• اخر تحديث : 2024-11-22 10:05
news-details
تقارير

"ناشيونال إنترست": لهذه الاسباب لن تتراجع إيران أمام تهديدات بايدن


ذكر موقع "ناشيونال إنترست" الأميركي أنه "في 28 كانون الثاني، شنت المقاومة الإسلامية في العراق المدعومة من إيران غارة بطائرة مسيّرة على منشأة البرج 22 الأميركية في الأردن، مما أدى إلى مقتل جندي وجنديتين وإصابة 34 آخرين على الأقل. وعلى الفور، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن وكبار مسؤوليه أن واشنطن سترد في الوقت والمكان الذي تختاره. لكن واشنطن لم تشن هجومها الانتقامي حتى 2 شباط. علاوة على ذلك، على الرغم من أن الرئيس حمل إيران المسؤولية علناً في نهاية المطاف عن هجوم شباط، إلا أنه لم يستهدف الأراضي الإيرانية. وبدلاً من ذلك، فإن أكثر من خمس وثمانين منشأة مرتبطة بالمجموعة وراعيها الإيراني، فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، تم استهدافها إما في سوريا أو العراق".

وبحسب الموقع، "في اليوم التالي، قامت طائرات F/A-18 التابعة للبحرية الأميركية وطائرات مقاتلة بريطانية من طراز تايفون، بدعم من أستراليا والبحرين وكندا والدنمارك وهولندا ونيوزيلندا، بضرب ستة وثلاثين هدفًا للحوثيين في ثلاثة عشر موقعًا في ما وصفته القيادة المركزية الأميركية بـ "المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون والمدعومين من إيران في اليمن". ومن المفارقات أنه على الرغم من توصيف القيادة المركزية، قامت إدارة بايدن بإزالة الحوثيين من قائمة الإرهاب قبل ثلاث سنوات ولم تعد تصنيفهم إلا في 17 كانون الثاني. ومن المفترض أن الضربة ضد الحوثيين تمثل استمرارًا لانتقام واشنطن ضد وكلاء إيران. وكان هذا هو الهجوم الكبير الثالث من نوعه ضد الجماعة المدعومة من إيران، والتي استهدفت الشحن الدولي خلال الأشهر القليلة الماضية، واستمرت في القيام بذلك على الرغم من الهجمات الأنكلو-أميركية السابقة على منصات إطلاقها ومنشآتها".

وتابع الموقع، "أشار النقاد إلى أن إعلان بايدن عن خطط أميركية للرد على هجوم البرج 22 جاء قبل وقت طويل من عملية B-1، حيث تمكن الأفراد الإيرانيون من إخلاء الأهداف الأميركية المحتملة قبل وقت طويل من وقوع الضربة. وعلى الرغم من التقارير التي تفيد بأن ما يصل إلى أربعين شخصًا قد لقوا حتفهم في الهجوم، فإنه ليس من الواضح عدد الإيرانيين منهم. وبالنظر إلى الإشارات الأميركية التي سبقت العملية، فمن شبه المؤكد أن كبار الإيرانيين الموجودين في مختلف المواقع المستهدفة فروا إلى بر الأمان قبل وقت طويل من إقلاع القاذفات من قاعدة لاكينهيث الجوية البريطانية".

وأضاف الموقع، "حث بعض المنتقدين واشنطن على الانتقام من إيران نفسها، ويزعمون أن الضربات ضد وكلائها في العراق وسوريا واليمن لم تردعهم ببساطة عن مواصلة هجماتهم على القوات الأميركية، وفي حالة الحوثيين، على الشحن الدولي. وردت الإدارة بالتأكيد على أن الهجوم على أهداف إيرانية من شأنه أن يعجل بحرب أوسع في الشرق الأوسط، وهو ما تسعى إلى تجنبه".

وبحسب الموقع، "كما كان الحال منذ أن هاجمت روسيا أوكرانيا، فإن الإدارة منخرطة في ما يطلق عليه الكثيرون "الردع الذاتي". وفي حالة الغزو الروسي لأوكرانيا، فإن الخوف من إطلاق موسكو للأسلحة النووية دفع واشنطن إلى الامتناع عن تسليم الأسلحة التي كانت كييف في أمس الحاجة إليها لعدة أشهر. وعندما قدمت أميركا في وقت لاحق أنظمة مثل أنظمة الدفاع الجوي باتريوت، والمركبات المدرعة، وصواريخ ATACMS، فشلت تهديدات بوتين في التحقق. ويمكن تقديم حجة قوية مفادها أنه لو وصلت هذه الأنظمة وغيرها إلى أوكرانيا قبل عام، لكان الوضع العسكري الصعب الحالي في كييف مختلفًا تمامًا، بعبارة أخرى، منع الردع الذاتي غير الضروري الولايات المتحدة من تحقيق هدفها المعلن المتمثل في تمكين أوكرانيا من إعادة احتلال الأراضي التي استولت عليها روسيا".

وتابع الموقع، "يمكن القول إن الإدارة تبدي نفس السلوك المتردد في التعامل مع طهران، رغم أن إيران، على النقيض من روسيا، ليست قوة نووية عظمى. ومع ذلك، فإن إيران، مثل روسيا، تعمل على ردع الولايات المتحدة الأقوى بكثير. في الواقع، تمارس طهران شكلاً من أشكال الردع عن طريق الإنكار، والذي تعرّفه دراسة أجرتها مؤسسة راند بأنه "ردع أي إجراء من خلال جعله غير ممكن أو من غير المرجح أن ينجح، وبالتالي حرمان المعتدي المحتمل من الثقة في تحقيق أهدافه". من المؤكد أن الولايات المتحدة لديها القدرة على التحرك ضد إيران. ومع ذلك، فإن خوفها من حرب أوسع نطاقاً، خاصة خلال العام الانتخابي الحالي، أدى إلى افتقار الإدارة إلى "الثقة في تحقيق أهدافها". وببساطة، يدرك البيت الأبيض، الذي أصبحت آفاقه الانتخابية مهزوزة بالفعل، أنه لا يستطيع تحمل المجازفة بشن حرب أخرى في الشرق الأوسط".

وأضاف الموقع، "إن فكرة أن دولة أضعف نسبيًا مثل إيران يمكنها ردع الولايات المتحدة هي فكرة يصعب حتى على منتقدي واشنطن التفكير فيها. ومن ثم، فهم يستخدمون مصطلح "الردع الذاتي" بدلاً مما يمكن تسميته بشكل أكثر دقة "الردع الإيراني". ومع ذلك، فإن واقع الأزمة الحالية في الشرق الأوسط هو أن المجموعات المدعومة من إيران ترفض الانصياع لإرادة واشنطن على الرغم من الهجمات المتزايدة على منشآتها العسكرية وأفرادها. وفي الوقت نفسه، تتصرف إيران نفسها وكأنها ملاذ آمن لأنها نجحت حتى الآن في ردع أي هجوم أميركي على أراضيها".

وختم الموقع، "طالما استمرت طهران في القيام بذلك، فإنها لن تتوقف عن دعم وكلائها، وهم بدورهم سيواصلون مهاجمة القوات الأميركية والسفن المتحالفة والدولية في تحدٍ للتهديدات الأميركية والضربات العسكرية، بغض النظر عن عدد المرات التي حدثت فيها مثل هذه الضربات ومدى انتشارها".