• اخر تحديث : 2024-05-15 19:58
news-details
تقارير

بعد رفض ترامب التعهد بالالتزام بنتائج الانتخابات.. آلية وسيناريوهات تسليم السلطة في سؤال وجواب


جدد امتناع الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن التعهد بانتقال سلمي للسلطة إذا خسر الانتخابات الرئاسية المقبلة ردود فعل من كلا الحزبين المتنافسين؛ الجمهوري والديمقراطي.

وتاريخيا، عرف العالم ظاهرة تسمر المواطنين الأميركيين أمام الشاشات انتظارا لخبر تلقي المرشح الفائز مكالمة هاتفية من المرشح الخاسر، يهنئه فيها بالانتصار، ويتمنى له ولأميركا كل الخير والتقدم.

ولا يبدو ترامب مؤمنا بضرورة اتباع التقاليد الأميركية الراسخة، إذ لم يتعهد بقبول نتائج الانتخابات وتهنئة المرشح الديمقراطي جو بايدن في حال خسارته كما جرت العادة على مدار التاريخ الأميركي.

وللمرة الأولى، يشكك رئيس بالسلطة في نتائج انتخابات مستقبلية، وهو ما يدفع إلى تقويض الديمقراطية الأميركية والتسبب في أزمة ثقة في نظامها وإجراءاتها السياسية، وهو ما أدى إلى طرح أسئلة عن موقف الجيش من الأزمة في حال حدوثها.

وعبر ترامب عن رغبته في تسمية قاضية جديدة محافظة وبسرعة لخلافة القاضية الراحلة الليبرالية روث غينسبورغ تحسبا لوصول أزمة الانتخابات الرئاسية إلى المحكمة العليا كما جرى عام 2000.

الجزيرة نت تستعرض في صورة سؤال وجواب سيناريوهات نقل السلطة في الولايات المتحدة، وأي دور يمكن للكونغرس أو المحاكم الأميركية لعبه في حال انتهت الانتخابات بأزمة إجرائية عرقلت معرفة المرشح الفائز.

هل عرفت أميركا أزمات تتعلق بالانتخابات من قبل؟

نعم، عرفت أميركا مشكلات إجرائية على مدار تاريخها فيما يتعلق بالانتخابات، حيث منع البعض من الوصول إلى صناديق الاقتراع، والتشكيك في شرعية النتائج، وطرح الطعون القانونية، وإجبار الناخبين على الوقوف في طوابير طويلة.

لكن لم يسبب أي منها أزمة بالمعني الحقيقي إلا في انتخابات 2000، عندما حسمت المحكمة الدستورية العليا نتيجة انتخابات ولاية فلوريدا، وأعادت فرز الأصوات؛ مما أدى إلى فوز المرشح الجمهوري جورج بوش بالرئاسة.

ما أسباب ارتفاع المخاوف من أزمة تلوح في الأفق حول نتائج الانتخابات المقبلة؟

يكرر ترامب طرح شكوكه في عملية التصويت البريدي المتوقع أن تستخدم على نطاق واسع في الانتخابات المقبلة، كما يكرر مخاوف تزوير نتائج الانتخابات إذا تم التوسع في التصويت بالبريد.

ودفع انتشار فيروس كورونا المستجد الكثير من الولايات إلى الاعتماد على التصويت البريدي خوفا من تداعيات التصويت الشخصي على انتقال الفيروس وارتفاع الإصابات.

ويرفض ترامب التعهد بالاعتراف بالهزيمة وقبوله أي نتيجة محتملة للانتخابات الرئاسية المقرر عقدها في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

ما موقف ترامب من الانتقال السلمي للسلطة؟

خلال المناظرة الرئاسية الثانية التي جمعت بين ترامب وهيلاري كلينتون في انتخابات 2016، رفض ترامب التعهد بقبول نتائج الانتخابات ومباركة فوز خصمه إذا خسر السباق.

وردا على سؤال من المذيع المخضرم كريس والاس إذا كان مستعدا لقبول الهزيمة في حال خسارته، قال ترامب: "سنرى ما يمكن فعله في هذه اللحظة، لا أستطيع أن أجزم لك الآن بالرد".

ولم تعرف انتخابات 2016 تصويتا واسعا بالبريد، ولم تكن هناك أي مخاوف من نتائج تزوير الانتخابات.

وكرر ترامب الموقف نفسه قبل أسابيع في لقاء مع المذيع ذاته بشبكة فوكس الإخبارية كريس والاس، حيث اعترف بأنه لا يحب الهزيمة، وقال "لست خاسرا جيدا، لا أحب تكبد الهزائم، لا أخسر كثيرا ولا أحب أن أخسر"، مؤكدا أنه لن يقبل النتائج مقدما.

ماذا عن رد فعل جو بايدن على موقف ترامب؟

وسارع بايدن إلى التعليق على تصريحات ترامب قائلا "في أي بلد نعيش؟" مضيفا "هو يقول أكثر الأمور غير العقلانية. لا أعرف ما أقول". وسبق أن حذر بايدن من احتمال قيام ترامب بسرقة الانتخابات الرئاسية، وأضاف أن معارضة ترامب للتصويت عن طريق البريد وسط تفشي فيروس كورونا هي جزء من جهوده الرامية إلى حرمان المواطنين من حق التصويت.

لماذا يهاجم ترامب التصويت بالبريد؟

غرّد ترامب منذ أسابيع وقال إن "التوسع في التصويت البريدي سيكون سيئا للحزب الجمهوري"، إذ يدرك ترامب أن التصويت بالبريد سيصب في صالح منافسه الديمقراطي جو بايدن، لذا فإنه يهاجم الفكرة.

وتقليديا، لا يشارك الفقراء والأقليات بنسب كبيرة في التصويت بالطريقة الشخصية التقليدية، مقارنة بنسب تصويت الأغلبية البيضاء المرتفعة.

وتصوّت هذه الفئات المهمشة بنسب أكبر للديمقراطيين، وهذا هو جوهر اعتراض ترامب والجمهوريين، إذ إن التصويت البريدي سيخدم أساسا الحزب الديمقراطي، من خلال التوسع في أعداد الناخبين من الأقليات والفقراء.

ما موقف واضعي الدستور من الدور السياسي للقوات المسلحة الأميركية في عملية الانتقال السياسي للسلطة؟

خشي مؤسسو الدولة الأميركية من تدخل الجيش في الحياة السياسية، وحدّ الدستور من أي احتمال لسيطرة ضباط عسكريين غير منتخبين على الحكم.

وحدد الدستور بدقة مسؤوليات الرئيس المنتخب، التي على رأسها أنه قائد أعلى عام للقوات المسلحة.

من ناحية أخرى، يثق الأميركيون في أن جيشهم لا تحركه الأهواء السياسية الداخلية أو الحزبية.

ما دور الجيش الأميركي في عملية انتقال السلطة؟

لا يوجد دور للجيش. وحدد القانون الرجوع للمحاكم الأميركية وصولا للمحكمة الدستورية العليا لحل أي خلاف حول هوية المرشح الفائز في حال وقوع أزمة في عدّ أو فرز الأصوات أو عدم اعتراف مرشح بالهزيمة.

ولم يعطِ الدستور أي دور للجيش في عملية الانتقال السياسي، بل حدد الدستور وزير دفاع بضرورة أن يكون شخصا مدنيا، كما جرد رئيس الأركان من أي سلطات سياسية، وجعل المنصب ضعيفا يستطيع معه الرئيس أن يقيله بتغريدة أو مكالمة تليفونية.

ما القوانين المنظمة لانتقال السلطة من إدارة إلى إدارة جديدة؟

هناك سلسلة من القوانين الفدرالية التي تنظم تلك العملية، أهمها قوانين الانتقال الرئاسي لعام 1963 رقم (88-277)، وفعالية التحولات الرئاسية لعام 1998 رقم (100-398)، والانتقال الرئاسي لعام 2000 (106-293)، وكذلك قانونا الانتقال الرئاسي قبل الانتخابات لعام 2010 (111-283) وتحسينات التحولات الرئاسية لعام 2015 (114-136).

ووفرت هذه القوانين آليات رسمية لتسهيل عمليات الانتقال الرئاسي، منها توفير 5 ملايين دولار لدعم الفريق الانتقالي، وتوفير التدريب والتوجيه للموظفين الحكوميين الجدد، وغير ذلك من الإجراءات لضمان الانتقال بشكل منظم.

ما موقف قيادات الحزب الجمهوري من تصريحات ترامب؟

رفض زعماء الحزب الجمهوري المعروف عنهم القرب من الرئيس ترامب دعواته المشككة في نتائج الانتخابات مقدما.

وقال زعيم الأقلية في مجلس النواب كيفن مكارثي "يجب أن نمضي قدما في انتخاباتنا.. لا ينبغي لنا أبدا ألا نجري انتخابات في اليوم الذي حددناه".

في حين أكد زعيم الأغلبية الجمهورية بمجلس الشيوخ ميش ماكونيل أن "علينا أن نثق في نظام وإجراءات الانتخابات الرئاسية، وأنه لا يوجد ما يدفع للتشكيك في نتائجها".

وذهب السيناتور الجمهوري ميت رومني إلى أبعد من ذلك قائلا إن إبداء أي تردد بشأن تطبيق ما يضمنه الدستور "أمر لا يعقل وغير مقبول".

وكتب في تغريدة "النقل السلمي للسلطة أمر أساسي للديمقراطية، من دون ذلك سنكون أشبه ببيلاروسيا".

ما موقف الدستور من رفض الرئيس ترك منصبه؟

يتطرق الدستور إلى طرق التعامل مع رئيس يرفض ترك منصبه من خلال التعديل 20 بالدستور، الذي نص على أن "تنتهي فترة ولاية الرئيس ونائب الرئيس ظهرا في اليوم العشرين من يناير/كانون الثاني".

وتملي التعليمات الواضحة في القانون الأميركي خط البديل، فإذا لم ينتخب رئيس جديد، تذهب السلطة لرئيس مجلس النواب بصورة مؤقتة حتى تجرى انتخابات جديدة.

ماذا لو كانت هناك أزمة في فرز وعدّ الأصوات لم تعرف معها هوية المرشح الفائز؟

هذا سيناريو وارد مع تشكيك بعض المعلقين في كفاءة هيئة البريد الأميركية للتعامل مع ملايين بطاقات الاقتراع في فترة زمنية قصيرة.

وحال وقوع هذا السيناريو تنتهي فترة رئاسة دونالد ترامب منتصف يوم العشرين من يناير/كانون الثاني المقبل، وتتبوأ نانسي بيلوسي بصفتها رئيسة لمجلس النواب الرئاسة الأميركية بصورة مؤقتة حتى يتم الاتفاق على إجراء انتخابات جديدة.