• اخر تحديث : 2024-05-02 20:55
news-details
مقالات عربية

بالنسبة لـ “بنيامين نتنياهو”، هل الأمور أصبحت مدعاة للارتياح؟ وخاصة بعد المصادقة بكل القراءات على قانون منع إعلان “نتنياهو” كعاجز عن أداء مهام منصبه بسبب القضايا الجنائية التي تلاحقه، وبسبب تعارض المصالح، التي تقول المستشارة القانونية إنه انتهكها بعد خطابه مساء الجمعة، وبقي عليه إتمام مهمة إقرار قانون “درعي 2” الذي سيعيد الوزير “آرييه درعي” إلى الكرسي بجانب نتنياهو في اجتماعات بداية الأسبوع، والذي يحرص على إقراره الأسبوع القادم؟

وإذا ما تم إقرار هذا القانون؛ هل سيصبح من السهل على “نتنياهو” تأجيل التشريعات، أو تقبل أي عرض يرضي الطرف الآخر؟ حتى اللحظة يرى مراقبون أن هذا احتمال ضعيف، كونه يمس ثوابت الأحزاب الحريدية، التي ترى الوقت مناسباً اليوم لسحق المحكمة العليا والتدخل بتعيين قضاتها، الذين يخوضون معهم صراعاً ممتداً طوال العقود الماضية.

لذلك اليوم، ومع الضباب الذي غطى أجواء ما قبل خروج “نتنياهو” في مؤتمر صحفي، صرحت الأحزاب الحريدية وخاصة “شاس” أنها تقف خلف “نتنياهو” وهي مع أي قرار ينوي “نتنياهو” الذهاب إليه، بشرط إقرار “قانون درعي” و"بند التغلب".

نعود لـ “نتنياهو” الذي يبدي للجميع مظهر عدم المكترث كثيراً بالتهديدات والإنذارات والتحذيرات القادمة من “غالانت” وجيشه والشاباك والموساد والاحتياط، ويهدئها بتصريحات مثل “نحن حريصون على وحدة الشعب”، “لن نرضى بانقسام الجيش أو انهياره”، “والفوضى خط أحمر”،  ويصر على الذهاب حتى النهاية في تشريعاته، مع محاولة إقناع الجميع بأن خط الخطر ما زال بعيداً، والمسافة التي بين الخطر وما يجريه من تعديلات قضائية، يرى بأنها ضرورية لحفظ التوازن ومنع تعدي السلطات على صلاحيات سلطات أخرى، والتي في المحصلة تخدمه أكثر، وتخدم تطلعات شركائه الحريديين لتغيير وجه الكيان.

سارة” زوجة “نتنياهو”، اليوم كانت أكثر وضوحاً في تحديد مسار زوجها، وهو الإصرار على إجراء كل التعديلات، مع عدم الوقوع في فخ التصادم مع المعارضة، عندما دعت إلى تهدئة الرياح، وتضليل المعارضة والمحتجين بمحاولة الاتفاق على صيغة موسعة ترضي الشعب، وهي بذلك حددت التحركات المستقبلية لزوجها، مع عدم توقفها عند احتجاجات المعارضة، ورغبتها بأن تسدد وتقارب كي لا تفقد كل شيء.

كاريكاتير هآرتس

على جانب آخر، يبدو أن “نتنياهو” مُستاء من تصرفات أقطاب الصهيونية الدينية، التي جلبت عليه أضراراً من كل الاتجاهات، سواء داخلية وخارجية دولية وإقليمية، حرمته من زيارة لواشنطن، التي هدد وزراءه بألا يطئوا أرضها قبله، وحرمته أيضاً من زيارة عاصمة التطبيع الجديدة -أبو ظبي- التي يبدو أن علاقاتها مع الكيان تشهد أزمة حقيقية.

وبالتالي يعمل حالياً على تحييدهم وتقييد قرارهم وتصريحاتهم وحتى تأثيرهم- إن استطاع ولو بشكل مؤقت لفترة شهر رمضان- ودلل على ذلك الطريقة التي تعامل بها “نتنياهو” مع “بن غفير” بما يتعلق بإضراب الأسرى الفلسطينيين، وكذلك الاستعدادات والتحركات الدولية والإقليمية التي يدفع نحو مراعاتها خلال شهر رمضان منعاً لأي تصعيد جديد.

المعارضة ومعها المحتجون، لا يبدو أن تصريحات “نتنياهو” غيرت عندهم أي شيء، فما زالت شروط “لبيد وغانتس” للحوار هو وقف التسريع، وهذا على ما يبدو لن يحصل، و”ليبرمان” زعيم “يسرئيل بيتينو” يرى أن الفرصة سانحة للإطاحة بحكم الدين و”نتنياهو”، لذلك طلب أمس من القيادة الأمنية والعسكرية مجتمعة أن توضح للشعب خطورة ما يحدث.

أما زعيمة العمل الذي يعاني حزبها من انهيار في الاستطلاعات، فتقول كل مرة سنتقابل في شارع كابلان وعلى مفترق أيلون وعند المحكمة العليا في القدس.

نتنياهو” يسير نحو إقرار كل تشريعاته، وسط حالة توصف بأنها غير مستقرة داخل حزبه وحتى مع شركائه، وتهدد أحياناً حكومته -التي هناك حديث عن انشقاقات داخلها- وليس آخرها احتجاج “غالانت” الذي تم الحديث عنه كثيراً في “الإعلام الإسرائيلي”.

وفي ظل تحركات من المعارضة تتصاعد ولا تريد أن تتوقف، لكنه يستعين بكل المكونات لإبقاء السفينة على نفس المسار الذي يريده، مع محاولاته الابتعاد عن الأمواج المحيطة به، والقادرة على إرباك الحالة التي يخطط لها، مع العلم أن الرياح ليست دائماً تهب لتدفع سفينته الإصلاحية نحو مسارها التي يرغب فيه ، لأن هناك رياحاً قادمة من الشرق، والغرب والشمال، ورياحاً محلية يسببها جنون البيئة التي شكلها بيده، وقد تؤثر على مسار سفينته، التي تدور على متنها شجارات عديدة، أثّرت على قدرة الربان على حفظ توازنها، وقدرتها على التحرك مع كل هذه الرياح العاصفة، وبالكاد مساء اليوم أقنع أحد الربان بعدم الحديث، خوفاً من تبعات ذلك على السفينة التي تكاد تتحطم، ولا تحتاج لانفجار داخلي جديد يحرم “نتنياهو” من النوم.