حذر رئيس جهاز الأمن العام للعدو "الشاباك" رونين بار، من الأوضاع الحالية في الكيان، وخلال عدة محادثات أجراها مع بعض الوزراء، أعرب عن مخاوفه من وقوع العنف بين اليهود.
وأكد بار أنه حسب تقديرات الموقف لدى "الشاباك"، فإن التوتر واحتمالية وقوع العنف تتضاعف، والأجواء تزداد سخونة، ويجب تهدئة الأوضاع.
فكيف يمكن تهدئة النفوس والأوضاع بالكيان، في ظل إصرار "حكومة نتنياهو" على تمرير الإصلاحات القضائية والمصادقة عليها بالكنيسيت، والتي تعتبر هي الصاعق الذي أدى إلى انفجار الأوضاع الحالية، وسيؤدي إلى تدهورها؟
احتمالات تصدير الأزمة:
عندما تتدخل الجهات الأمنية بالأمور الحاصلة على المستوى السياسي، ويبادر رئيس "الشاباك" بمحاولة تهدئة الأوضاع المتوترة بالكيان، فهذا مؤشر على أن الأوضاع وصلت إلى درجة من الخطورة لا يمكن السكوت عليها، وأن هذه الأجهزة الأمنية لن تتوانى عن العمل لتوحيد الصفوف الداخلية، ورأب الصدع بالكيان، وقد يكون ذلك من خلال الطريقة القديمة والمشهورة التي طالما اعتمدت عليها المنظومة الأمنية بالكيان، وهي تصدير الأزمة للخارج، بواسطة افتعال أحداث أمنية ساخنة، تدفع الجميع للوحدة ورص الصفوف، وترك الخلافات، ونسيان الأحداث الجارية.
وعليه فهناك احتمالات ضئيلة بأن تبادر أجهزة المؤسسة الأمنية للعدو، بنشاطات أمنية أو عسكرية، تهدف من خلالها لتشتيت أنظار اليهود أنفسهم عن الحاصل بالكيان.
الأنظار نحو إيران بعد رفع مستوى التخصيب:
تحدثت وسائل الإعلام العبرية الإثنين، بناءً على تقارير دبلوماسية ودولية أن مُراقبي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رصدوا في إيران يورانيوم مخصب بنسبة 84%، وأنه تبقى لها 6% للوصول للمستوى المطلوب لصناعة قنبلة نووية.
وهذا الخبر لم يخرج عبثاً في هذه الأيام، وإن كانت هذه التقارير صحيحة، فهذا يعني أن إيران أصبحت قريبة جداً من صناعة القنبلة النووية، فماذا ستكون ردة الفعل الإسرائيلية في الأيام القادمة؟ وهل ستكون إيران هي المرمى الذي ستصدر “إسرائيل” أزمتها الداخلية عليه؟
ليس من المستبعد أن تتقاطع "المصالح الإسرائيلية" هذه المرة ما بين الأزمة الداخلية ورفع مستوى تخصيب اليورانيوم في إيران، وأن تبادر "إسرائيل" تحت غطاء أمريكي بمهاجمة إيران، لا سيما وأن "إسرائيل" تدربت مع الجيش الأمريكي على هذا السيناريو عدة مرات، وتفاوضت مع السعودية على المخاوف من إيران.
وعليه فإن تعاظم الأحداث الداخلية بالكيان، قد تدفع بـ "حكومة نتنياهو" للقيام بمغامرة إستراتيجية، والمبادرة بقصف بعض المفاعلات النووية الإيرانية، لتسخين الجبهة العسكرية مقابل ضمان هدوء واستقرار الجبهة الداخلية.
قد يرى بعض المحللين أن هذا احتمال ضعيف، وأن جبهة غزة قد تكون الخيار الأسهل والأسرع لـ "نتنياهو" وحكومته، وعليه وفي ظل الأزمة الداخلية بالكيان، يبدو أن كل الاحتمالات أصبحت واردة، ويبدو أن الأيام القادمة ستكون حُبلى بالمفاجآت.