• اخر تحديث : 2024-05-02 20:55

منذ اليوم الأول للعدوان السعودي الأمريكي على اليمن والعالم الغربي يتجاهل أصوات المدافع والصواريخ، ويتغابى عن فهم لغة الأنين المنبثقة من بين الأنقاض، لا لشيء سوى أنه القاتل الخفي المتستر خلف أدواته الاجرامية المتمثلة في حكّام دول الخليج وعلى رأسهم جلاوزة السعودية والإمارات.

وعلى الرغم من وحشية الدمار الشامل الذي مارسته الآلة العسكرية الغربية بحق الشعب اليمني ومقدراته الحيوية بهدف تركيع وإضعاف الشعب اليمني، إلا إن نتائج الحرب لم تتحقق وفق توقعات قادة العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي، حيث أسهمت سنوات العدوان الوحشي في إخراج المارد اليمني الجبار من قمقمه ليبدأ دورته التاريخية في تحقيق حضوره الفاعل كقوة ردع ذات امتداد تاريخي أصيل لا يمكن تجاوزه أو تجاهل حضوره.

كانت السعودية والامارات ومن ورائهما أمريكا والكيان المؤقت تراهن على حسم المعركة خلال أسابيع قليلة بعد أن تفاخرت بأنها قد دمرت مواطن القوة العسكرية اليمنية في الهجمات الأولى حسب زعمها، متجاهلة حقيقة أن مجتمع اليمن القبلي بأفراده وأعرافه المتوارثة يشكل الركيزة الأساسية لقوة اليمن وانتصاراته على امتداد التاريخ، ولهذا فلا عجب أن ينطلق النفير العام لمواجهة التدخلات الخارجية وتتوحد اللحمة اليمنية رغم تبايناتها المتعددة منذ اللحظة الأولى للعدوان على اليمن، ليبدأ اليمنيون بتدوين أول صفحة من صفحات الصمود أمام أعتى حرب عبثية في العصر الحديث.

حرص تحالف الموت السعودي الأمريكي الإماراتي على تدمير كل مقومات الحياة والبنية التحتية لليمن بشكل ممنهج ومدروس حتى لا يتمكن من النهوض مجدداً من جهة، ولترغم أبناء اليمن على الخضوع والاستسلام والتبعية من جهة أخرى، حيث بدأت قوى تحالف العدوان باستهداف المؤسسات والقدرات العسكرية، لتعرج بعدها على مقومات البناء والتنمية الاقتصادية، بالتزامن مع تمرير مؤامرة استهداف النسيج الاجتماعي والمكونات السياسية بنشر الفرقة والشتات والعداوات البينية بمختلف الوسائل والأساليب.

وعلى امتداد (3000) يوم من العدوان السعودي الأمريكي ومنسوب الإجرام يرتفع بوتيرة عالية، حيث تشهد الساحة اليمنية استهدافاً ممنهجاً لكل مقومات الوجود على امتداد جغرافية اليمن الواسعة، في ظل صمت دولي مشبوه يتجاهل انتهاكات السعودية وأمريكا والإمارات لكل القوانين والمعاهدات والأعراف الإنسانية والدينية مما يوحي بأن العدوان على اليمن لم يكن وليد الصدفة، وإنما كان جريمة مبيّتة تم التواطؤ عليها لتحقيق أهداف لا تمت بصلة لما أعلنته قوى التحالف كذريعة لإجرامها.

وعلى جهة التقريب لا الحصر يمكننا الإشارة إلى حجم الإجرام السعودي الأمريكي بحق الشعب اليمني من خلال استعراض الأرقام المهولة لجرائم القتل والتدمير التي لحقت أبناء الشعب اليمني أو طالت مظاهر البنية التحتية والمظاهر التاريخية والحضارية، وذلك على النحو التالي:

العدد

النوع

العدد

النوع

 

48841

عدد الشهداء والجرحى بشكل عام

2461

امرأة شهيدة

4096

طفل شهيد

2997

امرأة جريحة

4840

طفل جريح

11649

الشهداء من الرجال

22798

الجرحى من الرجال

1.5مليون

عدد المعاقين

6.4مليون

عدد النازحين بالأفراد

740122

عدد الأسر النازحة

52 ألف

عدد وفيات الأطفال سنوياً منذ بداية العدوان حتى اليوم.

6مليون

عدد المصابين بسوء التغذية بسبب الحصار.

 

أما ما يتعلق بالبنية التحتية والمنشآت الخدمية والاقتصادية فهي على النحو التالي:

النوع

العدد

النوع

العدد

المنازل

607346

المنشآت السياحية

386

المنشآت الجامعية

183

المستشفيات والمرافق الصحية

420

المساجد

1750

المدارس والمراكز التعليمية

1272

المنشآت الرياضية

142

المواقع الأثرية

261

المنشآت الإعلامية

62

الحقول الزراعية

11688

المطارات

15

موانئ

16

محطات الكهرباء

349

طرق وجسور

7475

شبكات الإتصالات

619

خزانات وشبكات المياه

3151

المنشآت الحكومية

2112

المصانع

411

ناقلات الوقود

392

منشأة تجارية

12335

مزارع دجاج ومواشي

470

وسائل نقل

10445

شاحنة غذاء

1066

أسواق

707

قوارب صيد

485

مخازن أغذية

1032

محطات وقود

429

 

 

 

وعلى الرغم من وحشية العدوان السعودي الأمريكي وإجرامه بحق اليمنيين إلا إن قوى تحالف العدوان لم تحقق أي شيء من أهدافها المعلنة أو الخفية، حيث استطاع الشعب اليمني بتماسكه والتفافه حول قيادته الثورية والسياسية والعسكرية وزعاماته القبلية أن يسطر أروع ملاحم الصمود والثبات على امتداد (3000) يوم من عدوان لم يشهد التاريخ الحديث له مثيلاً.

وإذا كانت آلة الموت السعودي الأمريكي الإماراتي قد ركزت بشكل كبير على استهداف مقومات بناء الدولة وتماسك المجتمع لإضعاف أبناء الشعب اليمني ودفعهم إلى الخضوع والاستسلام بمختلف الوسائل والأساليب، إلا إن أحلامهم تلك قد تبخرت أمام تماسك المجتمع اليمني وصموده وبسالة أبنائه وثباتهم في مختلف جبهات المواجهة في الداخل اليمني أو العمق السعودي، والمتأمل لسيرورة الأحداث ووقائعها يدرك بأن القيادة الحكيمة قد استطاعت أن تحوّل تلك التحديات والتهديدات إلى فرص ذهبية للبناء والتأسيس ليمن جديد مغاير لما كان عليه قبل أحداث ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر، فكلما ازدادت سطوة العدوان ووحشيته، زاد أبناء المجتمع اليمني بمختلف توجهاته وتصنيفاته تماسكاً وثباتاً وإصراراً على تحقيق الاستقلال والتحرر من قيود التبعية والارتهان، وهذا ما تؤكده صورة الواقع اليمني في المناطق الواقعة تحت سيطرة سلطة صنعاء وأنصار الله.

البناء المؤسسي لمؤسسات الدولة:

على الرغم من فرار العديد من قيادات الدولة إلى عدن والسعودية منذ بواكير العدوان السعودي الأمريكي على اليمن إلا إن القيادة الثورية والسياسية في صنعاء قد تمكنت من تسيير شؤون الدولة بكل سلاسة واقتدار، حيث سنت العديد من القوانين ومحددات العمل الوظيفي لتسهيل معاملات الناس وتفعيل مؤسسات الدولة التي حرصت الأنظمة السابقة على تعطيلها وتهميش حضورها الفاعل في الوسط الاجتماعي اليمني، فضلاً عن تفعيل دور الرقابة والتفتيش لمحاربة الفساد المالي والإداري ومحاسبة الفاسدين.

ولو لم يكن هناك من منجز سوى تفعيل الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة التي أطلقها الرئيس الشهيد صالح الصماد لكان ذلك منجزاً عظيماً وفريداً من نوعه على امتداد تاريخ اليمن السياسي، حيث حرصت القيادة السياسية على تفعيل هذه الرؤية وتحويلها إلى برامج عمل تنفيذية لبناء اليمن الجديد بشكل مغاير على كانت قوى الاستكبار ترسمه لمستقبل اليمن وكيانه السياسي.

وعلى الرغم من انقطاع المرتبات بسبب نقل البنك المركزي من العاصمة صنعاء إلى محافظة عدن، إلا إن ذلك لم يؤثر على استمرارية الدوام في مختلف المؤسسات الرسمية، حيث تحول جميع الموظفين إلى جيش متكامل من المتطوعين انطلاقاً من الواجب الوطني والمسؤولية الدينية.

النهوض الاقتصادي:

على الرغم من وطأة الحصار الخانق المفروض على اليمن وحرص التحالف السعودي الأمريكي على تجويع الشعب اليمني وافقار أهله، إلا إن التوجهات الحكيمة للقيادة الثورية والسياسية قد حالت دون تحقق تلك الأهداف الإجرامية لقوى العدوان، حيث بادرت القيادتين الثورية والسياسية إلى تبني العديد من الخطوات والخطط التنفيذية لتفعيل دور الزراعة والإنتاج المحلي لمختلف السلع والمواد الغذائية، وتقديم التسهيلات الكفيلة بتشجيع المزارعين على إحياء الأراضي الموات وتفعيلها زراعياً من جديد للحد من نسبة الاستيراد وتحقيق الاكتفاء الذاتي من المواد الأساسية وعلى رأسها القمح والمحاصيل النقدية الأخرى.

كما أسهمت استراتيجيات وزارتي الصناعة والتجارة في تشجيع أصحاب رؤوس الأموال ورجال الأعمال على تأسيس العديد من المصانع وتطوير ما هو قائم منها لإنتاج العديد من السلع الضرورية والأدوية بأيد يمنية خالصة وبجودة عالية دفعت المستهلك اليمني إلى الاقبال عليها والتفاعل معها بشكل قوي.

البناء العسكري والتصنيع الحربي:

حرصت قوى الاستكبار العالمي خلال الفترات الماضية وفي ظل الأنظمة الحاكمة السابقة على تدمير البنية العسكرية اليمنية وتحطيمها كتمهيد لتحويل اليمن إلى بلد عاجز عن الدفاع عن أرضه ومقدراته، وبمجرد نجاح ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر الخالدة وانطلاق شرارة العدوان السعودي الأمريكي الأولى أدرك أبناء الشعب اليمني حقيقة المؤامرة الخبيثة التي كانت السفارة الأمريكية تسعى إلى تحقيقها منذ زمن بعيد.

ومنذ تأسيس المجلس السياسي الأعلى بدأت القيادة الثورية والسياسية والعسكرية بتطهير المؤسسات العسكرية اليمنية من الفاسدين والعملاء والتأسيس لنواة عسكرية متشبعة بروح الولاء الديني والوطني لتقود مرحلة التحرر من قيود الارتهان والتبعية وتحمل راية الدفاع عن اليمن لتحقيق استقلاله وضمان وحدة أراضيه، حيث بدأت وحدة التصنيع الحربي معركتها المصيرية بتصنيع مختلف القطع الحربية ابتداء من الرصاص ومروراً بالكلاشينكوف والقناصات والقذائف والألغام وانتهاء بالصواريخ الباليستية بعيدة المدى والطائرات المسيرة بمختلف أقسامها وتصنيفاتها الاستطلاعية والحربية، وتطوير قدرات السلاح البحري.

وأمام هذه النقلة النوعية في مجال التسليح الحربي استطاعت القوات العسكرية اليمنية أن تعيد تشكيل معادلات الصراع المسلح بما يتوافق مع أهداف وتطلعات قيادات صنعاء وبشكل أصاب العالم بالذهول والدهشة.

تماسك النسيج الاجتماعي:

منذ اللحظة الأولى للعدوان السعودي الأمريكي على اليمن وقى التحالف تسعى لتمزيق النسيج الاجتماعي اليمني وتفكيك دعائمه لإدخال اليمن في مستنقع الصراعات البينية واشغاله عن مواجهة التحديات والمؤامرات الخارجية، إلا إن تلك المؤامرة قد تحطمت أمام تماسك اللحمة الوطنية لقبائل اليمن التي خرجت بكامل عتادها ورجالها للدفاع عن الأرض اليمنية والتصدي للعدوان، وبتأسيس مجلس التلاحم القبلي في العاصمة اليمنية صنعاء تهاوت كل أحلام ومؤامرات الأعداء وانتصرت إرادة شعب لم ولن يقبل بالذل والهوان.

 

 

 

و