• اخر تحديث : 2024-04-22 16:34
news-details
تقارير

كيف يستشرف 23 مفهوماً التحولات العالمية خلال عام 2023؟


يشهد العالم العديد من التحولات المتسارعة على كافة المستويات، السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتى على مستوى المناخ. هذه التحولات استدعت معها بعض المفاهيم الجديدة الناظمة لعلاقات الدول والمجتمعات. وفي هذا السياق، نشرت مجلة The World Ahead 2023 الصادرة عن ”الإيكونوميست”، تقريراً بعنوان “23 عنصراً من المفردات الحيوية تحتاج إلى معرفتها في عام 2023″، وهو التقرير الذي يتعرض لمجموعة من المفاهيم الجوهرية التي يمكن أن تشكل ملامح حياة الدول والمجتمعات خلال الفترة القادمة.

ديناميات الصراعات

 تناول التقرير عدداً من المفاهيم الرئيسية في المجال السياسي، وخصوصاً فيما يتعلق بالصراعات والتسليح، التي يمكن أن تفسر الظواهر خلال عام 2023. وتتمثل أهم هذه المفاهيم فيما يلي:

1- التصعيد الأفقي والعمودي: وضعاً في الاعتبار احتمال تصاعد الصراع، في أوكرانيا على نحو خاص، خلال عام 2023، يميز العسكريون بين بعدين من أبعاد التصعيد هما: التصعيد الأفقي: وهو المكان الذي يتسع فيه النطاق الجغرافي للصراع (على سبيل المثال، إذا هاجمت روسيا دولة أخرى فتجرها إلى الصراع)، والتصعيد العمودي: وهو المكان الذي تزداد فيه حدة الصراع؛ إما بهجمات على أنواع أهداف جديدة، أو من خلال إدخال أنواع جديدة من الأسلحة (مثل الرؤوس الحربية الكيميائية أو النووية).

2- الأسلحة النووية التكتيكية: تميل هذه الأسلحة ليكون لها نطاقات أقصر وتداعيات أقل من الأسلحة “الاستراتيجية” التي تدمر المدن، مثل الصواريخ الباليستية العابرة للقارات؛ فإذا كانت القوات الأوكرانية، مثلاً، على وشك استعادة شبه جزيرة القرم في عام 2023، فقد يميل “فلاديمير بوتين” إلى استخدام واحدة من الأسلحة النووية التكتيكية لوقف تقدم أوكرانيا العسكري. ورغم أن فاعليتها أضعف، لكنها قد تجنب روسيا الهجمات الانتقامية من القوى الغربية في حال تبادل استخدام الأسلحة الاستراتيجية الأخطر والأكثر قوة.

3- الصراع المجمد: هو مواجهة عسكرية يتوقف فيها القتال الفعلي، ولكن دون حل النزاع الأساسي؛ ما يجعل خطر استئناف القتال أمراً قائماً في أي وقت. ويُشار هنا إلى أن “بوتين”، بحسب التقرير، تسبب في العديد من النزاعات المجمدة في أجزاء مختلفة من الاتحاد السوفييتي السابق؛ وذلك منذ عام 2014 حتى عام 2022، كوسيلة لزعزعة الاستقرار العام في الدول المجاورة. ويمكن أن تستمر مثل هذه الصراعات لعقود، كما هو الحال مع أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا؛ الجمهوريتين المدعومتين من روسيا اللتين انفصلتا عن جورجيا في أوائل التسعينيات.

ملف الطاقة

يحتمل أن يشكل ملف الطاقة أحد الملفات المهمة التي ستستحوذ على اهتمام الدول المختلفة خلال الفترة القادمة، وهو ما يتناوله تقرير إيكونوميست من خلال ما يلي:

1- الهيدروجين الأخضر والأزرق والبني: عند صنع الهيدروجين النقي، تتفاوت الطرق في مدى نظافتها عن غيرها؛ لذلك يستخدم متخصصو الطاقة ألواناً مختلفة للتمييز بين الطرق المختلفة؛ فيتكون الهيدروجين “الأخضر” باستخدام الطاقة المتجددة لتقسيم الماء إلى هيدروجين وأكسجين عن طريق التحليل الكهربائي، وهو ما تروج أوروبا لاستخدامه، وتأمل المناطق الغنية بمصادر الطاقة المتجددة من أستراليا إلى الهند إلى أن تصبح مُصدرة للهيدروجين الأخضر.

على النقيض من ذلك، فإن صنع الهيدروجين “الأسود” أو “البني” ينطوي على حرق الفحم أو الليجنيت، وإطلاق كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون. ورغم كون هذه التقنية رخيصة، لكنها سيئة من الناحية المناخية، فيما يتكون الهيدروجين “الرمادي” من الغاز الطبيعي، في عملية تطلق أيضاً ثاني أكسيد الكربون، ولكن أقل من استخدام الفحم. هذا ويتكون الهيدروجين “الأزرق” أيضاً من الغاز الطبيعي، ولكن يتم بعد ذلك التقاط ثاني أكسيد الكربون الناتج وتخزينه تحت الأرض.

فيما يستخدم الهيدروجين “الفيروزي” عملية مختلفة لتقسيم الغاز الطبيعي؛ ما ينتج عنه الهيدروجين والكربون الصلب. أما الهيدروجين “الوردي”، مثل النوع الأخضر، مصنوع باستخدام التحليل الكهربائي، لكنه مدعوم بالطاقة النووية. أخيراً، فإن الهيدروجين “الأبيض” هو النوع النقي الذي يحدث في الطبيعة لكنه نادر على الأرض.

2- إعادة تحويل الغاز إلى غاز: يُنقل الغاز الطبيعي عادة عبر خطوط الأنابيب؛ لأنه على عكس النفط، يصعب تحميله وتفريغه على السفن، وهو ما يجعل أسواق الغاز الطبيعي أقل سيولة بكثير من أسواق النفط، غير أن الغاز الطبيعي المسال يغير المعادلة؛ إذ يؤدي تبريد الغاز الطبيعي إلى -162 درجة مئوية إلى تحويله إلى سائل ويقلل حجمه بمقدار 600 ضعف؛ ما يتيح نقله لمسافات طويلة باستخدام سفن ناقلة خاصة مبردة.

وهذا يسمح بالتجارة العالمية في الغاز الطبيعي، وهو أمر مفيد للدول الأوروبية التي ترغب في تقليل اعتمادها على الغاز الروسي الذي يتم تسليمه عبر خطوط الأنابيب. ويُطلق على هذه العملية إعادة تحويل الغاز الطبيعي المسال إلى غاز، بحيث يمكن تغذيته في خطوط الأنابيب واستخدامه كوقود.

3- الوقود الصناعي والوقود الإلكتروني (Synfuels and e-fuels): الوقود الصناعي يمثل بديلاً للوقود الهيدروكربوني التقليدي، مثل البنزين والديزل ووقود الطائرات، التي يتم إنتاجها صناعياً بدلاً من صناعتها من النفط، أما الوقود الكهربائي أو الوقود الإلكتروني فهو أيضاً وقود صناعي لكن باستخدام الطاقة المتجددة؛ حيث تستخدم الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح لتقسيم الماء إلى هيدروجين وأكسجين عن طريق التحليل الكهربائي، ثم يتم دمج الهيدروجين مع ثاني أكسيد الكربون، إما مأخوذاً من العمليات الصناعية أو مستخرجاً من الغلاف الجوي، لإنتاج وقود هيدروكربوني. وبالاعتماد على العملية المستخدمة، يمكن أن يكون للوقود الناتج بصمة كربونية أقل من الوقود التقليدي، أو أن يكون محايداً تماماً للكربون.

التغيرات البيئية

تستدعي التغيرات البيئية عدداً من المفاهيم الجديدة المركزية، وهو ما يمكن تناوله على النحو التالي:

1- التجفيف: لم يعد مصطلح “الجفاف”، أو حتى “الجفاف الضخم” كافياً لوصف فترات الجفاف في بعض الأماكن؛ لذا يتحدث العلماء والمسؤولون الآن عن “التجفيف” أو “الجفاف الطويل المدى” لمنطقة ما؛ وذلك في ضوء أن درجات الحرارة المرتفعة الناجمة عن تغير المناخ لها الكثير من الآثار غير المباشرة في المناطق القاحلة بالفعل، مثل جنوب أوروبا وأستراليا الساحلية وجنوب أفريقيا؛ حيث يؤدي تغير المناخ إلى تقلص كتلة الجليد في الجبال وتجفيف الأنهار والتربة والغابات.

2- انبعاثات النطاقات 1 و2 و3: انبعاثات “النطاق 1” هي تلك الانبعاثات التي تسببها مباشرة أنشطة الشركات، مثل حرق الوقود في المصانع. أما انبعاثات “النطاق 2” فهي الانبعاثات غير المباشرة التي تنتج عن استخدام الطاقة من قبل الشركة، فيما أن انبعاثات “النطاق 3” هي جميع الانبعاثات الأخرى التي تنشأ من أنشطة موردي الشركة وعملائها. بالنسبة لشركة النفط، فإن الانبعاثات التي تنتج عندما يحرق الآخرون المنتج المبيع هي ما تمثل انبعاثات “النطاق 3″، فيما يتوقع أن يتزايد الجدل خلال العام المقبل، بحسب التقرير، حول إذا ما كانت الشركات يجب أن تكون مسؤولة عن مثل هذه الانبعاثات.

3- مراكز التكيف والأرصفة الباردة: تتبنى المدن في جميع أنحاء العالم تدابير مختلفة للتعامل مع خطر موجات الحر التي تزداد وتيرتها، لتمثل “مراكز التكيف” مباني مخصصة داخل مجتمع يوفر ملاجئ مكيفة مع مياه الشرب والوصول إلى الإنترنت ومرافق لشحن الهاتف؛ وذلك فيما تعمل المدن أيضاً على تقليل درجات الحرارة من خلال إدخال أسقف باردة (مغطاة بطلاء أبيض أو مواد عاكسة) وأرصفة باردة (معالجة بطبقات خاصة) لعكس ضوء الشمس بعيداً وامتصاص حرارة أقل. ومن المدن الرائدة في هذا المجال لوس أنجلوس وفينيكس وطوكيو.

4- الأحواض الميتة: بعدما تم إنشاء معظم الخزانات الكبيرة في الغرب عن طريق بناء السدود في القرن العشرين، تقلصت هذه البحيرات الصناعية خلال العقدين الماضيين مع جفاف الأنهار التي تغذيها، وعندما ينضب الخزان إلى النقطة التي لا يمكن فيها إرسال المياه إلى مجرى النهر، يصبح حوضاً جامداً أو “ميتاً”. وفي عام 2023، ستقترب بعض الخزانات من هذه الحالة، ومنها بحيرة “ميد” وبحيرة “باول” أكبر خزانين في الولايات المتحدة الأمريكية، الذين يمتدان على نهر كولورادو.

الاقتصاد وسوق العمل

تطرح “إيكونوميست” عدداً من المفاهيم الصاعدة في المجال الاقتصادي وسوق العمل خلال العام القادم، وتتمثل فيما يلي:

1- جنون الارتياب في الإنتاجية: في استطلاع أجرته شركة Microsoft على 20 ألف عامل في 11 دولة، اعتقد 87% أنهم يعملون بنفس الكفاءة من المنزل، لكن 12% فقط من الرؤساء كانت لديهم ثقة كاملة بأن فرقهم كانت منتجة بالقدر نفسه، والنتيجة هي “جنون الارتياب في الإنتاجية”، بين العمال (الذين يخشون أن يُنظر إليهم على أنهم متهربون) والرؤساء (الذين يخشون من تهرب العمال).

2- مدينة: ثبت عدم صحة المخاوف التي تنامت في وقت مبكر من جائحة “كوفيد-19” من أن الموظفين لن يعودوا أبداً إلى مكاتبهم، وبدلاً من ذلك ظهر اتجاه العمل من مقر الأعمال خلال أيام محددة من كل أسبوع (TWaTH) Tuesdays, Wednesdays and Thursdays، وسيكون على المدن التكيف مع هذا الاتجاه في عام 2023، كما سيتعين على مشغلي النقل العام التكيف أيضاً مع ذلك الوضع؛ فبدلاً من تقليل الخدمات يومي الاثنين والجمعة، يمكنهم محاولة تغيير الطلب عن طريق خفض الأسعار في تلك الأيام.

3- تأثير دونات: إن ازدياد نمط العمل من المنزل الناجم عن الوباء ينعكس كذلك في قبول الموظفين السكن في مناطق أبعد، ليظهر مصطلح “تأثير الدونات” في المدن الكبيرة، مع ابتعاد العمال عن مراكز المدن، ولترتفع في المقابل قيم الإيجارات في الضواحي؛ ما يخلق حلقة من النمو.

4- حزام البطارية: حزام الصدأ كان هو الاسم الذي يطلق على أجزاء من الولايات المتحدة، وهي الأجزاء التي عانت من تراجع التصنيع منذ الخمسينيات، وتُبذل الآن جهود لتنشيط هذه المناطق من خلال تشجيع الاستثمار في الصناعات الخضراء الجديدة مثل تصنيع السيارات الكهربائية و”المصانع العملاقة” التي تصنع بطاريات السيارات. فعلى سبيل المثال، تستثمر “فورد” (Ford) مثلاً 50 مليار دولار لتوسيع إنتاج السيارات الكهربائية، وتستثمر منافستها “جنرال موتورز”  35 (GM) مليار دولار، وهي استثمارات تستهدف تطوير ما يعرف بـ “حزام البطارية” المتوقع تصاعدها في العام الجديد

5- تنامي نمط “يمباي: بينما لا يحبذ نمط NIMBY أي بناء في الساحات الخلفية، يدعم YIMBY التنمية، وذلك من خلال تشجيع التنمية العالية الكثافة على امتداد طرق السيارات. ورغم أن هذا الاتجاه الجديد حقق نجاحاً محدوداً من قبل في تغيير قواعد التخطيط، فإن ذلك يتوقع أن يتغير في عام 2023، وسيدخل قانون الإسكان الميسور والوظائف على الطرق السريعة حيز التنفيذ في كاليفورنيا في يوليو المقبل، الذي سيسهل بناء المنازل في المناطق التي تهيمن عليها حالياً المكاتب والمتاجر ومواقف السيارات، وسيخفف الفصل الصارم بين مناطق المعيشة والعمل التي أنشأتها قوانين تقسيم المناطق.

الابتكار المتسارع

تشكل الابتكارات محوراً هاماً في المفاهيم التي تطرحها “إيكونوميست”؛ حيث طرح التقرير عدداً من المفاهيم الصاعدة في مجال الابتكارات التكنولوجية وتوظيف الذكاء الاصطناعي في إدارة العديد من المجالات التي تخدم الدول، وتتمثل أهم هذه المفاهيم فيما يلي:

1- محطة طاقة افتراضية: بحسب التقرير يوجد عدد متزايد من المنازل والشركات لديها ألواح وبطاريات شمسية يمكنها توفير الكهرباء للممتلكات، ويمكنها أيضاً توصيل الطاقة إلى شبكة الكهرباء عند الحاجة. وعند استخدامها معاً بأعداد كبيرة، وتنسيقها عبر أوامر الإنترنت، يمكن لمئات أو آلاف من أنظمة التوليد والتخزين الصغيرة الحجم هذه أن تعمل بشكل جماعي، وأن تعمل في الواقع كمحطة طاقة افتراضية يمكن تشغيلها وإيقافها؛ حيث يجب على المستخدمين الاشتراك للسماح باستخدام معداتهم بهذه الطريقة، ويتم الدفع لهم مقابل الطاقة المقدمة.

2- شرائح وحدات هوية المشترك الإلكترونية: من المرجح اختفاء الشرائح الصغيرة التي تدخل الهواتف الذكية وتربطها بتفاصيل الفوترة ورقم الهاتف، المعروفة باسم وحدات هوية المشترك، أو بطاقات SIM. حيث سيتم الاستعاضة عنها  بتقنية eSIM والتي تعتمد على أكواد رقمية يمكن تحويلها من هاتف قديم إلى هاتف جديد وذلك بدلاً من الرقائق المادية. هذه التكنولوجيا موجودة منذ عام 2017، لكن قرار Apple إطلاق مجموعة iPhone 14 الخاصة بها في أمريكا كهواتف eSIM من شأنه دفع ملايين الأشخاص إلى البدء في استخدام التقنية الجديدة في عام 2023، مع دفع مشغلي الهاتف المحمول في جميع أنحاء العالم للانتقال إلى استخدام البطاقات الالكترونية الجديدة.

3- تشفير ما بعد الكم: يمكن لأجهزة الكمبيوتر الكمية القيام بمهمات لا يمكن للحواسيب العادية القيام بها، ويتضمن ذلك رموز التكسير؛ فيمكن لجهاز حاسوب كمي عامل، إذا أمكن بناؤه، كسر التشفير المستخدم حالياً لتأمين الاتصالات وحماية البيانات الحساسة. للحماية من هذا الاحتمال، تمت الموافقة في عام 2022 على معايير تشفير جديدة “لما بعد الكم”، مصممة لتكون محصنة حتى لأجهزة الكمبيوتر الكمية، وستبدأ الاستعدادات لتنفيذها بشكل جدي في عام 2023.

4- الحقيقة المختلطة: فيما يلغي الواقع الافتراضي (VR) العالم الحقيقي بالنسبة لمستخدميه لصالح واقع بديل يتم إنشاؤه بواسطة الحاسوب. فإن الواقع المعزز (AR) يقوم بتركيب العناصر التي تم إنشاؤها بواسطة الكمبيوتر على رؤية الشخص للعالم الحقيقي، فيما يخطو الواقع المختلط (MR) خطوة إلى الأمام من خلال السماح للعناصر الحقيقية والافتراضية بالتفاعل معاً، ليصبح السؤال الكبير لعام 2023 هو: ما الذي ستختاره Apple للاتصال بالتكنولوجيا عندما تعلن عن أول AR/VR/XR لسماعات الرأس، التي يُشاع أنها تعمل بواسطة برنامج يُسمى “RealityOS”.

5- مفاتيح المرور: ينتظر أن تحل “مفاتيح المرور” محل كلمات السر، التي تمثل تقنية جديدة مدعومة من قبل عمالقة التكنولوجيا، بما في ذلك Apple وGoogle وMicrosoft، التي تستبدل بكلمات المرور رموزاً يتم التحقق من صحتها من الناحية البيومترية. وبشكل أساسي، بدلاً من كتابة كلمة مرور، فإنه يتم استخدام رمز مميز مخزن على الهاتف أو جهاز الحاسوب ومحمي ببصمة الإصبع أو التعرف على الوجه، لتسجيل الدخول إلى التطبيقات أو مواقع الويب المختلفة.

6- ميناء عمودي: سيارات الأجرة الجوية، المعروفة أيضاً باسم السيارات الطائرة “EVTOL” (Electric, Vertical TakeOff and Landing)، هي في الأساس طائرات بدون طيار متعددة المحركات وكبيرة بما يكفي لنقل الأشخاص. وتأمل العديد من الشركات في جميع أنحاء العالم أن تحوز هذه المركبات الموافقة التنظيمية في عام 2023 كشكل سريع ومستدام للنقل الحضري. لكن EVTOL لا يمكنها الإقلاع والهبوط في أي مكان؛ حيث تحتاج إلى أماكن مخصصة تسمى المنافذ العمودية، وهي الأماكن التي تسمح لهذا النمط الجديد بالتكامل مع شبكات النقل الحالية، مثل الطرق والسكك الحديدية.

7- الطاقة الشمسية الفضائية: كانت فكرة التقاط الطاقة في الفضاء باستخدام مصفوفات شمسية ضخمة متصلة بالأقمار الصناعية التي تدور في مدارها، ثم إرسالها إلى الأرض على شكل موجات دقيقة، موجودة من قبل، لكنها لم توضع موضع التنفيذ بسبب التكلفة العالية؛ الأمر الذي يمكن أن يتغير إذا انخفضت تكاليف الإطلاق بدرجة كافية، أو إذا ظهرت تقنيات تصنيع فضائية جديدة، مثل تعدين الكويكبات للمواد الخام. وفي هذا الصدد، يمكن لقمر صناعي يعمل بالطاقة الشمسية، وخاصة إذا كان في مدار عالٍ بما يكفي، أن يظل في ضوء الشمس على مدار الساعة؛ ما يوفر مصدراً نظيفاً وموثوقاً للطاقة. وتمول وكالة الفضاء الأوروبية وأمريكا وبريطانيا والصين واليابان عدداً من الأبحاث في هذا المجال.

8- الفضاء المداري للقمر: تنوي الولايات المتحدة إرسال رواد فضاء إلى القمر في الأعوام القليلة المقبلة، لهدف طويل الأجل يتمثل في إنشاء قاعدة دائمة هناك. وكجزء من برنامج Artemis الخاص بها، تعتزم وضع محطة فضائية، تسمى Lunar Gateway في مدار حول القمر لتكون بمنزلة مركز اتصالات ومختبر علمي ومساحة معيشة قصيرة المدى، من المقرر إطلاقه في عام 2024، مع انطلاق سلسلة من المهمات الروبوتية التحضيرية إلى القمر في عام 2023، ليشهد فضاء القمر “cislunar” تطورات متسارعة في العام الجديد.

ختاماً، فإن هذه المفاهيم قد تقدم مدخلاً مهماً لتفسير التغيرات المحتملة خلال العام القادم؛ وذلك في ظل السياسات التي تتبناها الدول ومساعيها لتعزيز مكانتها على الساحة العالمية؛ إذ بدا الابتكار والتطوير أداة مهمة للنفوذ الخارجي، علاوة على ذلك فإن الابتكار يسمح للدول والمجتمعات بطرح حلول جديدة للتعاطي مع الأحداث المتسارعة والأزمات المستعصية التي تواجهها سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.