• اخر تحديث : 2024-11-23 11:50
news-details
تقارير

"ناشونال إنترست": كيف فشل الغرب في عزل روسيا؟


على الرغم من عزلة روسيا بشكل متزايد عن الغرب وبعض المؤسسات التي يقودها الغرب، فإن القمة الثلاثية التي حضرها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في طهران مؤخرا وجمعته بنظيريه التركي والإيراني تشير إلى ظاهرة مختلفة ومقلقة تماما، وهي حصول روسيا على تأييد الصين وإيران، على الأقل، وحياد قطاع كبير من العالم غير الغربي، وفق تقرير نشره موقع "ناشونال إنترست" الأميركي.

وكان بوتين قد منح الضوء الأخضر لاتفاق تصدير الحبوب عبر موانئ في البحر الأسود -وهو أول اتفاق رئيسي بين موسكو وكييف منذ "غزو" روسيا لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي.

اتفاق الحبوب

ويحدد الاتفاق -الذي تفاوضت عليه أوكرانيا وتركيا وروسيا والأمم المتحدة- إطارا لاستئناف شحنات الحبوب من أوكرانيا إلى أنحاء العالم.

وتنص الاتفاقية على إنشاء "مركز مراقبة" يعمل به مسؤولون من الأمم المتحدة وتركيا وروسيا وأوكرانيا في إسطنبول لمراقبة وتنسيق صادرات الحبوب من ممر بحري آمن.

ولم تُنشر تفاصيل الاتفاق في الحال، إلا أن مسؤولين روسا كانوا قد أصروا في السابق على إخضاع السفن الأوكرانية التي تحمل الحبوب إلى خارج البلاد للتفتيش من قبل البحرية الروسية في رحلة العودة، لخشيتهم من أن هذه السفن يمكن أن تُستغل في تهريب المعدات العسكرية إلى أوكرانيا.

وأُوكل للجيش التركي، بموجب النسخة النهائية للاتفاقية، مهمة فحص السفن الأوكرانية الواردة.

نفي أوكراني لاتفاق مباشر

غير أن ميخايلو بودولياك، مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، نفى وجود اتفاق مباشر من الناحية الفنية بين بلاده وروسيا. وعوضا عن ذلك، وقع البلدان "اتفاقا مماثلا" مع تركيا والأمم المتحدة.

ومع ذلك، فإن الصفقة تعد أول اتفاق "موضوعي" -وإن كان بالوكالة- بين موسكو وكييف منذ بداية الحرب، طبقا لتقرير ناشونال إنترست.

وأشار الموقع الأميركي إلى زيارة فلاديمير بوتين إلى إيران الثلاثاء الماضي، والتي حصل أثناءها على دعم طهران له. ففي بيان أصدره بالمناسبة، أعلن المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي دعم بلاده للمجهود الحربي الروسي في أوكرانيا، قائلا -في تغريدة على تويتر- "لو لم تبادر روسيا بالتصرف لكان الطرف الآخر قد بدأ بشن الحرب".

دعم إيراني صريح لروسيا

وأنحى الزعيم الديني الإيراني باللائمة على حلف شمال الأطلسي (ناتو)، ووصفه بأنه "كيان خطير"، مضيفا أن الغرب يعارض تماما وجود "روسيا قوية ومستقلة"، وأنه إذا أُتيح مجال للناتو "فلن يعترف بأي حدود".

وبحسب تقرير الموقع، فقد توج اتفاق الحبوب أسبوعا من الدبلوماسية الروسية التي يقول الخبراء إنها كانت تهدف إلى إظهار أن الحملة الغربية لعزل موسكو اقتصاديا وسياسيا قد باءت بالفشل.

وتعليقا على القمة الثلاثية التي جمعت بين الرؤساء التركي رجب طيب أردوغان والإيراني إبراهيم رئيسي والروسي بوتين يوم الثلاثاء الماضي في طهران، أعرب جون درينان من المعهد الأميركي للسلام عن اعتقاده بأن "الروس سوف يفسرون انعقاد الاجتماع بأنه دليل على أنهم ليسوا معزولين في الواقع، وأنهم لا يزالون لاعبا رئيسيا في الشرق الأوسط".

ويخلص التقرير إلى أن روسيا ظلت معزولة بشكل متزايد عن الغرب وبعض المؤسسات التي يقودها الغرب، إلا أن اجتماعات بوتين في طهران تشير إلى ظاهرة مختلفة ومقلقة تماما، وهي أنه رغم المحاولات المستمرة من قبل صانعي السياسة الأوروبيين والأميركيين لحشد جبهة عالمية موحدة ضد الكرملين، فإن قطاعا كبيرا من العالم غير الغربي حافظ على حياده أو -كما في حالة الصين وإيران- أيد صراحة تعامل روسيا مع الصراع.