رغم تراجع حظوظه بالفوز وانقسام الدائرة المقربة المحيطة به، يصر الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب على القتال حتى النهاية، وعدم الاعتراف بالخسارة في الانتخابات الأميركية أمام منافسه الديمقراطي جو بايدن.
ترامب الذي ترفض شخصيته الهزيمة بشكل عام والذي شبّه نفسه في عدة مرات بلاعب كرة القدم الأميركية، الذي يقاتل ويشق طريقه وسط الخصوم من أجل الفوز بالمباراة، يجد نفسه هذه المرة في موقف لا يحسد عليه، ولاسيما أن أفرادا من أسرته على رأس المطالبين له بالاعتراف بالأمر الواقع.
وكانت كبريات وسائل الإعلام الأميركية قد أعلنت السبت فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن بالانتخابات الأميركية بعد حسم ولاية بنسلفانيا، عقب توسيع الفارق في مواجهة غريمه ترامب بعدد من الأصوات، لا يمكنه معه طلب إعادة الفرز وفقا لقوانين الولاية.
ونقلت رويترز عن حلفاء ترامب أنه لا يعتزم الإقرار بالهزيمة قريبا، وقال أحدهم إن الرئيس ليس مستعدا للإقرار بالهزيمة مع أنه لا يوجد ما يكفي من بطاقات الاقتراع الباطلة خلال إعادة فرز الأصوات لتغيير النتيجة، وأضاف من المؤكد حسابيا أنه سيخسر.
ومع مرور الوقت يزداد الانقسام في معسكر ترامب فزوجته ميلانيا وصهره ومستشاره جاريد كوشنر على رأس المطالبين له بالانسحاب من السباق، بينما يعارض ابناه دونالد جونيور وإريك وكذلك محاميه الإقرار بالهزيمة في السباق الانتخابي ويشجعونه على التصعيد في ساحات المحاكم.
وكما هي الحال في الدائرة المقربة لترامب انقسمت مواقف الجمهوريين، ففي حين أكد بعضهم وقوفهم التام في صف الرئيس ودعوه لـ"القتال بشراسة"، سارع آخرون لتهنئة بايدن بالفوز في الانتخابات الرئاسية، بل ووصفوه بالرجل الجيد القادر على توحيد أميركا.
القتال بشراسة
رودي جولياني المحامي الشخصي ترامب، كان من أبرز المدافعين عن موقف الرئيس، معتبرا أن إعلان الرئيس هزيمته سيكون خطأ، بعد ما وصفه بالاحتيال الذي تعرض له.
وأضاف جولياني في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز (Fox News) أن حل هذه الاختلالات لن يتم على مستوى الولايات، وقال إن لدى حملة ترامب 70 شاهدا على هذه الاختلالات في ولاية بنسلفانيا.
وكرر الاتهامات، التي سبق للرئيس ترامب أن أطلقها من إبعاد للمراقبين عن مراكز الفرز، ورأى أن هدف هذه العملية هو تقليص تقدم ترامب في ولاية بنسلفانيا.
وقال إن عددا من بطاقات الاقتراع احتُسبت بعد وصولها بشكل متأخر لمكاتب فرز الأصوات في بنسلفانيا، كما ادعى أن أمواتا صوتوا في هذه الانتخابات، وأكد إمكانية تغيير النتائج في بنسلفانيا، التي شهدت ما قال إنها كارثة في فرز الأصوات.
ميلانيا وكوشنر
ومع احتدام الجدل في معسكر ترامب نقلت شبكة "سي إن إن" (CNN) عن مصدرين أن جاريد كوشنر نصح ترامب بالإقرار بنتيجة الانتخابات.
ولم يقتصر الأمر على صهر الرئيس، فقد ذكرت شبكة "سي إن إن" أن زوجة الرئيس الأميركي الحالي ميلانيا انضمت للمجموعة التي تطالب الرئيس ترامب بالاعتراف بالهزيمة وقبول نتيجة الانتخابات.
وأوردت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية (The New York Times) الأحد أن مستشاري ترامب يقولون إنهم يريدون الآن منح الرئيس مساحة لاستيعاب الخسارة.
صوت آخر انضم إلى الفريق المطالب بالقبول بالأمر الواقع لكنه كان حادا وصارما، وهو كريس كريستي أحد أصدقاء ترامب المقربين والحاكم الجمهوري السابق لولاية نيوجيرسي، والذي قال إن "الرئيس الحالي بحاجة إلى تقديم دليل على مزاعمه المختلفة بتزوير الانتخابات، وإلا فإنه لا يمكن للجمهوريين القبول بهذا الوضع".
وأضاف كريستي في مقابلة مع شبكة "إيه بي سي" (ABC)، "آمل أن يتحرك المزيد من الجمهوريين في هذا الاتجاه، ليس لأننا لا ندعم الرئيس، إنه صديق لي منذ 20 عاما، لكن الصداقة لا تعني أنك أعمى".
الموقف ذاته اتخذه ليندسي غراهام العضو الجمهوري البارز في مجلس الشيوخ وأحد المقربين من ترامب، والذي حض الرئيس الأميركي على "القتال بشراسة"، وعدم الإقرار بخسارته أمام جو بايدن في السباق الرئاسي، مشددا على وجوب التحقيق في مزاعم، تفتقد للأدلة أطلقها الملياردير الجمهوري.
وقال في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز إن هذه الانتخابات متنازع عليها، كما أن وسائل الإعلام لا تحدد نتائجها، مشيرا إلى أن التصويت عبر البريد كان بمثابة كابوس للجمهوريين، على حد وصفه.
وأوضح غراهام خلال حديثه، أن الجمهوريين إذا لم يخوضوا المعركة الآن، فلن يتمكنوا مجددا من الفوز بالانتخابات الرئاسية، ودعا الجمهوريين إلى عدم قبول إعلان وسائل الإعلام بشأن الانتخابات، وأكد ضرورة خوض المعركة.