• اخر تحديث : 2024-05-15 19:58
news-details
تقارير

هل تسبب الإعلام في هزيمة ترامب؟


في أول ظهور تلفزيوني له عقب إنهاء الاقتراع في انتخابات 2020، قطعت شبكة "إن بي سي" (NBC) الشهيرة خطاب الرئيس دونالد ترامب حين بدأ في توجيه اتهامات بالتزوير الممنهج لأصوات الناخبين دون تقديم أي دلائل أو قرائن على ذلك.

والاثنين، وبعد دقائق من بدء مؤتمر صحفي لحملة ترامب، قطعت محطة فوكس نيوز (FOX NEWS) الإخبارية تغطيتها لكلمة المتحدثة باسم البيت الأبيض كايلي مكيناني إثر توجيهها اتهامات جاء فيها أن الديمقراطيين "يرحبون بالتزوير" و"بالتصويت غير القانوني".

وكررت مكيناني مزاعم حملة المرشح الجمهوري برفض خسارته أمام منافسه الديمقراطي جو بايدن، الذي حصل على 290 صوتا من الهيئة الانتخابية مقابل 214 صوتا للرئيس ترامب، وفقا لوكالة أسوشيتد برس، في حين لم يتم بعد حسم أمر أصوات 3 ولايات.

ويشن ترامب والكثير من حلفائه في الإعلام اليميني، إضافة إلى عدد من برامج شبكة فوكس، هجوما واسعا على الإعلام التقليدي فيما يرونه تجاهلا لتغطية "انتهاكات انتخابية واسعة لم تتم تغطيتها".

علاقة مختلفة بين الرئيس والإعلام

سيطرت أخبار وتصريحات ترامب على وسائل الإعلام منذ ظهوره السياسي وعزمه الترشح للرئاسة أواخر 2015 وأثناء حملته الانتخابية، ومنذ ذلك الوقت لعب الإعلام دورا طاغيا في التأثير على شخصيته ومواقفه. وتخيل الكثيرون أن خلافاته مع الإعلام ستنتهي بوصوله للبيت الأبيض، إلا أنها يبدو كانت فقط البداية.

ومع تفشي فيروس كورونا، سيطر ترامب على الإفادة اليومية بالبيت البيض، وأصبح مؤتمره الصحفي اليومي مادة هامة للسخرية والتهكم على الرئيس، الذي لم يتوقف بدروه عن هجومه على الصحفيين.

واتخذ الرئيس موقفا عدائيا من الإعلام من قبل وصوله للبيت الأبيض، فهو لا يترك أي فرصة إلا ويتهم فيها الصحافة "بتزوير الحقائق".

وبدأ ترامب اليوم الأول لرئاسته يوم 21 يناير/كانون الثاني 2017 بهجوم حاد على وسائل الإعلام الأميركية وسط خلاف حول تقديرات أعداد من حضر ومن شاهد حفل تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة.

وخلال المؤتمر الصحفي الأول للمتحدث باسم البيت الأبيض حينذاك شون سبيسر، هاجم وسائل الإعلام لمقارنتها بين صور الحشود خلال مراسم تنصيب الرئيس دونالد ترامب والرئيس السابق باراك أوباما، زاعما أن تنصيب ترامب شهد حضورا أكبر من تنصيب أوباما، وذلك على العكس مما كشفته صور المقارنة بين الحشدين التي لجأت إليها أغلب وسائل الإعلام الأميركية الرئيسية.

ويدعمه في ذلك أنصاره، وعلى رأسهم أهم محاميه رودلف جولياني عمدة مدينة نيويورك الأسبق، الذي غرد قائلا "إن الإعلام فوجئ بانتصار ترامب على عكس كل توقعاتهم، من هنا يحاول الإعلام بشتى الطرق الإيقاع بترامب وإفشال رئاسته".

ولا يمثل الإعلام الذي يهاجم ترامب ويهاجمه ترامب كل الإعلام الأميركي، فهناك إعلام آخر مواز لا يتوقف عن تأييد ترامب و"التهليل" لكل ما يتخذه من قرارات في مختلف القضايا.

ويمثل الإعلام اليميني شبكة صحفية وتلفزيونية وإلكترونية واسعة تمثل وقودا حيا لكل ما يمثله الرئيس المنتهية ولايته.

الإعلام ومعركة انتخابات 2020

وبصفة عامة، يصر ترامب على اتهام الإعلام بأنه لا يغطي الأحداث المرتبطة به بشكل دقيق.

وهاجم الرئيس ترامب مرارا الإعلام الأميركي ووصفه بـ"إعلام الأخبار الكاذبة"، معتبرا أنه "عدو للشعب الأميركي" ويمثل "الحزب المعارض الفعلي لحكمه".

وقبل إجراء الانتخابات، غرد ترامب "رغم كل النجاح الذي تحققه بلادنا، بما في ذلك إيجاد الوظائف التي وصلت إلى مستوى غير مسبوق، فإن وسائل الإعلام الكاذبة وغير النزيهة لم تكن أسوأ من أي وقت مضى فيما يخصني ويخص رئاستي". وكرر ترامب هذه التغريدة عشرات المرات، وفي العديد من المناسبات.

وتضاعف هجومه مع عدم تغطية الإعلام لقضية هانتر بايدن، الذي يتهمه ترامب بالفساد والتربح من عمل والده جو بايدن أثناء عمله نائبا للرئيس باراك أوباما.

كما هاجم ترامب ومساعدوه وسائل الإعلام على خلفية عدم "تغطية مخالفات عمليات الاقتراع والمخالفات الكثيرة التي شهدتها عملية التصويت".

ولجأ الرئيس إلى منصة تويتر، حيث وصل عدد متابعي حسابه أكثر من 85 مليون متابع، ليتحدث مباشرة إلى قواعده الانتخابية.

بيد أن تويتر قام بالتحذير من تغريدات ترامب المشككة في نتائج الانتخابات، ووضع علامة تشير إلى غياب الدقة والمصداقية.

الصحف الأميركية لا تريد ترامب

على عكس أغلب دول العالم، تبادر الكثير من الصحف الأميركية لتعلن وتبرر تحيزها لمرشح دون آخر في الانتخابات الرئاسية.

ومن بين أكبر 200 صحيفة في الولايات المتحدة، اختارت 13 صحيفة فقط المرشح ترامب، ومن هذه الصحف لاس فيغاس ريفيو جورنال، وفلوريدا تايمز يونيون، ونيويورك بوست، وواشنطن تايمز.

واختارت أغلبية الصحف المرشح جو بايدن، في حين بقى عدد صغير من الصحف على الحياد.

ومن حسن حظ ترامب أن القواعد الشعبیة المؤيدة له وسط الجمهوريين والمحافظین والمتدينین يكرهون وسائل الإعلام الرئیسیة التقليدية، وتشاهد هذه الفئة من الناخبین محطات تلفزيونیة مثل شبكة فوكس ومحطة نیوز ماكس ومحطة وان أميركا، إضافة لتلفزيونات محلیة ومحطات دينیة كثیرة، ويستمعون لبرامج راش لیمبو أو آيد شولتز، اللذين تبث برامجهما المحافظة في أكثر من 700 إذاعة محلیة، كما أن هذه الفئة لا تقرأ الصحف عادة.

ويرى الكثير من المعلقين أن الرئيس نجح في إسقاط الإعلام مع غياب الموضوعية عن تغطية أخباره في وسائل عدة منها شبكة "سي إن إن" وصحيفتا نيويورك تايمز وواشنطن بوست.