• اخر تحديث : 2024-11-15 12:27
news-details
تقارير

"وول ستريت جورنال": البنتاغون قلق من استنزاف أوكرانيا مخزونات الذخيرة الأميركية


قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية في تحقيق لها إن الحرب في أوكرانيا قد أدت إلى استنفاد المخزونات الأميركية من بعض أنواع الذخيرة، مشيرة إلى أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) كانت بطيئة في تجديد ترسانتها، مما أثار مخاوف بين المسؤولين الأميركيين من أن الجهوزية العسكرية الأميركية قد تتعرض للخطر بسبب هذا النقص.

وأضافت الصحيفة أن الولايات المتحدة قد زوّدت أوكرانيا خلال الأشهر الستة الماضية بـ16 قاذفة صواريخ أميركية، تُعرف باسم "هيمار"، وآلاف البنادق والطائرات بدون طيار والصواريخ وغيرها من المعدات. يقول مسؤولون دفاعيون أميركيون إن الكثير من ذلك، بما في ذلك الذخيرة، جاء مباشرة من المخزون الأميركي، مما أدى إلى استنزاف المخزونات المخصصة لتهديدات غير متوقعة.

وقالت الصحيفة إن واحداً من أكثر الأسلحة فتكاً التي أرسلها البنتاغون هي مدافع الهاوتزر التي تطلق ذخيرة شديدة الانفجار من عيار 155 ميليمتراً تزن كل منها حوالى 100 رطل وقادرة على إصابة الأهداف بدقة على بعد عشرات الأميال. فحتى 24 آب / أغسطس، قال الجيش الأميركي إنه زوّد أوكرانيا بما يصل إلى 806 آلاف قذيفة من عيار 155 ميليمتراً.

وقال مسؤول دفاعي إنه في الأسابيع الأخيرة، أصبح مستوى القذائف من عيار 155 ميليمتراً في المخزن العسكري الأميركي "منخفضاً بشكل غير مريح". وأضاف المسؤول أن المستويات ليست حرجة بعد لأن الولايات المتحدة ليست منخرطة في أي صراع عسكري كبير. لكنه أوضح أنها ليس بالمستوى الذي ترغب في وجوده حين نذهب إلى القتال.

واستخدم الجيش الأميركي مدفع هاوتزر الأسبوع الماضي لضرب الجماعات المدعومة من إيران في سوريا، ويثير استنفاد ذخيرة 155 ميليمتراً قلقاً متزايداً للجيش الأميركي الذي يسعى للاستعداد لأي سيناريو.

وقال الجيش الأميركي إنه يجري الآن مراجعة عميقة لقاعدة الذخيرة الصناعية لتحديد كيفية دعم أوكرانيا مع حماية "احتياجات الإمدادات الخاصة بنا". وقال الجيش إنه طلب أيضاً من الكابيتول هيل 500 مليون دولار سنوياً لجهود تعزيز مصانع الذخيرة التابعة للجيش.

في غضون ذلك، تعتمد الخدمة العسكرية الأميركية على العقود الحالية لزيادة إنتاج الذخيرة، لكنها لم توقع عقوداً جديدة لحساب الكميات الأكبر التي ستحتاجها لتجديد مخزونها، بحسب مسؤولين في الجيش الأميركي.

وكشفت "وول ستريت جورنال" أن رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي الجنرال مارك ميلي أجرى مراجعات شهرية للترسانة الأميركية لتحديد ما إذا كانت مستويات الجهوزية لا تزال مناسبة بالنظر إلى احتياجات الذخيرة في أوكرانيا، وفقاً لمسؤولين عسكريين أميركيين. وقال المسؤولون إن الولايات المتحدة زوّدت أوكرانيا الأسبوع الماضي بذخيرة هاوتزر مختلفة الحجم، من عيار 105 ميليمتر، وهو ما يعكس جزئياً القلق بشأن مخزوناتها من الذخيرة عيار 155 ميليمتراً.

وأشارت الصحيفة إلى أن النقص في الذخيرة ليس بسبب نقص الأموال، وفقاً لمن هم على دراية بالموضوع. فقد أعلنت الولايات المتحدة هذا الأسبوع أنها خصصت نحو ثلاثة  مليارات دولار كمساعدات طويلة الأجل تهدف إلى مساعدة أوكرانيا، مما رفع إجمالي الإنفاق على الأسلحة عليها إلى 14 مليار دولار، فيما طلب ميزانية البنتاغون لإدارة الرئيس جو بايدن للعام المقبل هو 773 مليار دولار.

وقالت ماكنزي إيغلن، الباحثة البارزة في معهد "أميركان إنتربرايز"، وهو مؤسسة بحثية في واشنطن، إن كان هذا معروفاً ومتوقعاً، وتم التحذير منه مسبقاً، بما في ذلك من قادة الصناعة إلى البنتاغون. وأضاف: "كان من السهل إصلاحه".

وقالت إن المطلوب هو أن تنفق الحكومة الأميركية الأموال لإصلاح المشكلة. وأوضحت: "هناك بعض المشاكل التي يمكنك شراء مخرج منها. هذا هو واحد منها".

تبدأ عملية الشراء في البنتاغون عموماً بتحديد الجيش لمتطلباته، والتي تتم مراجعتها بعد ذلك ثم طلب العطاءات من القطاع الخاص. ولكن منذ التدخل الروسي في أوكرانيا في شباط / فبراير الماضي، اشتكى مسؤولو الصناعة من أن البنتاغون لم يبلغ دائماً عن تلك المتطلبات، والتي غالباً ما تتغير، مما يؤدي إلى حدوث تأخيرات، ويترك مقاولي الدفاع غير قادرين على الاستعداد لمزيد من الإنتاج. وغالباً لا يمكن تشغيل خطوط الإمداد الخاملة بين عشية وضحاها، وقد يستغرق رفع إنتاج الخطوط النشطة وقتاً. تقوم الشركات بالفعل بإنتاج ذخيرة عيار 155 ميليمتراً، ولكن ليس بالسعة التي سيحتاجها البنتاغون لتجديد مخزونه.

في الولايات المتحدة، يستغرق الأمر من 13 إلى 18 شهراً من وقت تقديم الطلبات لتصنيع الذخائر، بحسب مسؤول في مجال صناعة الأسلحة. قد يستغرق تجديد مخزونات الأسلحة الأكثر تطوراً مثل الصواريخ والطائرات بدون طيار وقتاً أطول.

وأشارت الصحيفة إلى أنه حتى التأخير لمدة عام يمثل مشكلة وخاصة أن نقص الذخيرة يمكن أن يظهر بسرعة نظراً للمعدل الذي يمكن سحبه في الصراع.

وقال براد مارتن، مدير معهد أمن سلسلة التوريد في شركة "راند" "إن الدول تفترض أن الحرب لن تحدث، ولديها افتراض أنها تستطيع الرد عندما تحتاج إلى ذلك". وأضاف أنه ليس صحيحاً كلياً أنه يمكنك زيادة "الإنتاج بسرعة".

ويعزو مسؤولو الدفاع والكونغرس المطلعون على القضية النقص الذي يلوح في الأفق إلى عدد من العوامل. إذ كانت بيروقراطية البنتاغون بطيئة في تقديم عقود جديدة لتجديد مخزونها وكانت مترددة في مشاركة احتياجاتها طويلة الأجل مع الصناعة. كما يعزون جزءاً من المشكلة إلى نقص التنسيق بين جزء من البنتاغون الذي يعمل على تزويد أوكرانيا بسرعة بالأسلحة والبيروقراطية المسؤولة عن شراء المعدات.

وقال أحد العاملين في الكونغرس: "إن عملية التعاقد أبطأ بكثير من التراجع، وليس هناك الكثير الذي يمكنك القيام به حيال ذلك".

وقال جيم تايكليت، الرئيس التنفيذي لشركة لوكهيد مارتن، المتعاقدة مع الجيش الأميركي لتزويده بالأسلحة، 19 تموز / يوليو الماضي، إن البنتاغون لم يضع العقود موضع التنفيذ أو ينسق مع الصناعة لشراء المزيد من الإمدادات، وهي عملية تستغرق في الغالب من عامين إلى ثلاثة أعوام. وأوضح أن وزارة الدفاع بحاجة إلى "تغيير سرعة ناقل الحركة" إذا كانت تريد أن تستعد الصناعة لمزيد من الطلبات. ويمكنني أن أخبرك أن الدواسة لم تعمل بعد".