• اخر تحديث : 2024-05-10 13:04
news-details
ندوات وحلقات نقاش

المصطلح في الخطاب الإعلامي المقاوم: القيمة والدور.


من النافل القول بأن مصطلحات الإعلام الغربي والصهيوني في آن واحد غزت الإعلام العربي بمختلف وسائله (المرئية والمسموعة والمقروءة والإلكترونية)؛ وذلك من خلال الاعتماد، أو نقل تلك المصطلحات التي تنشرها وكالات الأنباء الغربية ويروج لها المسؤولون في تصريحاتهم ذات المضامين الفكرية والسياسية التي تراعي في الدرجة الأولى مصالح القوى والجهات الدولية، وتتعارض مع قضايا المنطقة العربية والإسلامية اجتماعيًا وثقافيًا وسياسيًا. 

وعلى المستوى العربي ﻳﺘﻢ الالتفات بعد على مستوى الخطاب الإعلامي الى خطورة استعمال تلك المصطلحات وتكرارها من دون تمحيص أو تدقيق في خلفياتها، وتأثيرها على الرأي العام وتشكيل منظومته الفكرية والثقافية، وبالتالي بلورة مواقفه تجاه قضاياه الأساسية.

من هنا نظّمت الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين حلقة نقاش في هذا الخصوص، خاصة أن للمحلل ذاك الدور في ترسيخ مصطلحات بديلة في مواجهة المصطلحات الأخرى.

 

المشاركون

#

الاسم

الصفة

 

1

د. حسن سلمان

رئيس الرابطة

 

2

د. طلال عتريسي

أستاذ في الجامعة اللبنانية

 

3

د. زكي جمعة

أستاذ في الجامعة اللبنانية

 

4

أستاذ جهاد سعد

مدير المركز العالمي للتوثيق والبحوث العلمية

 

5

أستاذ حسين يوسف

اعلامي بحريني

 

6

أستاذ وليد محمد علي

باحث فلسطيني

 

7

أستاذ إبراهيم الديلمي

عضو المكتب السياسي في حركة أنصار الله

 

 

 

وقائع الجلسة:

بداية قدم رئيس الرابطة د. حسن سلمان مداخلة اعتبر فيها ان القضية الأولى بموضوع المصطلحات هي الموضوعية في النقل نظرا لأهمية هذا الامر، ويجب وضع ضوابط وشروط لها.

ومن أبرز ما جاء في مداخلته من نقاط:

- طرح سؤال ما هي المصطلحات التي يجب ان نتبناها حتى تشكل فهم لدى المجتمع وتوصل المعنى؟

- الالتفات إلى أن لكل مرحلة مصطلحات معينة.

- لدينا مشكلة في انشاء المؤسسات الاعلامية وإدارتها، وعلى مستوى الكادر الواعي والملتزم بقضايا المنطقة.

 

د. طلال عتريسي

 

بعد ذلك قدّم د. طلال عتريسي مداخلته، ومن أبرز ما ورد فيها:

  • التشديد على ضرورة الموضوعية في نقل المصطلحات.
  • الاهتمام بموضوع المصطلح مسألة تستحق على الرغم من أننا متأخرين جداً في هذا المجال.
  • الطرف الاخر يعمل كثيراً على المصطلح، حيث يخلق لكل حدث مصطلح.
  • المصطلح هو التعبير إما عن سلوك راهن، أو محاولة لترسيخ سلوك قادم.
  • المصطلح يجب ان يكون واقعيًا إلى أكثر درجة ممكنة.
  • اميركا تعمل بدقة على المصطلح، وأصبح لديها خبرة طويلة في هذا المجال. لذلك تعمل على المصطلحات ودلالاتها، وتكرارها لتحويلها إلى مفاهيم.
  • التركيز على أهمية المصطلح في توجيه الوعي باتجاه اهداف سياسية واجتماعية، وفي المقابل هناك من يأخذ المصطلح في اتجاه مختلف.
  • العمل على المصطلح في الوقت المناسب لمواجهة الحروب والازمات، وتزويد القنوات الاعلامية التي قد تتعاون معنا بها.
  • مواجهة المصطلحات في الصراع وانتاج مصطلحات جديدة.

 

د. زكي جمعة

ومن أبرز النقاط التي وردت في مداخلة د. زكي جمعة:

 

  • لدينا المصطلح والمفهوم، المصطلح هو ما اصطلح عليه ولو لم يكن له دلالة في الفعل العام.
  • عند استخدام مصطلح ما يجب ان يكون له مغزى.
  • العدو ينظر دائماً إلى مجتمعنا إلى أنه مجتمع يجب إعادة انتاجه من جديد، فيستخدم المصطلحات التي تثير البلبلة في الفهم، ومن ثم يتم التركيز عليها للتعود عليها.
  • استخدام المصطلح من دون دلالات فهم هو مشكلة.
  • هناك خلط بين المعرفة والفهم.
  • المغزى من تغليب مصطلح على آخر هو تغليب فهم على فهم.
  • لدينا 3 مستويات على صعيد المصطلحات: المستوى السياسي والاعلامي والديني المتداخل مع الديني والإعلامي. المستوى الاعلامي أقل قدرة في التأثير على مجتمعنا من السياسي والديني، وهذا ينعكس على كيفية ادارة المعركة.
  • مجتمعنا جرى تهميشه من قبل النظام السياسي.

وختم د. جمعة بطرح مجموعة تساؤلات أهمها:

  • كيف نستطيع أن نستخدم مفاهيم ومصطلحات تدخل إلى الفهم العام؟
  • متى نستطيع أن نُفهم المشاهد بأن المصطلح مضر فينا، وهو نقل عن العدو؟
  • كيف يمكن إحداث تفاعل على مستوى الفرد والجماعة مع ما يطرح عليها؟ ومجتمعنا يتفاعل بشكل قوي ويغلب على تفكيره فهم ما.
  • كيف نستطيع أن نستعيد الرأي العام، ونشد الناس إلى ما نريد؟

 

الأستاذ جهاد سعد

ومن أبرز النقاط التي وردت في مداخلة أستاذ جهاد سعد:

  • لكي نواجه حقل المصطلحات والدلالات التي يفرضها الغرب علينا يجب أن نعمل كما يعملون من خلال عقد مؤتمرات وحلقات نقاش متواصلة تُعنى بمواكبة هذا الموضوع، لأن مسألة المصطلحات متغيرة بتغير الأحداث، والوصول الى قناعة لدى الاعلام حولها.
  • لدينا مصطلحات ايجابية للدلالة، ومصطلحات سلبية؛ ويمكننا هنا أن نطرح بعض الأمثلة للمصطلحات الإيجابية التي سوقها الغرب وكانت نتائجها سلبية موضوع العراق؛ فتحت عنوان الدفاع عن حقوق الانسان هناك بلد كالعراق تم تدميره. وفي الموضوع الفلسطيني مثلًا مصطلح السلام ايجابي لكن تداعياته سلبية على الشعب الفلسطيني وقضيته؛ ذلك أن عمليتنا هي عملية تحرير وليست عملية سلام، لذلك يجب أن نجعلها جزء من ثقافة الناس، وتصبح جزء من نسيجه وطريقة فكره وحقل مفرداته.
  • كلمة جهاديين للإرهابيين هي اساءة للجهاد في الاسلام.
  • الاعلام أصبح ضد العلم.
  • ضرورة الالتفات إلى أن أول من نبه إلى أهمية المصطلح هو القرآن الكريم.

صناعة المصطلح ممكن أن تكون متفرعة، ممكن استعمال الوسم، وهذا الوسم يعمل حواجز نفسية بيننا وبين الاخرين.

 

الأستاذ وليد محمد علي

ومن أبرز النقاط التي وردت في مداخلة أستاذ وليد محمد علي:

  • هناك عملية غسل دماغ مركز من قبل الغرب بموضوع المصطلحات.
  • وقعنا في فخ المصطلحات التي تم تركيبها، ونقلها إلينا.
  • الجيش الصهيوني هو الدولة وهذا ما يجب أن نضعه في ذهننا، ولإنهاء الكيان يجب إنهاء الجيش، فتماسك الكيان متوقف على بقاء الجيش متماسكًا، وغلا ما مغزى أن يربط العدو مصطلح الدفاع بجيشه(جيش الدفاع الإسرائيلي)؛ فكل الدول تقول الجيش فقط من دون رفده بأي صفة أخرى(الجيش اللبناني...الجيش السوري...).
  • القصد من  موضوع المصطلحات هو ترشيد امتنا لما يريدونه هم، وهذا بدأ مع بدء وعد بلفور، وليس بأمر جديد؛ وهنا أعطي مثلًا هو تسمية لاجئ فلسطيني، اللاجئ قام بفعل اللجوء بنفسه، بخلاف ما حدث مع الفلسطيني الذي تم اقتلاعه من ارضه، ولم يلجأ إلى تحسين ظروفه، والاقتلاع هو الموت.
  • موضوع المصطلحات يحتاج إلى إعادة نظر من جديد، فالمصطلحات المجردة في حالتنا لا تكفي.
  • يجب قراءة المؤسسات والمدارس الغربية كيف تفكر لأننا نقع دائما ضحيتها، فنحن تصدينا للأداء، لكن لم نتصدى لمن يدير الاداء.
  • مفهوم الرأي والرأي الاخر هو مفهوم خاطئ في قنواتنا، ويجب استقدام الرأي والرأي الاخر بما يخدم فكرتنا، وليس لتسويق آراء أخصامنا في السياسة.
  • هناك كسل اداري، ليس معرفيًا فقط.

 

الأستاذ حسين يوسف

ومن أبرز النقاط التي وردت في مداخلة أستاذ حسين يوسف:

  • لدينا تقصير كبير في تحويل الافكار إلى انتشار، وتحويلها إلى خطاب اعلامي بمعنى المفردة والممارسة، وهذا الامر يحتاج الى جهد كبير.
  • المثقفون في الخليج الذين ينذر سماع صوتهم نتيجة القمع والظروف السياسية يحتاجون إلى مراعاة عدم عزلهم، ونحن نحرم أنفسنا من تفاعل هؤلاء معنا نتيجة اوضاع القمع الموجودة.
  • المسار الاساسي للقضية البحرينية هو الاصلاح وقدرتها على التفاعل مع المصطلحات الاخرى قد يخلق من الازدواجية لدى المتلقي.
  • كنا في البحرين حتى العام 2011 قادرون على اقامة مسيرات القدس العالمي، وشيئا فشيئا كنا نقضم من القيود التي تفرضها السلطة علينا بطريقة او بأخرى، حتى فقدنا القدرة في مرحلة من المراحل على ضبط هذا المسار؛  فاستغلت السلطة هذا الامر وانقضت علينا، وعندها باتت حركتنا أثقل على الرغم من أننا لم نستسلم، وذلك لأننا فقدنا القدرة على البناء على ما كنا ننجزه، لذلك يجب فهم هذا الموضوع لندرك كيف نتعاطى.
  • نحتاج الى خوض حرب اعلامية، وصناعة المصطلحات المناسبة.
  • في صناعة المصطلحات الإعلامية نحتاج الى ثلاث نقاط على الاقل: وضوح المصطلح في بعده الخطابي، وفي بعده التنفيذي، والقدرة على الإنفاذ. وهذه النقاط الثلاث تسهم في القدرة على الانتشار. وإذا عملنا بشكل مركز على هذه النقاط الثلاث سوف نستطيع أن نسير المسارات في الاتجاهات اتي نريدها.

 

  • عملية الصناعة الجديدة دائما أسهل من التغيير، جمهورك يطلب منك المبادرة وإن لم يكن هناك مبادرة يذهب إلى الآخرين، وإن اقتنع بمصطلحات الآخرين سوف يصعب علينا إقناعه بسهولة.
  • يجب ان يكون المصطلح قابلًا للتداول من الداخل.
  • فكرة المبادرة لخلق مصطلح هي مهمة جدا.
  • من الضروري جدا أمام كل حدث أن يكون هناك فكرة لانتهاز الفرصة لصناعة مصطلحات جديدة تواكب الحدث.

 

 

الأستاذ إبراهيم الديلمي

ومن أبرز النقاط التي وردت في مداخلة أستاذ إبراهيم الديلمي:

 

  • نعاني من أزمة المصطلحات، فالمصطلح الذي نتداوله اعلامياً ربما تجاوزه الوقت؛ عدا عن أننا أعطينا الأمم المتحدة والدول الكبرى الحجة والمشروعية في مكافحة الإرهاب، بعد استخدام مصطلح الارهاب في أوطاننا.
  • من واجبنا تعريب المصطلحات وإسقاطها في وسائلنا الاعلامية. ويجب أن يكون هناك استمرارية، وتحديث في المصطلحات.
  • هل الحال التي نعيشها ونتعرض لها كعرب ومسلمين على المستويات كافة لاتزال قابلة لاستعمال المصطلحات عينها؟

وختم الديلمي باقتراح مجموعة مصطلحات تخص الملف اليمني، وقد تم ادراجها في كتيب المصطلحات المقترح.

 

 

الملخص والتوصيات:

 أولًاـ الملخص:

في ضوء النقاشات التي قدمها المشاركون، يمكن تلخيص أبرز ما ورد وفق الآتي:

 

  • أهمية الموضوعية في نقل المصطلحات، وضرورة وضع ضوابط وشروط لها.
  • وجوب أن يكون المصطلح واقعيًا الى أكثر درجة ممكنة، والعمل عليه في الوقت المناسب لمواجهة الحروب والازمات، وانتاج مصطلحات جديدة، وتزويد القنوات الاعلامية التي قد تتعاون معنا بها.
  • العدو ينظر دائماً الى مجتمعنا الى انه مجتمع يجب اعادة انتاجه من جديد فيستخدم المصطلحات التي تثير البلبلة في الفهم، ومن ثم يتم التركيز عليها للتعود عليها.
  • صناعة المصطلح ممكن ان تكون متفرعة، ممكن استعمال الوسم، وهذا الوسم يعمل حواجز نفسية بيننا وبين الاخرين.
  • هناك عملية غسل دماغ مركز من قبل الغرب في موضوع المصطلحات.
  • لدينا تقصير كبير في تحويل الافكار إلى انتشار، وتحويلها الى خطاب اعلامي بمعنى المفردة والممارسة، وهذا الامر يحتاج إلى جهد كبير.
  • نعاني من أزمة المصطلحات؛ فالمصطلح الذي نتداوله اعلامياً ربما تجاوزه الوقت.

 

 

ثانيًا: في التوصيات:

 

لفت المشاركون إلى سلسلة أمور تصب في معالجة أزمة المصطلحات التي تعاني مجتمعاتنا، والتي تمكننا من استعادة زمام المبادرة في موضوع المصطلحات وهي:

 

  • مواجهة المصطلحات في الصراع عبر انتاج مصطلحات جديدة.
  • ضرورة الأخذ في الاعتبار وجود 3 مستويات على صعيد المصطلحات: المستوى السياسي والاعلامي والديني المتداخل مع الديني والإعلامي.  مع التركيز على الديني والسياسي بمعنى الالتفات إلى دور الرموز الدينية في هذا المجال كون المستوى الاعلامي أقل قدرة في التأثير على مجتمعنا من السياسي والديني، وهذا ينعكس على كيفية ادارة المعركة.
  • لكي نواجه حقل المصطلحات والدلالات التي يفرضها الغرب علينا يجب ان نعمل كما يعملون من خلال تنظيم عدد من المؤتمرات، والندوات حول موضوع المصطلحات.

 

  • اعادة النظر من جديد في المصطلحات القائمة المتداولة، واستبدالها بمصطلحات تلائم المرحلة.
  • اعادة النظر في مفهوم الرأي والرأي الاخر بما يعزز عملية استقدام الرأي والرأي الاخر الذي يخدم قضيتنا، ولا يسوق آراء الخصم.
  • ضرورة وضوح المصطلح في بعده الخطابي، وفي بعده التنفيذي، والقدرة على الانفاذ من أجل نجاح انتشاره.
  • ضرورة تعريب المصطلحات المفيدة، وتكريس استعمالها وتداولها في وسائلنا الاعلامية. وتحديثها المستمر.
  • إن كل ما طُرح من توصيات يستلزم إعادة النظر في طبيعة إدارة المؤسسات الإعلامية والكادر البشري لجهة عقد سلسلة حلقات نقاش حول تطوير منظومة مفاهيم ادارة المعركة فكريًا وثقافيًا ومعرفيًا.