بهدف دفع هذه الاتفاقات إلى الأمام، وأن تصبح علنية.
كما عُرضت على بايدن الإستراتيجية الإسرائيلية الجديدة أمام الفلسطينيين، والتي تهدف إلى إضعاف حماس وتقوية السلطة الفلسطينية، بما في ذلك سلسلة من الإجراءات المدنية والاقتصادية لتعزيز وتقوية سلطة أبو مازن. مضافًا إلى ذلك، تعتزم إسرائيل بالاشتراك مع الولايات المتحدة إلى توسيع تحالفها الدفاعي الجوي؛ ليشمل تحالف دفاع بحري، ودفاعا سيبراني؛ كنوع من مواجهة التهديدات التي تشكلها إيران ضد إسرائيل.
السعودية: الهدف المشترك بين إسرائيل وبايدن
من المتوقع أن تعلن المملكة العربية السعودية أنها ستسمح بمزيد من الأذونات لشركات الطيران الإسرائيلية بالتحليق فوق الأراضي السعودية إلى وجهات آسيوية وإلى الإمارات العربية المتحدة والبحرين، بالإضافة إلى رحلات طيران الهند. "جيروزاليم بوست" قالت إن هذا كان مقابل موافقة إسرائيل على نقل السيطرة على جزيرتيْن في مضيق تيران من مصر إلى المملكة العربية السعودية. يذكر أن بايدن قد كتب في مقال رأي في صحيفة "واشنطن" بوست أن رحلته المباشرة من إسرائيل إلى المملكة السعودية ستكون رمزًا صغيراً للعلاقات الناشئة والخطوات نحو التطبيع بين إسرائيل والعالم العربي.
فيما رحب البيت الأبيض بقرار السعودية بفتح المجال الجوي السعودي أمام جميع الناقلات المدنية دون تمييز، على اعتبار أن ذلك يمهّد هذا القرار الطريق لمنطقة شرق أوسط أكثر تكاملًا واستقرارًا، وهو أمر ضروري لأمن وازدهار الولايات المتحدة والشعب الأمريكي وأمن إسرائيل وازدهارها. كما نشرت "تايمز أوف إسرائيل" أن الولايات المتحدة تدرس رفع الحظر على مبيعات الأسلحة الهجومية للسعودية.
السلطة وإسرائيل: خطوات الثقة برعاية بايدن
أعلن منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الضفة وغزة غسان عليان، يوم الثلاثاء، عبر صفحته في "فيسبوك" أن وزير الجيش بيني غانتس صادق بعد عملية تقييم للأوضاع الأمنية على سلسلة من الخطوات لبناء الثقة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.
يأتي ذلك في أعقاب لقاء جمع غانتس مع رئيس السلطة الفلسطينية، الأسبوع الماضي، في رام الله، وكذلك تمهيدًا لزيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن. وتتمثل الخطوات التي تمت المصادقة عليها:
الموافقة على تسجيل 5500 شخص لا يتمتعون بإقامة قانونية في السجل السكاني الفلسطيني، بالإضافة إلى 12,000 شخص تمت الموافقة عليهم مسبقًا.
المصادقة على 6 خرائط هيكلية للفلسطينيين في مناطق الضفة، تأكيد الصلاحية في حزما، حرملة، إذن بالإيداع في افقيقس، حارس، كيسان وبتير.
زيادة حصة العمال من قطاع غزة المسموح لهم بالدخول للعمل والتجارة في إسرائيل بـ 1500 عامل إضافي، لتصبح الحصة الإجمالية 15,500 عامل.
فتح حاجز سالم قرب مدينة جنين - في شمال الضفة الغربية، وهو معبر سيارات لغرض دخول فلسطينيي الداخل إلى مدينة جنين.
في ذات السياق، أعلنت الإمارات المتحدة عشية زيارة بايدن عن تقديم 25 مليون دولار لمستشفى المقاصد في القدس الشرقية. ومن الجدير ذكره أن العلاقات بين السلطة والإمارات متأزمة؛ في ضوء ذلك أوقفت الإمارات أي مساعدة للفلسطينيين. فيما ذكرت "جيروزاليم بوست" أن الولايات المتحدة ستساهم بمبلغ 100 مليون دولار لشبكة مستشفيات القدس الشرقية، كما سيعلن بايدن عن 201 مليون دولار إضافية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".
نشرت القناة الـ 13 الإسرائيلية وثيقة قالت إنها أعدّت في المؤسسة الأمنية في الأسابيع الأخيرة قبل تبديل رئيس الوزراء، حذرت فيها بشدة من يأس أبو مازن، وتضمنت: عشية زيارة الرئيس بايدن للشرق الأوسط، أبو مازن ينظر من منطلق عمره المرتفع ويرى أنه لم يحقق أيّ إنجاز سياسي، فيما الدول العربية تطور سياسات مستقلة، وقيل كذلك أن عدم اتخاذ خطوات فورية، بما فيها خطوات ولو كانت استعراضية وشكلية من الناحية السياسية، سيؤدي إلى إلحاق الضرر بالتنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية.
الدرع الأزرق 3
ضمن الاستعدادات التي جرت في إسرائيل قبل زيارة الرئيس الأمريكي بايدن، فقد أعلنت الشرطة الإسرائيلية، الأحد الماضي، عن مجموعة من الترتيبات الأمنية في إطار عملية سميت "الدرع الأزرق 3"، حيث كان من المقرر أن يتم نشر 16000 عنصر من الشرطة وحرس الحدود والمتطوعين، وذلك اعتبارًا من بعد ظهر الأربعاء؛ لتأمين الزيارة والحفاظ على النظام العام وحركة المرور المباشرة خلال الزيارة الرسمية. وعقب المفوض العام للشرطة على الخطة العملياتية لأمن الرئيس بالقول: هذه عملية وطنية وزيارة إستراتيجية تقودها الشرطة الإسرائيلية بأكثر من 16 ألف شرطي ومقاتل، برًا وجوًا وبحرًا، وإلى جانبها المؤسسات كافة الأمنية في إسرائيل.
آخر الدول الخليجية المطبعة
تشير التقارير الواردة في وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى احتمال أن تتخذ السعودية خطوات مدروسة تجاه إسرائيل، هذا يحتاج أيضًا إلى مناقشة في الكويت، على الرغم من كونه تصريح صغير؛ لكنه في العادة لا يتصدر عناوين الصحف. بشكل عام، موقف دول الخليج من إسرائيل ليس ثابتًا ويتغير باستمرار؛ فلكلّ دولة مجموعة من الاعتبارات الخاصة بها، وفي كل دولة من دول الخليج ظروف داخلية مختلفة تؤثر على خياراتها الاستراتيجية. ومن المرجح أن تكون الكويت - التي اعترضت على عملية تطبيع جيرانها مع إسرائيل - آخر الدول التي تطبع علاقاتها مع إسرائيل، يعود ذلك إلى الشعور القوي المؤيد للفلسطينيين والهيكلية الحكومية المتميزة.
يرى كاتب المقال يوئيل جوزنسكي، من مركز دراسات الأمن القومي، أن الكويت برلمانية أكثر من أي دولة عربية أخرى، حيث يتمتع البرلمان بصلاحيات واسعة، ويعطي وزنًا كبيرًا للمعارضة؛ بل يوحدها إلى حد كبير في معارضة إسرائيل. وبسبب الهيكلية الحكومية، اضطرت الملكية إلى التسوية مع المعارضة المكونة من مؤيدي القومية العربية أو مؤيدي الإسلام السياسي بمختلف ألوانه، فمنذ أن اشتدت الحرب بين إسرائيل وقطر وعُمان في التسعينيات، بل وأكثر من ذلك منذ توقيع الاتفاقيات الإبراهيمية؛ أعرب البرلمان الكويتي، مرارًا وتكرارًا، عن معارضة واسعة النطاق لأيّ تحرك في هذا الاتجاه، بل اضطرت الحكومة إلى ذلك.
الكويت تحظر دخول المنتجات الإسرائيلية، وهناك حظر على دخول حاملي جوازات السفر الإسرائيلية وحتى حاملي الختم الإسرائيلي في جواز السفر.
كادت الكويت أن تكون موطنًا لمجتمع يهودي صغير، هاجر بسبب الأزمة الاقتصادية في الثلاثينيات. لكن في المقابل، بلغ عدد الجالية الفلسطينية في الكويت ذروته بنحو 400 ألف في الثمانينيات، فكانت أكبر جالية أجنبية في الكويت تم دمجها في المناصب العليا، حتى إن البعض منهم حصل على الجنسية الكويتية. لكن في أعقاب دعم منظمة التحرير الفلسطينية لصدام حسين في حرب الخليج، تم طرد معظم الفلسطينيين وانقطعت العلاقات مع القيادة الفلسطينية التي لم تتجدد إلا بعد وفاة ياسر عرفات.
هناك قضية أخرى بين الكويت ودفء العلاقات مع إسرائيل، وهي موقف جيرانها من النظام الملكي، ولا سيما الموقف الكبير الذي تربطها بهِ علاقات تاريخية وثيقة مع الكويت والمملكة العربية السعودية. من الناحية الرسمية، تظل الرياض ملتزمة ببنود مبادرة السلام العربية وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. ما الذي قد يغير الموقف في الكويت؟ قد يؤثر تقارب سعودي محسوب مع إسرائيل، مصحوبًا بضغط أمريكي على البيت الملكي في الكويت، على موقف الإمارة التي ترفض التسوية، وتمسك الخط الأكثر تشددًا تجاه إسرائيل بين دول الخليج.
لا فرق بين حكومة بينت - لبيد وحكومة نتنياهو، فهل هناك فرق بين بايدن وترامب؟
ما زال الرئيس الأمريكي جو بايدن يتمسك بإرث سلفه دونالد ترامب فيما يتعلق بالعلاقة بين أمريكا وإسرائيل والفلسطينيين. يرى عكيفا الدار من "هآرتس" أن أوضح دليل على ذلك هي القنصلية الأمريكية في القدس، فبايدن لم يغلق القنصلية الأمريكية التي كان موظفوها يدافعون عن حقوق الفلسطينيين القاطنين تحت الاحتلال، ولكنه لم يقم أيضًا بإعادة فتحها، وقام ببلع سياسات ترامب السابقة. يضيف الدار أن حكومة بينت التي استثمرت بصورة كبيرة جدًا في الجولان وعطلت اتفاق مع إيران؛ يتفاخر بأنها لم تقم بافتتاح القنصلية الأمريكية في القدس؛ رغم أنهم عانوا كثيرًا أمام الأمريكان بهذا الصدد. ويختم مقاله بأنه من المُحتمل أن يخرج رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، بخفي حنين من لقاء بايدن معه في رام الله، وتحديدًا فيما يتعلق بالقنصلية الأمريكية.
الصراع الانتخابي
في ضوء الاستعدادات لخوض جولة جديدة من الانتخابات البرلمانية في إسرائيل، أشارت نتائج استطلاع للرأي أجرته القناة الـ 12 إلى حصول حزبيْ "أزرق - أبيض" بقيادة بيني غانتس و"يوجد مستقبل" بقيادة ساعر على 13 مقعدًا حال خوضهما للانتخابات معًا. كما تناول الاستطلاع انضمام رئيس الأركان السابق غادي ايزنكوت، ومن بين نتائج الاستطلاع أيضًا: حصول حزب "الليكود" على 34 مقعدًا، الصهيونية الدينية 10 مقاعد، القائمة المشتركة 6 مقاعد، وكذلك حزب "إسرائيل بيتنا"، بينما حزب "يمينا" بقيادة ايليت شاكيد لم يتجاوز نسبة الحسم.
كما أشارت نتائج استطلاع للرأي أجرته قناة "كان" إلى حصول كتلة نتنياهو في حال إجراء انتخابات على 59 مقعدًا، أما كتلة لبيد - ساعر - غانتس فحصلت على 51 مقعدًا فقط، ولكن مع القائمة المشتركة والقائمة الموحدة فإن يسار الوسط لديه كتلة معارضة من 61 مقعدًا. أما رئيس الحكومة المؤقت يائير لبيد فغرّد عبر "تويتر" قائلًا: أتمنى النجاح لبيني غانتس وجدعون ساعر، أنا مقتنعٌ بأن نواياهم جيدة. أتوقع استمرار العمل معهم من أجل مواطني إسرائيل.
اليورو .. الاقتصاد الإسرائيلي
يشير التحول الكبير في قيمة اليورو إلى أن أوروبا قد تتجه نحو الركود وسط الحرب الروسية المستمرة على أوكرانيا، فقد انخفضت قيمة اليورو بشكل كبير منذ أوائل فبراير، عندما وصلت إلى حوالي 1.13 دولار؛ ونتيجة لذلك سيتعين على الأوروبيين دفع المزيد مقابل السلع والخدمات المستوردة، ولكن من المرجح أن تزيد الصادرات، حيث يصبح سعر السلع الأوروبية أرخص في الأسواق الدولية.
ضعف اليورو يساعد السوق الإسرائيلية بشكل عام، على الرغم من أن بعض القطاعات ستتضرر، كما يرى الدكتور جلعاد فورتونا، الذي يرأس مركز التميز الصناعي في معهد صموئيل نيمان الإسرائيلي، واستنادًا إلى تقارير بنك إسرائيل، أن نصف الواردات إلى إسرائيل جاءت من أوروبا، في المقابل كانت الصادرات الإسرائيلية إلى أوروبا منخفضة نسبيًا. وقال فورتونا إنه على الرغم من عدم وجود عامل واحد يُمكن أن يفسر ضعف اليورو، إلا أن حرب روسيا مع أوكرانيا وأزمة إمدادات الطاقة الأوروبية المستمرة ساهمت في هذا التحول.
طرق مختلفة والغاية واحدة
قال تامير هايمان، رئيس شعبة الاستخبارات السابق في الجيش الإسرائيلي، خلال لقاء مع مركز دراسات الأمن القومي أن القضية الفلسطينية هي قضية واحدة، بالنسبة للفلسطينيين في كل أماكن تواجدهم؛ وبالتالي لا يُمكن حل أي قضية إستراتيجية واسعة كهذه؛ لذا يجب تقسيمها، حيث إن المنظومة في غزة لها طابع ومشكلات خاصة مختلفة تمامًا عن الضفة الغربية، فمثلًا تعاني غزة من نقص الماء والكهرباء، بينما الضفة الغربية ترى في حرية عمل الجيش في مناطق (أ).
وعند إجابته على سؤال حول الطريقة التي يراها مناسبة للتعامل مع الوضع الفلسطيني، قال هايمن: لكون الواقع الفلسطيني معقدًا، لا توجد إستراتيجية عامة لمعالجة القضية الفلسطينية، كما لا يُمكن غض الطرف هذا الواقع. ما يحتم على المستوى السياسي والعسكري التعامل مع كل جزئية في هذه القضية العامة على انفراد. إستراتيجيات التعامل مع الضفة وغزة تصب في النهاية لصالح الاستقرار على الأرض.
تيران وصنافير
وافقت إسرائيل على صفقة بيع جزيرتيْ تيران وصنافير، اللتين تتيحان مراقبة الوصول إلى ميناء إيلات. بحسب موقع "واللا" فإن موافقة إسرائيل على صفقة جزر البحر الأحمر التي باعتها مصر للسعودية يمهّد الطريق لخطوات تطبيع سعودية في الأيام المقبلة.
وكانت مصر أعطت الضوء الأخضر لعملية تسليم الجزيرتيْن للسعودية؛ لكن يجب أن توافق عليها إسرائيل بموجب شروط اتفاقات السلام عام 1979 بين القاهرة وتل أبيب.
خمس سنوات جيدة في سوريا، وماذا بعد؟
منذ نصف عقد حتى الآن، تقوم الطائرات الإسرائيلية - وفقًا لأخبار أجنبية - بمهاجمة أهداف في سوريا؛ من أجل تقليص وجود إيران في المنطقة. على الرغم من الإنجازات الرائعة التي حققتها هذه الهجمات، إلا أنها ليست كافية للحد بشكل كبير من التهديد الذي تشكله الحدود الشمالية. لذا وبحسب كارميت فالنسيا وعدن كرات، من مركز دراسات الأمن القومي، يجب على إسرائيل صياغة استراتيجية جديدة مع سوريا، تتكيف مع الواقع المتغير.
تمثل الغارات الجوية في سوريا المنسوبة إلى إسرائيل، الركيزة الأساسية الاستراتيجية تجاه الجبهة الشمالية، الغرض منها هو تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية:
منع تكثيف حزب الله وبقية المحسوبين على إيران، من خلال تعطيل نقل الأسلحة الاستراتيجية إلى التنظيم.
الإضرار بالبنية التحتية للميلشيات الشيعية في جنوب سوريا، الذين يستعدون لفتح جبهة ضد إسرائيل.
جهد طويل الأمد لـ "دق إسفين" (كما هو محدد في مؤسسة الأمن الإسرائيلية) بين دمشق وطهران.
تثير الضربات الجوية الأخيرة في سوريا، في ظل تعزيز مكانة نظام الأسد في المنطقة والتوترات التي نشأت في العلاقات الروسية - الإسرائيلية، الحاجة إلى مناقشة مدى صحة نظرية الأمنية "معركة ما بين الحروب" المتبعة من قِبل إسرائيل في سوريا؛ لذا يجب على إسرائيل أن تضع خطة متعددة الأبعاد في مواجهة التهديد الذي تتعرض له في الجبهة الشمالية.
إلى جانب الضربات الجوية وتكيفها مع الظروف الحالية، يجب على إسرائيل تطوير حملة تدمج المستوى الأمني والسياسي. كجزء من هذا، يُمكن الترويج لحملة توعية واسعة النطاق، توضح الخطر الإيراني على المجتمع الدولي، ممّا يؤدي إلى الحد منه. بالإضافة إلى ذلك، من المناسب صقل القدرات العملياتية في سوريا، مع استخدام الأدوات السرية للمؤسسة الدفاعية من أجل تحسين أهداف إسرائيل الاستراتيجية والعملياتية في الميدان، حيث توفر الطائرات بدون طيار حلًا جزئيًا، وهناك احتمال آخر يتمثل بإقامة علاقات مع المجتمعات المحلية في المنطقة، التي تعارض نظام الأسد والنفوذ الإيراني.
على المستوى الإقليمي، تحتاج إسرائيل إلى تعزيز التعاون مع أصدقائها الجدد في الخليج من أجل تقليص النفوذ الإيراني في سوريا وغيرها من الساحات في المنطقة. أخيرًا، عندما يتعلق الأمر بساحة مركبة ومعقدة من الصراع مثل الساحة السورية، حيث تقود إيران الجهود العسكرية والاقتصادية والمدنية لخلق ميزة لنفسها، يجب على إسرائيل أيضًا استخدام مجموعة متنوعة من الأدوات؛ العسكرية والمدنية. الأصوات التي تسمع في إسرائيل حول ضرورة تجديد استراتيجية إسرائيل في سوريا ليست جديدة أو غريبة.
NSO تعود إلى الواجهة
بعد أن فُرضت جملة من العقوبات الأمريكية على شركة NSO الإسرائيلية، في أعقاب الإعلان عن استخدام برنامجها Pegasus المخصص للتجسس على نشطاء حقوق الإنسان ومعارضين سياسيين في مختلف أنحاء العالم. نقلت صحيفة "يديعوت احرونوت" عن "نيويورك تايمز" أن شركة أمنية أمريكية طلبت مساعدة عملاء استخبارات أمريكيين خلال مفاوضات للاستحواذ على الشركة المذكورة. فيما صرح مسؤولون من البيت الأبيض في ذلك الوقت بأنهم غاضبون من المفاوضات، وأنهم يعارضون أيّ استحواذ على شركة خاضعة لعقوبات.
"أعيدوا الأبناء" هل من مجيب؟
أثناء مراسم التأبين التي أُقيمت في مقبرة جبل هرتسل العسكرية بالقدس، في الذكرى الثامنة للجنود القتلى الذين سقطوا في عملية "الجرف الصامد" عام 2014، تظاهرت عائلة الجندي الأسير لدى المقاومة في قطاع غزة هدار غولدن، وعلى لسان سمحا غولدن أعربت عن غضبها من القيادة السياسية والعسكرية؛ لأنهم ما يزالون يتركون الجندييْن هدار غولدن وأرون شاؤول في أيدي حماس حتى اللحظة. وأضاف غولدن أن لبيد، الذي كان عضوًا في الكابينت أثناء "الجرف الصامد"، ويتقلد اليوم منصب رئيس الوزراء؛ يتوجب عليه إعادة ابنائهم بالطريقة الصحيحة.
وادعت العائلة أيضًا بأن ممثلي الجيش الإسرائيلي يتجنبون مقابلة والدي الجندييْن الأسيريْن في غزة، فيما قال وزير الجيش بيني غانتس ألا تسوية مع غزة دون عودة الأسرى الإسرائيليين، بدون عودتهم لا يُمكن أن يكون هناك ترتيب كامل في قطاع غزة يتجاوز المساعدة الإنسانية.
الاستيطان يلتهم ما تبقى من الضفة
في ظل زيارة الرئيس الولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن، ستبدأ حركة "نحالا" الاستيطانية بإقامة ثلاث مستوطنات كمرحلة أولى، و25 مستوطنة أخرى في إطار المرحلة الثانية. وفي تصريح لرئيسة الحركة دانييلا فايس قالت: سنواصل إقامة المستوطنات في أنحاء الضفة الغربية.
الحرب الخفية
أعلنت بلدية تل أبيب عن إغلاق موقعها الإلكتروني في أعقاب هجوم سيبراني، ووفقًا لموقع "واللا" فإن قراصنة عراقيين موالين لإيران يطلقون على أنفسهم "فريق التحرير" قاموا بإزالة موقع بلدية تل أبيب، ردًا على مقتل قاسم سليماني صباح الاثنين. فيما أعلنت مجموعة الهاكرز التابعة للمليشيات الشيعية في العراق، يوم الخميس، أنها أطاحت بموقع بلدية القدس وشركة رافائيل. في الآونة الأخيرة، تمكّنت المجموعة أيضًا من تعطيل موقع نيتا وبلدية تل أبيب، من خلال زيادة عدد الطلبات للخدمة.
المسلمون في إسرائيل
نشر مكتب الاحصاء المركزي في إسرائيل تقريرًا حول السكان المسلمين في إسرائيل، ومن أبرز النتائج التي رشحت من هذا التقرير، أن عدد المسلمين في الدولة 1.707 مليون يشكلون ما نسبته 18% من عدد السكان في الدولة و85% من الجمهور العربي، 360 ألف منهم من سكان القدس لا يحملون الجنسية الإسرائيلية، نسبة المسلمين دون القدس في إسرائيل 14.5%.
أما فيما يتعلق بمعدل الخصوبة بين النساء المسلمات فيشهد انخفاضًا مستمرًا، حيث انخفض المعدل من 3:16 مولود في عام 2019 إلى 2.99 اليوم، مقارنة مع 3 عند النساء اليهوديات، 1.85 عند النساء المسيحيات و1.94 عند الدروز. سجلت أعلى معدلات الخصوبة بين النساء البدويات في الجنوب (4.93).
كما أشار التقرير إلى أن أكثر من 400 ألف طالب مسلم يتعلمون في إسرائيل، 70% يجتازون امتحان البجروت من الذين يتقدمون له. يشكل المسلمون 12% من مجموع الحاصلين على الدرجات الأكاديمية العام الماضي 11.4% اللقب الأول "البكالوريوس"، 12% اللقب الثاني "الماجستير"، 5.4% اللقب الثالث "الدكتوراة".
المثلية في الأروقة الرسمية
قررت الحكومة الإسرائيلية في جلستها التي انعقدت الأحد الماضي الاعتراف رسميًا بطلبات دعم وتمكين المثليين في كافة الوزارات والمؤسسات الحكومية، دون الحاجة إلى مصادقة مسبقة من لجان أو جهات مخصصة. فيما أعلنت وزيرة المساواة الاجتماعية ميراف كوهين أنها ومنذ إقامة الحكومة تحاول تمرير مثل هذا القرار؛ إلا أنه وبعد تولي يائير لبيد رئاسة الوزراء قد تمكّنت من ذلك.