• اخر تحديث : 2024-05-10 13:04
news-details
قراءات

ما تحديات الأمن القومي الأمريكي في الشرق الأوسط وأفريقيا؟


عقدت لجنة الخدمات المسلحة بمجلس النواب الأمريكي، جلسة استماع، في 23 مارس 2023 لشرح وضع القوات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، ومنافسة الصين وروسيا للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، وتنامي التهديدات الإيرانية، بجانب التركيز على التهديدات المتنامية داخل القارة الأفريقية ودور القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا في مواجهتها. وقد حملت الجلسة عنوان “الوضع العسكري الأمريكي وتحديات الأمن القومي في الشرق الأوسط الكبير وأفريقيا”. وتضمَّنت الجلسة سماع شهادات كلٍّ من مساعد وزير الدفاع لشؤون الأمن الدولي بوزارة الدفاع سيليست والاندر، وقائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال مايكل إريك كوريلا، وقائد القيادة الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم) الجنرال مايكل لانجلي.

الموقف الدفاعي

تحدثت سيليست والاندر خلال الجلسة عن الموقف الدفاعي الأمريكي وسياسة القيادة المركزية في الشرق الأوسط. وفيما يلي يمكننا ذكر أبرز ما أوضحته والاندر على النحو التالي:

1– تبلور استراتيجية الدفاع الوطني الأمريكية: أفادت والاندر بأن استراتيجية الدفاع الوطني لعام 2022 أكدت أن قوة وصلابة الجيش الأمريكي تعد ركيزة أساسية لتعزيز القيادة الأمريكية للعالم؛ ولذلك ركزت على مواجهة التهديدات المزعزعة للاستقرار الأمريكي، وعملت على تعزيز قدرات الردع الأمريكية للحماية من تهديدات القوى المناوئة لواشنطن، والتحديات العابرة للحدود على غرار التغير المناخي والإرهاب، واستهدفت تعزيز المرونة والتعاون مع الشركاء من خلال بناء قوة مشتركة، وتعميق الانخراط الأمريكي في التحالفات الدولية وتحسين قوة الشركاء في (أوروبا وأوراسيا والشرق الأوسط وأفريقيا)، بجانب الاهتمام بتعزيز الاستثمارات في وزارة الدفاع، مشيرة إلى أن هذا هو النهج المتبع في القيادة المركزية الأمريكية، لا سيَّما أن القوة العسكرية أداة مكملة للدبلوماسية التي تدعمها إدارة الرئيس الديمقراطي جو بايدن في الحفاظ على مصالح الأمن القومي الأمريكي، وتهدئة مختلف التوترات.

2– دعم استقرار الشرق الأوسط باعتباره أولوية أمريكية: أردفت والاندر موضحة أن تأمين منطقة الشرق الأوسط وتحقيق الاستقرار بها يعد أولوية من أولويات واشنطن، خاصة أن ذلك يسهم في الحفاظ على مصالحها الحيوية في المنطقة، كما يحمي المواطنين الأمريكيين من التهديدات التي قد تنبثق عن هذه المنطقة؛ ولذلك تقوم وزارة الدفاع الأمريكية بتعزيز الشراكات الموجودة بينها وبين وزارات الدفاع والقوات المسلحة في المنطقة، سواء على مستويات ثنائية أو مستويات متعددة الأبعاد؛ وذلك في سبيل تحقيق أهداف محددة من بينها الحيلولة دون تمكين طهران من امتلاك سلاح نووي، وتأمين حرية الملاحة في الممرات المائية الحيوية الموجودة بالمنطقة، بجانب ضمان أمن إسرائيل، وتقليل حدة التوترات في المنطقة.

وفي سبيل ذلك ركزت استراتيجية الأمن القومي لعام 2022 على خمسة مبادئ بشأن انخراط القوات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، وتمثلت في “الشراكة والردع والدبلوماسية والتكامل والقيم”. وفي هذا الصدد، لا زال هناك أكثر من 30 ألف جندي أمريكي داخل المنطقة، كما أن وزرة الدفاع لديها استعداد لنشر عدد أكبر من القوات إذا تطلبت الأوضاع ذلك. وتلتزم واشنطن بتحقيق التشاور والتعاون مع الحلفاء في المنطقة، وعدم السماح بترك فراغ في المنطقة تحتله روسيا أو الصين.

3- تسليط الضوء على التهديدات الإيرانية في المنطقة: جاءت إيران في مقدمة الحديث؛ إذ تمثل طهران بالنسبة إلى والاندر تهديداً مستمراً من خلال تغلغلها في دول المنطقة عبر دعم الميليشيات المسلحة داخل العراق، وبرنامجها النووي النشط، وامتلاكها كماً كبيراً من الأسلحة الهجومية، وعلى رأسها الطائرات بدون طيار، وتهديدها الأمن البحري في المنطقة على غرار هجماتها على ناقلات النفط. وفي ضوء ذلك، تلتزم واشنطن باتجاهين؛ أحدهما أحادي الجانب بحيث تتصدى واشنطن للتهديدات الإيرانية بنفسها، والآخر من خلال التعاون المشترك مع الحلفاء عبر تنفيذ التدريبات المشتركة، وبناء الجسور التي يمكن من خلالها تسيير القوات الأمريكية بشكل سريع إذا وقع تهديد طارئ، وتعزيز عملية التبادل الاستخباراتي مع الحلفاء، بجانب التوجه نحو إجراء مراجعة للمنظومة الجوية الأمريكية المضادة للطائرات المسيرة التي تمتلكها طهران، التي تم استخدامها في الحرب الروسية-الأوكرانية، والتي تقوض استقرار الحلفاء في أوروبا والشرق الأوسط. وتعهدت والاندر مسترشدة بتصريح بايدن بالرد على الهجمات الإيرانية ضد الأهداف الأمريكية باستخدام القوة العسكرية.

4- الالتزام بتعزيز التقارب مع الحلفاء في المنطقة: أكدت والاندر التزام واشنطن بحماية أمن إسرائيل؛ ولذلك تعزز وزارة الدفاع الأمريكية علاقتها بنظيرتها الإسرائيلية، من خلال الحوارات السياسية الرفيعة المستوى، وتنفيذ التدريبات العسكرية المشتركة، والتعاون في مجالات البحث العلمي والتطور التكنولوجي، وصولاً إلى “التعاون لرعاية قدامى المحاربين”، فيما ارتأت والاندر أن دول الخليج العربي تعتبر شريكاً محورياً لواشنطن بالنظر إلى كونها من العملاء المهمين للمبيعات العسكرية الأمريكية، فضلاً عن ضرورة الاعتماد عليها لتوفير قاعدة عسكرية أمريكية، وضمان تحليق الطائرات. وأضافت والاندر أنه يتم تعزيز التعاون معها من خلال دعم أنظمة الإنذار المبكر، وتنفيذ التدريبات العسكرية المشتركة. 

5- مجابهة التهديدات الصينية والروسية المتصاعدة: رأت والاندر أنه يجب التعاون مع بكين بشأن مواجهة التهديدات العالمية المشتركة على غرار التغير المناخي، وانعدام الأمن الغذائي، مشيرة إلى ضرورة الحذر من النوايا الصينية الرامية إلى إعادة تشكيل النظام الدولي وفقاً لتصوراتها، موضحة أن بكين تعمل على تقويض أمن منطقة الشرق المتوسط من خلال تعاونها الوثيق مع إيران، فضلاً عن عدم تقديمها يد العون لدول المنطقة بشأن التصدي للتهديدات الاستراتيجية التي تواجهها. ومع ذلك، يجب الحذر من العلاقات الاقتصادية بين الصين ودول المنطقة، وتقديم الحوافز الاقتصادية لحكومات المنطقة، وكذلك الحذر من استغلال بكين مبادرة الحزام والطريق، ونشاطها الحثيث في قوات حفظ السلام في المنطقة، وكذلك النشاط الدؤوب للقوات البحرية الصينية في منطقة الشرق الأوسط في عام 2022؛ لأنه مع نمو مصالح الصين الخارجية، تتجه حالياً نحو تعزيز وجود قوتها العسكرية في الخارج من خلال إقامة القواعد العسكرية الخارجية. وفي ضوء ذلك، ينبغي للحلفاء توخي الحذر من أهداف ونوايا الصين الخفية.

كما تطرقت والاندر إلى وجود الجيش الروسي في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة في سوريا، وتعاونها مع الحكومة السورية لتقييد وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين، وتعاونها العسكري مع طهران الذي سيكسب النظام الإيراني خبرة عسكرية أكبر، وسيكون له تداعيات وخيمة على دول المنطقة، وخارج المنطقة على غرار أوكرانيا التي استخدمت فيها روسيا الطائرات الإيرانية بدون طيار في ظل مواجهة تحديات في صناعتها الدفاعية بسبب الحرب المستمرة في أوكرانيا، وهو ما يشكل تحدياً لموسكو التي تزود دول منطقة الشرق الأوسط بالأسلحة أيضاً.

6- التعاون لمواجهة التهديدات الإرهابية: تحدثت والاندر عن تعاون وزارة الدفاع مع الحلفاء في آسيا الوسطى لمواجهة التهديدات الإرهابية التي قد تنجم عن أفغانستان، وحماية مصالح الولايات المتحدة في المنطقة. وقد خصص الكونجرس في السنة المالية 2023 نحو 90 مليون دولار لإنشاء برامج تعاون أمني بشأن الطيران، وتعزيز قدرات الدول الشريكة في المنطقة، كما أشارت والاندر إلى أهمية التعاون مع باكستان في مجال مكافحة الإرهاب، وكذا الفرص المتنوعة التي تمثلها القارة الأفريقية لواشنطن، والتي تتطلب تقديم الدعم والمساندة الاقتصادية والسياسية والعسكرية الأمريكية لدول أفريقيا لدعم الاستقرار بها، وهو ما تساعد فيه القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم)، متطرقة إلى أهمية دول القارة، لا سيَّما جيبوتي التي تستضيف أكثر من 3000 عسكري ومدني أمريكي على أرضها. وفي ضوء ما سبق، اختتمت والاندر حديثها مشيرة إلى وجود تصور خاطئ لدى الصين وروسيا بوجود حالة من اللامبالاة الأمريكية تجاه القارة الأفريقية، مؤكدةً أن استخدام موسكو مجموعة فاجنر يهدد أمن الحلفاء داخل القارة على غرار ليبيا وموزمبيق، مشيرةً إلى مخاوف واشنطن من طموحات بكين التوسعية التي قد تضر بحرية الملاحة في الشرق الأوسط وأفريقيا.

تنويع الشراكات

أدلى الجنرال مايكل إريك كوريلا بشهادة تطرق فيها إلى مجموعة من النقاط يمكن إيجازها فيما يلي:

1- تأكيد أهمية منطقة الشرق الأوسط: أشار كوريلا إلى عام 1983؛ حين نشأت القيادة المركزية الأمريكية التي جاءت بغرض حماية مصالح واشنطن في الشرق الوسط، وآسيا الوسطى، في ظل المنافسة الطاحنة حينذاك مع الاتحاد السوفييتي، مؤكداً أنه بعد مرور أربعة عقود على نشأتها وحدوث تغيرات جيوسياسية واسعة النطاق فإنها أضحت تمثل ركناً أساسياً من أركان حماية مصالح واشنطن في مختلف مناطق العالم. وأفاد كوريلا بأن منطقة الشرق الأوسط تضم أهم ممرات التجارة العالمية مثل قناة السويس التي يمر منها ثلث التجارة العالمية، ومضيق هرمز الذي يمر به أكثر من ربع إجمالي النفط العالمي، علاوة على أنها تنتج أكثر من 37% من النفط العالمي، و18% من الغاز. كما تضم إيران القادرة على ضرب منطقة الشرق الأوسط بأكملها بما تمتلك من صواريخ باليستية وقدرات جوية بالنظر إلى امتلاكها أكبر قوة جوية من الطائرات بدون طيار في المنطقة، ودأبها على تطوير برنامجها النووي، وتنفيذ هجمات إلكترونية، بما قد يسبب اختناقاً في ممرات التجارة العالمية في المنطقة، ويضر بمصالح واشنطن وحلفائها.

2- تحديد الأولويات الاستراتيجية للقيادة المركزية: لفت كوريلا الانتباه إلى رغبة القيادة في ردع النشاط الإيراني الخبيث، سواء داخل أو خارج منطقة الشرق الأوسط؛ لأن استمرارها في تطوير قدراتها سيمكنها في وقت ما من استهداف الولايات المتحدة بشكل مباشر. وتتمثل رغبة القيادة الثانية في “مكافحة المنظمات المتطرفة العنيفة”، وعلى رأسها تنظيما داعش والقاعدة؛ التنظيمان الرئيسيان في منطقة الشرق الأوسط والمشرق العربي؛ ولذلك تتعاون القيادة مع الشركاء داخل المنطقة لردع تلك التنظيمات، موضحاً أن جراء التعاون مع الحلفاء في العراق يوجِد نحو 20 ألف مقاتل من داعش في مراكز الاحتجاز بالعراق، ولكن هناك مخاوف من ظهور مقاتلين جدد بالنظر إلى تزايد احتمالية نشر أفكارهم المتطرفة التي قد يتلقاها أكثر من 30 ألف طفل في مخيم الهول للنازحين، وأكثر من 1000 طفل في مخيم الروج، في ظل عدم قدرة هؤلاء الأطفال على الحصول على التعليم الجيد أو التواصل مع العالم الخارجي، وصعوبة الحصول على المياه الساخنة وغيرها من متطلبات الحياة، وهم بحاجة إلى إعادة تأهيل ودمج في بلدانهم الأصلية.

واسترسل كوريلا موضحاً الهدف الثالث المتمثل في “منافسة القوى العظمى”، وتحديداً روسيا التي تشترك مع مختلف الدول مثل دول آسيا الوسطى، في مصالح ترتبط بالطاقة ومبيعات السلاح، والصين التي ترغب في أن تصبح قوة عظمى رائدة بحلول عام 2049، والتي تعمل على تحقيق هذا الهدف من الآن عبر مضاعفة تجارتها مع دول توجد بها القيادة المركزية الأمريكية لتصل إلى 2,6 تريليون دولار خلال الفترة من عام 2015 حتى عام 2021، فضلاً عن توجهها نحو بناء وتشغيل محطة حاويات في أبو ظبي، وغير ذلك من الخطوات.

3- دعم الشراكة الأمريكية حول العالم: أوضح كوريلا أن القيادة المركزية الأمريكية تهتم بالشركاء والأفراد والابتكار، لكنه أكَّد ضرورة تعزيز الابتكار لدعم الشراكة الأمريكية مع مختلف دول العالم، والتكامل الأمني بهدف تحقيق الاستقرار والتكامل الإقليمي. ولا يجب أن يكون الابتكار قاصراً على التكنولوجيا وإنما يجب أن يشمل الفكر أيضاً بحيث يتم توسيع انتشار القيادة المركزية الأمريكية بعدما تراجع بمقدار 85% بالمقارنة بعام 2008؛ وذلك في ظل وجود العديد من التهديدات التي تلوح في الأفق سواء في البحر أو البر أو الجو. وأخيراً، أكَّد كوريلا رغبة الولايات المتحدة الأمريكية في توسيع وتعزيز قدرات القيادة المركزية الأمريكية بحلول نهاية العام الجاري، سواء في البحر أو البر أو الجو من خلال التعاون مع الشركاء التجاريين والأكاديميين، وكذلك الدول والمنظمات الإقليمية والدولية. وكل ذلك سيمكن القيادة المركزية من تسريع عمليات اتخاذ القرارات، ورفع قدرتها بالمقارنة بالخصوم، وتعزيز قدرات الردع.

القارة الأفريقية

أدلى الجنرال مايكل لانجلي بشهادة تطرق فيها إلى مجموعة من النقاط حول القارة الأفريقية، وهي النقاط التي يمكن إيجازها فيما يلي:

1– تنامي التهديدات الإرهابية في الساحل الأفريقي: أشار لانجلي إلى أن الهجمات الإرهابية في المنطقة كانت سبباً في وفاة أكثر من ثلث الوفيات الناجمة عن الإرهاب في العالم خلال عام 2021، بالمقارنة بواحد في المائة فقط في عام 2007. وبوجه عام تستهدف التنظيمات الإرهابية الموجودة في أفريقيا المصالح الأمريكية، ويكون هناك صعوبة في مراقبة وتعطيل تلك المنظمات بالنظر إلى تعقد تشابكاتها، وانتشارها في مساحات واسعة ومراكز سكنية مزدحمة قد لا تسيطر عليها الحكومات المركزية الأفريقية. وتعمل القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم) على مساعدة شعوب المنطقة. وقد أمر بايدن القيادة بإرسال قوة صغيرة إلى الصومال في مايو 2022 لمحاربة حركة الشباب التابعة للقاعدة، والمسيطرة على مساحات شاسعة من الأراضي، كما تم تنفيذ 15 غارة جوية جماعية ضد الحركة. وحذر لانجلي من أن تنامي تلك الحركة قد يشجعها مستقبلاً على مهاجمة السفارات الأمريكية.

2- تنافس محموم مع روسيا في أفريقيا: أوضح لانجلي أن هناك منافسة محمومة مع روسيا داخل أفريقيا من خلال قوات فاجنر التي يستغلها الكرملين في الحصول على الموارد الطبيعية من القارة، ودعم الانقسامات، وتغذية الصراعات، وإضعاف الأمن الغذائي في القارة الذي تفاقم مع الحرب الروسية الأوكرانية؛ وذلك على غرار ما يحدث في ليبيا. وقد أسهمت قيود الولايات المتحدة على مشاركة القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا في ظل الانقلابات المتتالية داخل مختلف دول القارة، في السماح للدول الأفريقية بزيادة الاعتماد على قوات فاجنر التي تُفاقم من الاضطرابات والفساد والجريمة. وهناك أيضاً جمهورية الصين الشعبية التي تمد استثماراتها داخل القارة، والتي افتتحت أول قاعدة خارجية لها في جيبوتي، وتهدف إلى تدشين منشآت عسكرية داخل دول القارة. وتتعاون القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا مع القيادة الأمريكية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ لمراقبة أنشطة الصين في أفريقيا. وشدد لانجلي على ضرورة تبني نهج واضح في التصدي لمخاطر الأنشطة الصينية في أفريقيا.

3– أزمات إنسانية وبيئية في القارة: تعاني القارة الأفريقية من أزمات إنسانية وبيئية ناجمة عن التغيرات المناخية وهي الأزمات التي أفضت إلى تدهور أوضاع ملايين الأفارقة. وبالرغم من المساهمة الضئيلة للقارة في الانبعاثات الدفيئة فإنها تتلقى تبعات كبيرة من جراء التغيرات المناخية دون أن تمتلك القدرات اللازمة على مواجهتها، بما يسهم في التأثير سلباً على سبل عيش الأفراد الذين يعتمدون على الرعي والزراعة والصيد بسبب موجات الجفاف التي تعاني منها القارة، ويضطر هؤلاء الأفراد إلى النزوح أو الهجرة غير النظامية، كما يعانون من مشكلات تفشي الأمراض المعدية على غرار الكوليرا.

وأخيراً، أكَّد لانجلي مساهمة القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم) في دعم عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، مع تقديم التدريبات والدعم اللازم للحلفاء لتعزيز قدراتهم الدفاعية، مشيراً إلى دعم القيادة لاستخدام الأدوات الدبلوماسية والتنموية والدفاعية جنباً إلى جنب، لتعزيز عمل القيادة ودورها في حماية مصالح واشنطن، ودعم الأمن والاستقرار في دول القارة الأفريقية؛ وذلك من خلال وزارة الخارجية الأمريكية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.