• اخر تحديث : 2024-07-01 12:23
news-details
مقالات عربية

قراءة في مفاوضات الترسيم


أعلن رئيس المجلس النيابي الأستاذ نبيه بري بتاريخ ٢٠٢٠/١٠/١ عن قيام محادثات بين لبنان والعدو الاسرائيلي بوساطة الولايات المتحدة الأميركية في مقر اليونيفيل في الناقورة من أجل إنهاء النزاع الحدودي بينهما منذ فترة طويلة، وهما لا يزالان في حالة حرب رسميا، ومن المرتقب أن تنطلق هذه المناقشات او المفاوضات يوم الأربعاء المقبل بتاريخ ٢٠٢٠/١٠/١٤، وفي هذا السياق نبدي ما يلي: 

إن هذا الإعلان الرسمي لاتفاق الإطار لترسيم الحدود البرية والبحرية جنوبا قد أنهى دور رئيس المجلس النيابي بعد مرور (١٠) سنوات من التفاوض مع الأميركيين حيث انتقلت المسؤولية وفقآ للدستور الى رئيس الجمهورية.٢ ان وسيلة المفاوضات كأسلوب لحل المنازعات ورد الحديث عنها في ميثاق الأمم المتحدة ضمن الفصل السادس حيث تنص المادة (٣٣) منه على ما يلي: يجب على اطراف أي نزاع من شأن استمراره ان يعرض حفظ السلم والامن الدولي للخطر أن يلتمسوا حله بادئ ذي بدء بطريق المفاوضة والتحقيق والوساطة والتوفيق والتحكيم والتسوية القضائية.٣لماذا انتقلت المسؤولية الى رئيس الجمهورية؟ لأن المادة (٥٢) من الدستور تنص على أنه يتولى رئيس الجمهورية المفاوضة في عقد المعاهدات الدولية وابرامها بالاتفاق مع رئيس الحكومة، ولا تصبح مبرمة الا بعد موافقة مجلس الوزراء، وتطلع الحكومة مجلس النواب عليها حينما تمكنها من ذلك مصلحة البلاد وسلامة الدولة، أما المعاهدات التي تنطوي على شروط تتعلق بمالية الدولة والمعاهدات التجارية وسائر المعاهدات التي لا يجوز فسخها سنة فسنة فلا يمكن ابرامها الا بعد موافقة مجلس النواب، واستنادا لذلك أعلن مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية عن تشكيل الوفد اللبناني الى التفاوض التقني لترسيم الحدود الجنوبية ويتألف من العميد الركن بسام ياسين رئيسا وعضوية العقيد الركن مازن بصبوص وعضو هيئة ادارة قطاع البترول وسام شباط والخبير نجيب مسيحي.٤ ليست المرة الأولى التي تجرى فيها مفاوضات غير مباشرة بين لبنان والعدو الاسرائيلي، ففي العام ١٩٤٨ بدأت بينهما مفاوضات غير مباشرة انتهت بتوقيع اتفاقية الهدنة لعام ١٩٤٩ التي جرت برعاية الأمم المتحدة، ثم أثناء العدوان الاسرائيلي عام ١٩٩٦ جرت مفاوضات غير مباشرة بينهما انتهت بتوقيع اتفاق نيسان لعام ١٩٩٦، وبعيد الانسحاب الاسرائيلي بتاريخ ٢٠٠٠/٥/٢٥ جرت أيضا مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين نتج عنها ترسيم الخط الأزرق، في حين ان المفاوضات الوحيدة المباشرة تلك التي جرت بعد الاجتياح الاسرائيلي عام ١٩٨٢ والتي انبثق عنها اتفاق ١٧ أيار الذي ألغي لاحقآ.٥ان المفاوضات سوف تحصل في مقر الأمم المتحدة في الناقورة وبحضور الوسيط الأميركي ولن يجري أي حديث مباشر بين الوفدين اللبناني والإسرائيلي، فهي مفاوضات غير مباشرة، وكل فريق سوف يوجه حديثه الى الوسيط الدولي (الأميركي)، فلن يكون هناك أي مظهر من مظاهر التطبيع، والوفد اللبناني سوف يكون حريصا جدا على هذا الموضوع، فلا لقاءات مباشرة، ولا حديث مباشر، ولا تناول لطعام سوية، ولا التقاط لصور أثناء الاجتماع.٦ ان موضوع المباحثات بين الطرفين سوف يكون محصورا بترسيم الحدود البرية والبحرية دون أي موضوع آخر، فمسألة مزارع شبعا هي خارج اتفاق الاطار وبالتالي لن تكون محورا للمناقشات، لأنها أساسا تتعلق بالحدود اللبنانية السورية.