• اخر تحديث : 2024-05-02 20:55
news-details
مقالات عربية

في منتصف القرن 16، تحديداً بالعام 1665، ظهر بين يهود تركيا شخص اسمه “شفتاي تسفي”، وادعى أنه المُخلص “المشيخ”، وبناءً على معتقدات اليهود الدينية، صدقه الكثير من يهود تركيا في حينه واتبعوه، وتمردوا على الدولة، ما أدى في نهاية المطاف إلى قمعهم على يد السلطات التركية، وقُتل العشرات منهم، وسُجن المئات، وبعد هذه التجربة المريرة، أطلقوا على “شفتاي” هذا لقب “المُخلص الكاذب”.

واليوم ظهر مفوض شرطة العدو “كوبي شفتاي”، خلال مقابلة صحفية مع القناة 12، وتحدث عن تخوفاته من بوادر الحرب الأهلية بالكيان، وعن احتمالات وقوع حالات قتل لسياسيين أو متظاهرين على خلفية الخلافات السياسية، وطالب الجميع بالهدوء والتروي والدخول للحوار، وبالابتعاد عن العنف اللفظي والمكتوب والجسدي، وقال إن شرطته ستفعل ما بوسعها لمنع حدوث ذلك الأمر، فهل سيستطيع شفتاي الحالي تخليص مجتمع العدو من حالة الفرقة والتشرذم، والانحدار السريع نحو الحرب الأهلية؟

لا يختلف “شفتاي تسفي” عن “كوبي شفتاي” كثيراً، فكلاهما كاذب في عيون اليهود أنفسهم، ولن يستطيع “شفتاي المفوض” تخليص هذا الكيان المتشرذم أصلاً من الفرقة والانقسام، ولن يستطيع حتى حماية سكان الكيان من نار الحقد التي تسكن بداخل المستوطنين اليهود، فهم (أي اليهود) يعتبرون أنفسهم شعب مختار، وهم بالأساس عنصريون ويتعاملون مع الآخرين بفوقية.

وعلى مدار تاريخهم كانوا متفرقين، ومقسمين لفئات وجاليات وطوائف، خصوصاً من النواحي الاجتماعية والدينية، وهذه المرة يضاف إلى عوامل الفرقة هذه، العامل السياسي، والذي يتجلى بالخلاف والاختلاف على ما يسمى بالانقلاب القضائي.

مهما حاولت هذا الكيان المزعوم من محاولات للحفاظ على حالة الوحدة الشكلية بين اليهود، ومهما فعل من أجل تجنب التدهور نحو الحرب الأهلية، إلا أن التاريخ اليهودي يؤكد أن اليهود عاشوا تجربة الحرب الأهلية عدة مرات الماضي، ولذلك يعانون من عقدة الخلافات الداخلية، وانعكاساتها على مصيرهم السياسي، وما يترتب عليها من انهيار كياناتهم بسبب الحرب الأهلية الداخلية بينهم.

حسب المعتقدات اليهودية، فهذه المخاوف تتزايد مع اقتراب (كيانهم الثالث) من عقده الثامن، على غرار مملكة داوود، (الكيان السياسي الأول)، ومملكة “الحشمونئيم”، (الكيان السياسي الثاني)، وعندها سيعود اليهود من جديد ليصفوا المفوض “كوبي شفتاي”، بلقب “المخلص الكاذب”.