تشير التقديرات والأوضاع الميدانية في غزة، وعلى الحدود اللبنانية الفلسطينية إلى أن الأوضاع سوف تتطور بشكل أكبر خلال المرحلة المقبلة، خاصة بعد اعلان حكومة الحرب الصهيونية عن اجتياح رفح بالتزامن مع نقاش واسع لمستقبل غزة خصوصًا، والقضية الفلسطينية عمومًا، ومآلات وحدة الساحات في مواجهة الاحتلال الصهيوني والمشروع الأميركي في المنطقة والعالم. وتتأرجح السيناريوهات المطروحة بين التهجير القسري وترحيل الفلسطينيين إلى شمال سيناء المصرية، والسيطرة الأمنية الصهيونية بالكامل على القطاع، مع إقامة منطقة أمنية عازلة على طول حدود غزة، ونشر قوات دولية لفترة انتقالية.
ـ فمن يحكم غزة بعد انتهاء الحرب؟
ـ هل من سيناريوهات محددة وواضحة لغزة بعد جلاء غبار المعركة؟
ـ ما هي حقيقة الموقف العربي عمومًا، والمصري الأردني خصوصًا من سيناريوهات تهجير الفلسطينيين؟، وما الذي يُخطط لغزة والضفة الغربية ديموغرافيًا وسياسيًا؟
ـ واستراتيجيًا ما أفق الميدان بعد طوفان الأقصى، ودور المقاومة في احباط السيناريوهات المرسومة، وتلك التي تُرسم للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني؟، وما هي الخيارات المطروحة أمام المقاومة في ظل التطورات الميدانية، وتداعياتها؟
هذا ما ناقشته حلقة النقاش التي نظمتها الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين تحت عنوان: "مستقبل غزة بعد طوفان الأقصى: السيناريوهات المطروحة بين طاولة المفاوضات وواقع الميدان".
أولاً: معطيات أولية حول اللقاء:
نهار الجمعة 16/2/2024 |
|
المكان |
Zoom Meeting |
مدة اللقاء |
من العاشرة والنصف صباحًا لغاية الثانية عشرة. |
المشاركون السادة |
|
1 |
رئيس الرابطة د. محسن صالح. |
2 |
مسؤول دائرة العلاقات السياسية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين د. ماهر الطاهر |
5 |
عضو الرابطة د. أمين حطيط (لبنان) |
6 |
أمينة سر الرابطة د. وفاء حطيط. |
بداية رحّب رئيس الرّابطة د. محسن صالح بالمشاركين في حلقة النقاش، وهذا ما جاء في المداخلات.
المداخلات:
د. محسن صالح:
اهتمت حلقة النقاش هذه بما يحصل في غزة من الناحيتين الميدانية التي تبدو شبه واضحة، والسياسية والاستراتيجية والمستقبلية التي لا تبدو واضحة على الاطلاق، خاصة ان هذه الحلقة تأتي في ظل التباسات ما يخطط له الأميركي مع السعودي والمصري والقطري والإسرائيلي بشأن مستقبل غزة والقضية الفلسطينية برمتها، وهناك الان خلاف فرئيس وزراء كيان العدو بنيامين نتنياهو كان يعيش فترة طرح الدولتين، وإذا به يتنصل وكل اليمين الصهيوني النازي.
الان ماذا يحصل في التفكير والعقل الأميركي؟، وماذا يحصل في العقل العربي غير المقاوم؟، وقوى المقاومة تسطر في المعركة ما تستطيع من ابراز للقوة من لبنان إلى اليمن وفلسطين والعراق وسوريا، كل هذه الأمور تجعلنا نتفاءل بأن محور المقاومة يتصاعد، فيما تتراجع قوى العدوان التاريخي على فلسطين والمنطقة بحدود كبيرة، لا نستطيع التحدث عن انتصارات لأننا في نصف المعركة، ولكن الانتصار على الأقل العقائدي لناحية قضية المقاومة وقضية فلسطين تنتصر.
فكرت بموقف الصين وروسيا، فالروسي مشغول بقضية أوكرانيا اما الموقف الصيني تحديدًا، وان كان في بعض ملامحه إيجابي الا ان الموقف الفاعل في قضايا المنطقة وخاصة في الدوائر الدولية للآن لم يصل الى نقطة الحسم. فماذا يخطط لغزة بعد وقف إطلاق النار؟، هل هناك مخطط عند المقاومة؟، لقد قدّمت ورقة حماس انسحاب الكيان الصهيوني الغاصب، وإطلاق سراح الاسرى، وعدم الاعتداء على المسجد الأقصى ومنع المصلين من الدخول اليه، أما الأساس من يحكم غزة بعد وقف إطلاق النار؟
د. أمين حطيط:
كثيرة هي الأسئلة التي يطرحها وضع غزة بعد طوفان الأقصى والعدوان الإسرائيلي الذي تبعه، وأهم ما يجب مواجهته في هذا الصدد أربعة مواضيع:
1.كيف سننتهي الحرب؟
2.كيف سيكون وضع غزة بعد الحرب ومن يسيطر؟
3.مسار القضية الفلسطينية على ضوء نتائج المواجهة؟
4.مواقف الدول العربية؟
أولًا. مسار الحرب ونهايتها:
من الواضح ان المقاومة الفلسطينية كانت مجبرة علي القيام بعمل من طبيعة طوفان الأقصى لأنها شعرت بأن القضية الفلسطينية تدفع رغم كل العثرات و العوائق نحو التصفية النهائية التي تشطب الحقوق السياسية للفلسطينيين و تقطع صلتهم بأرضهم او بما تبقى منها فكانت عملية طوفان الاقصى عملا ميدانياً استراتيجياً قطع الطريق او هدف الى قطع الطريق على مسار التصفية واثبت وجود قوة فلسطينية رادعة مانعة، و وجه ركلة استراتيجية عملانية مؤلمة للكيان الصهيوني ورعاته الغربيين بقيادتهم الأمريكية، و لذلك هب الجميع عملا باستراتيجية حظر القوة واستعمالها من قبل الخصم هبوا لشن حرب على حماس والمقاومة الفلسطينية ليس للانتقام فقط بل للاجتثاث كليا واحداث تغيير ديمغرافي في القطاع يحول دون تكرار او مجرد التفكير بامتلاك القوة لتكرار ما حصل.
كانت ولاتزال اهداف الحرب الصهيو-اميركية أهدافا تدميرية اجتثاثية، وحددت مهمة الحرب كذلك من دون أن تربط بمدة، ومن ودون أن تقرن بموانع او ضوابط ولذلك كانت ولا زالت مواقف المعتدين ترفض البحث بوقف إطلاق لنار وتصر على العمل الحربي التدميري دون سقف وضوابط ولذلك نجد ما يدور في غزة لا ينسجم مع صفات القتال والحرب بل يتسق مع مضمون الاجرام والإبادة الجماعية فمعظم اعمال إسرائيل لا تتوافق مع قاعدة التناسب والضرورة التي يعمل بها في الحروب بل تتطابق مع قاعدة "اقتل واقتل المزيد حتى يتحقق ما تريد ".
بيد ان المعتدي فوجئ بفتح جبهات مساندة لغزة وخشي من توسع الحرب بشكل يحول دون وصوله الى مبتغاه، لذلك عمل الاميركي ولا يزال لمنع هذا التوسع والتأكيد على سياسة الاستفراد للقتل والتدمير والاجتثاث وهنا نجد ان جبهات الاسناد أربكت العدو وشوشت على خططه بشكل واضح.
والان نعود الى السؤال الأساس متى تتوقف الحرب؟ وكيف؟
اذا ترك الامر للأميركي و الإسرائيلي فان الحرب خاصة في نسختها الأخيرة أي حرب الانهاك والاستنزاف لن تتوقف حتى يستسلم القطاع ويفتح الباب للمعتدي ليقوم بما يشاء، لكن هذا الامر المرهق يجب ان يمنع ولذلك نرى أهمية صمود المقاومة و استمرارها في الميدان و منع سيطرة العدو عليه وكذلك استمرار الجبهات المساندة في عملها مع الاستعداد لمزيد من التصعيد الذي يقلق العدو وأخيرا ضرورة التحشيد الدولي لوقف لحرب، و هنا نقول ان إسرائيل تتجنب وقف اطلاق لنار حتى لا تقر بالهزيمة والمقاومة تريد وقف اطلاق النار التي تثبت نصرها فمن سيفرض ارادته في الميدان وعبر البيئة الإقليمية و الدولية؟ .
اننا نرى ان التصور الإسرائيلي القائم على فكرة الحرب الطويلة تستنزف المقاومة وتسقطها هي فكرة خاطئة، فالمقاومة قادرة على المراوغة في لميدان وبنفس طويل، اما العدو فانه تحت ضغط الاقتصاد المتراجع، والامن المهتز، والمعنويات المعطوبة، لن يستطيع ان يحتمل حرب استنزاف طويلة في مواجهة جبهة غزة أولا والجبهات المساندة الثلاث ثانيا، ولا اعتقد ان الغطاء الاميركي لحرب الاستنزاف هذه سيستمر بعد شهر حزيران المقبل مع اشتداد وطيس المعركة للانتخابات الرئاسية فيها.
ومع هذا نعود الى تأكيد أهمية هذه الحرب ونتائجها وتداعيات تلك النتائج على مصير المشروع الصهيو-اميركي في المنطقة ككل وعلى مسار القضية الفلسطينية برمتها حيث يرتبط بشكل وثيق بنتائج الحرب في غزة واهل لقضية يدركون وجوب عدم تمكين المستعمر من الانتصار لان انتصاره سيفتح الباب امام حروب سيطرة مماثلة في الضفة وجنوب لبنان في قريب عاجل. ومن جهة أخرى ان انكسار إسرائيل وهو امر ممكن خاصة إذا حشدت الطاقات وزجت القدرات اللازمة لذلك، وهي موجودة فإنه يفتح الباب واسعا امام إقامة شرق أوسط لأهله مستقلا سيدا. ولذلك يجب ان يعتمد في مواجهة قول نتنياهو " سنقاتل حتى النصر الكامل " وهو يعني تدمير القطاع واجتثاث المقاومة منه واحداث التغيير الديمغرافي فيه والسير قدما في تصفية القضية الفلسطينية، يجب ان يواجه بقولنا: سنمنع المعتدي من تحقيق أهدافه مهما طال امد الصراع.
وهنا نذكّر بأن ما قامت به المقاومة الفلسطينية حتى الان وهو فعلا وحقيقة امر اعجازي اسطوري لكن قدرها يفرض عليها الاستمرار وتقديم المزيد الذي قد يكون لأشهر غير قصيرة وهذا ما ينبغي الاحتياط له، وفي كل الأحوال فإن وجود الجبهات المساندة وفعاليتها من شأنه التأثير الأكيد على مسار الحرب واستمرارها ونتائجها، ولذلك يسعى نتنياهو لتوريط اميركا بحرب شاملة تخفف عنه الأعباء وتتحمل عنه الإخفاقات والخسائر.
ثانيا. كيف سيكون وضع غزة بعد الحرب؟
على ضوء نتائج الحرب يحدد وضع غزة ومصيرها ومع تأكيدنا على صعوبة عودة الوضع فيها الى ما كان عليه قبل عملية طوفان الأقصى ومع انخفاض سقف احتمال تحقيق إسرائيل لأهدافها الاستراتيجية فإننا وبشكل أكاديمي فأننا نتصور مشهد قطاع غزة بعد الحرب عرضة لواحد من ثلاثة سيناريوهات هي:
1. الاول هو ان تتمكن إسرائيل من السيطرة على القطاع وتتوقف المقاومة فيه عن تشكيل خطر جدي على تلك السيطرة، في هذه الحالة يتقدم المشروع الاستعماري ويعتمد نظام سيطرة وتحكم وإدارة في القطاع بشكل مزدوج يكون فيه الامن لإسرائيل والإدارة المدنية المقلصة للحد الأدنى لفلسطيني القطاع دون ان تشارك حماس او أي فصيل مقاوم به ويكون ذلك مدخلا لحرمان الفلسطينيين من أي كيان سياسي فعلي فيه.
2. الثاني هو ان تتوقف الحرب دون ان تتمكن إسرائيل من السيطرة وفرض الإرادة وتعجز عن الاستمرار في دفع ثمن وجودها في القطاع تحت وطأة المقاومة، هنا تنسحب القوات الصهيونية من القطاع وتحاصره من الخارج ويترك للفلسطينيين مع اخرين ترتيب شؤون القطاع والبحث عن حل مع مصر لمعبر رفح وقد يكون ميل قوي الى إعادة ربط القطاع بالضفة الغربية بعد إعادة تنظيم السلطة الفلسطينية وإصلاحها واصلاح منظمة التحرير، وتهيئة البيئة امام تشكل موقف فلسطيني موحد من حل القضية الفلسطينية.
3. الثالث تعب الفريقين من الحرب والخروج بوضع ضبابي رمادي لا يحسم انتصار او هزيمة أي من الطرفين، في هذه الحالة ستستمر حركة حماس بإدارة القطاع واقعيا مع تراجع القوات الإسرائيلية واخلائها المناطق الاهلة ثم سيكون طرح الدخول في التفاوض حول مستقبل القطاع ومستقبل القضية مع إعادة تحريك حل الدولتين والتفاوض حولها بشكل يستهلك الوقت دون نتيجة ويسمح للمطبعين العرب استئناف مسارهم.
وبين هذه السيناريوهات نستبعد الاول ونرجح الأخير مع احتمال تحقق الثاني بنسبة ٤٠٪ مع التشدد في الانتباه الى مصير السكان ومستقبلهم في القطاع حيث ان مخطط التشتيت والتهجير سيبقى مطروحا على الطاولة لدى الطرف الاخر.
ثالثًا. مسار القضية الفلسطينية على ضوء نتائج المواجهة؟
لا بد من التذكير بداية ان هناك اربعة تيارات تتنازع القضية الفلسطينية نذكرها بصرف النظر عن درجة امكان تحققها وهي:
أ. التيار الاول: تيار المقاومة للتحرير والعودة الى كامل فلسطين وهذا ما تعمل له المقاومة الفلسطينية الأصولية التي ترفض التنازل عن أي شبر من فلسطين وترى ان السبيل الى ذلك لا يوجد الا لدى المقاومة.
ب. التيار الثاني: تيار التسوية الذي يكتفي من فلسطين بقسم لا يتجاوز الـ ٢٢ ٪ من مساحتها وما تبقى من هذا الجزء بعد تفشي الاستيطان الصهيوني فيه، يكتفى بها ليقيم دولة عليها وفقا لما تضمنته المبادرة العربية في العام ٢٠٠٢ في بيروت، اما وسائل تنفيذ ذلك فهو العمل السياسي والأداء السلمي مع البقاء متظاهرين بامتلاك بندقية مقاومة لا تستعمل، وهو التيار لذي تمثله السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس.
ت. التيار الثالث: تيار التصفية المقنعة الناعمة. وهو تيار تعمل عليه اميركا تحت شعار حل الدولتين دون الاقتران بحق العودة او تصفية المستعمرات او تأمين حق السيادة والدفاع عن النفس وإبقاء السيطرة الأمنية الواقعية على مسخ الدولة الفلسطينية بيد إسرائيل التي يعترف لها بيهودية الدولة وعاصمتها القدس مما يمكن إسرائيل لاحقا من تهجير مليوني فلسطيني من ارض محتلة ٤٨ ويتبعها تخفيف كثافة السكان في غزة والضفة بالتهجير الممنهج المتمادي.
ث. التيار الرابع: تيار التصفية الوقحة الصلبة التي يجاهر بها اليمين الإسرائيلي تحت شعار: "دولة واحدة بين النهر والبحر هي دولة إسرائيل اليهودية" وهذا الحل يقتضي السيطرة على كامل فلسطين التاريخية وهو ما تحاول إسرائيل فعله الان من خلال احكام السيطرة الحديدية على الضفة بعد البدء بالتضييق على الـ ٤٨ وصولا الي اجتثاث المقاومة من غزة واحداث التغيير الديمغرافي في القطاع بحيث يهجر بين النصف والثلثين من سكانه.
في هذا النطاق ومع تخلي العرب عن مبادرتهم واقعيا وانخراط بعضهم في مسار التطبيع فان قضية فلسطين قيد نزاع بين تيارين رئيسين: تيار التحرير وتيار التصفية بوجهيها وهنا أهمية ما يجري في غزة اليوم حيث يصر تيارا التصفية على استمرار الحرب حتى تحقيق النصر كما يقول نتنياهو وبصرف النظر عن الأعباء والخسائر والتداعيات حيث ان إسرائيل اتجهت الى حرب الاستنزاف التي تمكنها من البقاء في الميدان وتلوح بأن تكون عاما كاملًا كما يقول نتنياهو وقد قلصت قواتها من ١٢ لواء الى ٤ الوية فقط لا يتعدى عديدها ١٢ الف عسكري من اجل الحد من الخسائر في الميدان وتأمين القدرة على تبديل القوى في ظل تجميد ثلثها في الشمال وثلثها الثاني في الوسط و الاحتياط. اما على المقلب السياسي والدبلوماسي فان إسرائيل مرتاحة لما تقوم به اميركا التي تتولى مهمة منع أي قرار دولي يدعو الى وقف إطلاق النار لأنها تطابق الموقف الإسرائيلي بتغيير المشهد في القطاع لإقامة قطاع بدون مقاومة مهما كانت. وعليه نحن امام مشهد من اثنين بالنسبة لمسار القضية الفلسطينية والمنطقة تتحدد على ضوء ما سيكون عليه الحال في غزة أثر هذه الحرب:
ـ الاول: أن تفشل الجهود الاستعمارية وتثبت المقاومة، الامر الذي سيعطل مشروع تصفية القضية ويربك مسار اتفاقات ابراهام وما فيها من تطبيع دون ان يعني تحقق التحرير طبعا. فالتحرير يتطلب استمرار السعي والجهد في إطار المقاومة ومحورها وتمسكا بوحدة الساحات ليس ميدانيا فقط بل وسياسيا أيضا وهذا امر مهم.
ـ الثاني ـ أن ينجح العدوان الاستعماري في فرض ارادته في غزة وهنا يكون الاستثمار من قبلهم على خطين داخل فلسطين وخارجها، ففي الداخل يصاغ القطاع وفقا للخطط الاستعمارية وينتقل الجهد بعده الى الضفة مع مزيد من التضييق والاستيطان، وقد يستهلك الوقت لتفاوض شكلي تحت ستار حل لدولتين او الحقوق الانسانية للفلسطينيين.
رابعًا ـ المواقف الدول العربية:
تتراوح المواقف العربية بين حدين: حد دعم المقاومة وهو موقف الاقلية في النظام الرسمي العربي وحد القبول او الانخراط بالمشروع التصفووي وهو موقف الدول الغنية ويقوم بينهما مواقف دول غير مكترثة او محايدة. اما اهم القضايا التي تحرك المعنيين بالشأن فهي: قضية توطين اللاجئين الفلسطينيين، التوطين الذي يرفضه لبنان وقضية التهجير الذي يرفضه لبنان ومصر والاردن وموضوع الدولة البديلة التي ترفضها الأردن. ومع ذلك فان معظم الدول العربية باستثناء دول الممانعة تسير كلها مباشرة او مداورة بالإملاء الأميركي. وهو ما يشكل خطرا على القضية ويزيد من أعباء محور المقاومة.
المقاومة برمجت دفاعتها على أساس ان الحرب لن تتعدى الـ 6 أشهر، وعملت موازنة النار وموازنة الحركة على أساس6 أشهر، بعد الشهر الثاني تبين ان الـ 6 أشهر غير كافية، لذلك عملت المقاومة خططها القتالية على أساس 9 أشهر في الحد الأدنى ومضى من 9 أشهر نصفها تستطيع المقاومة ان تقاتل بما يعادل المدة التي ذهبت.
عرف الإسرائيلي اليوم قدرة المقاومة على الاستمرار فانتقل الى تخفيف الجسم المشتبك اخفض من 12 لواء الى 3 الوية، وهم مضطرين كل شهر ان يبدلوا، ولذلك الفلسطينيين بحاجة ان يعدوا قتالهم لـ 9 أشهر وهذا ما فعلته المقاومة، اما القدرة القتالية الميدانية قادرة للبقاء 9 أشهر وحرمان العدو من السيطرة هو أحد الأهداف الاستراتيجية للمقاومة.
يجب التمييز بين مهمتين: مهمة منع السيطرة الاسرائيلية على القطاع ومهمة التهجير، ان نتصور ان المقاومة قادرة على منع التهجير كليا نحملها أكثر من طاقتها، اما ان تكون المقاومة على منع إسرائيل من السيطرة خلال مهلة الـ 9 أشهر المخططة فيها للقتال فنعم، وبالتالي في السيناريوهات استبعدت سيطرة إسرائيل لأنها بدأت تأن اقتصاديا امنيا ومعنويا ولم يعد باستطاعتها التحمل، ولذلك تود اميركا إخراجها منتصرة، الخطر الوحيد المتبقي هو مسألة التهجير، ومصر لديها رفض قاطع بمسألة التهجير لان لديهم معلومات بأن ذلك يمس بأمنهم القومي.
د. ماهر الطاهر:
سأتحدث بنقاط محددة ابدأها ما قبل معركة طوفان الأقصى، وكيف كان يفكر العدو الصهيوني بالنسبة لغزة والضفة الغربية؟، وما هي التحولات التي حصلت والتي ستحصل بعد معركة طوفان الأقصى؟
قبل ملحمة طوفان الأقصى كانت السيناريوهات والتصورات لدى العدو الإسرائيلي عندما انسحب شارون بشكل احادي من قطاع غزة نتيجة ضربات المقاومة، وكان لديه رؤية بأنه بعد الانسحاب من غزة يريد ان يحدث انقسام فلسطيني – فلسطيني، لأنه عندما طلب منه حتى من الاميركيين وبعض الدول العربية بما في ذلك مصر، انه اذا اردت الانسحاب من قطاع غزة من جانب واحد فلماذا لا يتم هذا الانسحاب باتفاق مع السلطة الفلسطينية، ولكن شارون رفض ذلك رفضًا قاطعًا، وانسحب من جانب واحد، بعد ذلك جرت انتخابات المجلس التشريعي، وفازت حركة حماس، وتعمقت الخلافات والصراعات بين حركتي فتح وحماس. بعد ذلك حسمت حماس الامر عسكريًا وحكمت قطاع غزة.
السيناريو الصهيوني الذي كان في ذهن شارون وبعد ذلك في ذهن القادة الصهاينة انه حصل انقسام فلسطيني –فلسطيني، وانه لا بد من فصل غزة عن الضفة الغربية، لان التصور الصهيوني كان ولا يزال السيطرة الكاملة على الضفة الفلسطينية، وانه يمكن ان يكون هناك كيان فلسطيني في قطاع غزة، ويمكن ان يتم تهجير الفلسطينيين من الضفة الى القطاع، وخاصة ان حركة حماس في بعض المعارك نتيجة للاعتداءات الصهيونية ومعارك تصدت لها حركة الجهاد الإسلامي وفصائل فلسطينية اخرى لم تشارك حماس في هذه المعارك، فاعتقد الجانب الصهيوني ان حماس تريد السلطة، وهناك مساعدات مالية تقدم عن طريق قطر وإسرائيل توافق على ذلك وتسهله، وبالتالي كان تصور نتنياهو تكريس نهائيا فصل غزة عن الضفة والسيطرة بشكل كامل على الضفة والقدس وغزة ممكن ان تكون المكان الذي يجمع الفلسطينيين.
فوجئ الكيان الصهيوني بمعركة طوفان الأقصى، وحركة حماس اعدت نفسها بشكل جيد، وبنت قوة عسكرية بشكل جيد، وتمكنت عبر سنوات طويلة وبنوع من التضليل الاستراتيجي للعدو ان يكون هناك غزة فوق الأرض وغزة تحت الأرض، وبنت أنفاق على امتداد قطاع غزة، وقامت بالمعركة التي فاجأت الجميع العدو والصديق، وبالتالي كانت هذه المعركة هي الأطول في تاريخ الصراع مع المشروع الصهيوني، وفعلًا حصل اهتزاز عميق في اركان هذا الكيان، وأصبح يتصرف على قاعدة الانتقام، وان كل وجود إسرائيل أصبح مهددًا، وطرحت أسئلة كبرى حول مستقبل الكيان خاصة على صعيد الوضع الداخلي في الكيان الصهيوني.
المخطط الإسرائيلي كان فصل غزة عن الضفة الغربية، وتحدثوا في دراسات إسرائيلية وقد اطلعت على دراسة في أواسط السبعينات بعنوان دولة غزة، وبالنسبة لهم كان محسوم لهم ان موضوع الضفة والقدس هناك سيطرة كاملة عليها وانه لا يمكن الانسحاب منها وانه سيتم ضمها الى الكيان الصهيوني.
معركة طوفان الاقصى هزت اركان الكيان الصهيوني وهزت العقل القائم لدى المستوطنين بأن الجيش يحميهم، والان أصبحوا امام واقع ان الجيش أصبح عاجزا عن حمايتهم، ولذلك القيادة الصهيونية في حالة ارتباك شديد وتريد ان تخرج من هذه المعركة منتصرة وان تسحق المقاومة لأنها تعتبر هذه معركة وجودية لها علاقة بمستقبل الكيان الصهيوني. خاصة أن 80 بالمئة من الصهاينة لن يعودوا الى فلسطين، وبالتالي الكيان الصهيوني الان امام تصورات انه يخوض معركة وجودية بكل معنى الكلمة.
بعد معركة طوفان الأقصى كيف يفكر القادة الصهاينة؟، الان اختلفت أفكارهم، ونحن كشعب فلسطيني لأول مرة في تاريخ الصراع نتمكن من أن يكون لدينا بقعة ارض جغرافية لا يوجد فيها احتلال بني فيها قوة مسلحة وبالتالي توفرت لدينا قاعدة ارتكاز فيها بعض السلاح وبعض الإمكانيات، وعندما توفر لدينا قاعدة ارتكاز في غزة شاهدنا ماذا فعل الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية في مواجهة هذا العدو، وبالتالي الان بدأت القيادة الصهيونية تفكر بأن هناك خطر من قطاع غزة وهناك خطر من الفلسطينيين هناك، وحتى نوفر الامن لإسرائيل لا بد ان نفكر في تهجيرهم وطردهم من هذه الأرض، وبالتالي هذا مخطط حقيقي وجدي لانهم بدأوا يشعرون بعدم الأمان، وانهم اذا لم يحسموا الامر بهذا الاتجاه اذا سيكون هناك مخاطر مستقبلية على الكيان الصهيوني، لذلك طرحوا مسألة التهجير وبالمناسبة كان مطروح (مسألة التهجير) منذ أيام حسني مبارك.
كيف يفكرون الان؟، دمرنا غزة، نحول غزة الى مكان غير صالح للحياة، وبالتالي ماذا تفعل الناس؟، يفكرون بالهجوم على رفح وجعل الشعب الفلسطيني امام خيارين اما الإبادة او النزوح، هذا هو المخطط الذي نعيشه الان، ولذلك رفض المقترحات التي قدمتها الفصائل الفلسطينية لان نتنياهو لا يريد التوصل الى اتفاق، هذه التصور الإسرائيلي الان هو عملية التهجير وإذا لم يتمكن من التهجير يريد قتل أكبر عدد ممكن من الناس وفعلا يمارس حرب إبادة.
التصور الأميركي مختلف عن تصور نتنياهو ليس من زاوية انهم لا يرغبون بالتهجير، ولكن لديهم قناعة ان هذا المخطط صعب ان ينجح، وبالتالي الان يطرح الامريكان تصور. فالأميركيون يفكرون بالشكل التالي: أصبح من الخطأ فعلا تجاهل الموضوع الفلسطيني كما تجاهلانه سابقًا، فلنفكر بطرح موضوع فلسطيني كشعار، ولكن بالمضمون حتى الولايات المتحدة ترفض رفضًا قاطعًا قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس، وتسيطر على حدودها وسمائها وارضها وما في داخل أرضها، لأنهم يعتقدون ان دولة بهذا الشكل ستتحول الى قاعدة سلاح، والشعب الفلسطيني سيواصل كفاحه مستقبلا، لذلك تحدث بايدن عن ان الدول اشكال، وتحدث عن دولة الفاتيكان، وتحدث عن دولة منزوعة السلاح.
الأميركيون يفكرون انه لا بد من إيجاد كيان فلسطيني تقوده سلطة فلسطينية تتعاون مع الاحتلال، وتعترف بالكيان، وتقبل بكيان منزوع السلاح وتقبل بالشروط الأميركية، وهذا تصور الأميركيين، وما يناقشون مع بعض الدول العربية انه لا بد من إيجاد حل.
يمكن ان يعترف الأميركيون بهذا الكيان كدولة، ويتعاملون مع رئيسها كرئيس دولة ونعترف به بالأمم المتحدة كدولة، ولكن في حقيقة الامر هذه دولة دون سيادة ودون مضمون وتحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة سياسيًا وعسكريًا وامنيًا واقتصاديًا. والشعب الفلسطيني لن يقبل بهذا الحل، وهذا الحل يحل مشاكل الكيان الصهيوني وليس مشاكل الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية.
يقول الأميركيون بأنه لا حل الا بكيان تحت السيطرة الإسرائيلية نعترف به كدولة، وهذا هو الموضوع الذي تجري مشاورات ومداولات بصدده من اجل الوصول اليه، والسلطة الفلسطينية مستعدة للسير بهذا الاتجاه والتي أعلنت استعدادها العودة الى قطاع غزة وأنها لم تترك غزة ومستعدة لتسلم السلطة.
بدأ يتسرب معلومات عن تشكيل حكومة فلسطينية جديدة وطرح اسم د. محمد مصطفى، وبدأوا بتسريب أسماء بعض الوزراء، ولكن معلوماتي انه طرح اسم محمد مصطفى مع الامريكان وطرح هذه الامر من أبو مازن مع محمد مصطفى ليكون رئيس الوزراء القادم، وبالتالي الان تجري مشاورات بين دول عربية وأميركا والسلطة الفلسطينية على أساس ان يكونوا امام سلطة فلسطينية متجددة تحكم قطاع غزة.
السلطة تقول انه ينبغي ان يكون هناك حل يشمل الضفة الفلسطينية وقطاع غزة وعاصمة القدس الشرقية على حدود 1967، وبالتالي يقبلون بدولة منزوعة السلاح ويقبلون بما هو اقل من ذلك، لكن يريدون التواصل بين الضفة وغزة، هذا هو السيناريو التي تعمل عليه اميركا وبعض الدول العربية.
هناك مشكلة داخل الكيان الصهيوني ان الصهيونية الدينية حتى موضوع الكيان المسيطر عليه إسرائيليا هم يرفضونه لأنهم ينفون وجود شعب فلسطين، ويرون انه حتى إذا حصل كيان تحت السيطرة الاسرائيلية إذا هذا يعني ان هناك شعب، اقصى ما يمكن ان يقبلون به ان يكون هناك كانتونات وعشائر، ويرفضون التصور الأميركي بمسألة كيان فلسطيني تحت السيطرة الإسرائيلية. ولايزال نتنياهو يراهن انه يريد استمرار الحرب ويعتقد انه على ضوء الموقف العربي الذي او متواطئ واو متخاذل.
لأول مرة في تاريخ الصراع الشعب الفلسطيني يخوض معركة حقيقية مسنودًا من محور المقاومة، وهذا الموضوع اقلق اميركا بشكل كبير ولذلك استنفرت وجاءت بأساطيلها تريد الاستفراد بغزة، ووجهت تهديدات لحزب الله واليمن والعراق، ويريدون ان يبقى الشعب الفلسطيني وحيدا حتى ينجح المخطط في ضرب المقاومة الفلسطينية وسحقها، وفوجؤا ان محور المقاومة تحرك ودخل فعليا في هذه المعركة، ودخول المقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله في يوم 8 أكتوبر في هذه المعركة والمسألة اكبر من قصة مشاغلة فهناك حرب حقيقية وارباك حقيقي عند المستوطنين والقيادة الصهيونية وذللك يطلقون التهديدات لان ذللك شكل لديهم قلق شديد.
كذلك فاجأهم موضوع اليمن وهو موضوع استراتيجي وان المعركة لم تعد بين المقاومة الفلسطينية والعدو الصهيوني بل أصبحت على مستوى المنطقة ككل واخذت ابعاد كبيرة، وبالتالي شعرت اميركا بقلق عميق، وقد مارست اميركا عملية عدوان في اليمن والعراق لأنها تريد إعاقة وعرقلة أي مساعدة للشعب الفلسطيني.
اميركا تشعر بقلق لان قضية فلسطين ليست محصورة بالشعب الفلسطيني كما هو المخطط، والان هناك تحولات في الوعي بأن هذه المعركة ليست معركة الشعب الفلسطيني والشعب الفلسطيني ليس وحيدا، بل هناك محور حقيقي جدي يملك إمكانيات ويملك قوة وهذا المحور مدعوم من دولة إقليمية كبرى اسمها الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تقدم كل أنواع الدعم لمجموع هذا المحور، وهذا تطور خطير في مسار الصراع، وأحد العوامل التي تدفع اميركا لإيجاد حل للموضوع الفلسطيني وانشاء كيان وسحب هذه الورقة من يد المحور، اما بدون حل للقضية الفلسطينية المقاومة الفلسطينية يقوى ومحور المقاومة يقوى والجماهير الفلسطينية والعربية لم يعد لديها أي قناعة ان هناك تسوية وحلول سياسية لهذا الصراع وان الخيار هو المقاومة.
في موضوع التهجير فقد وصلتنا معلومات ان هناك سيناريو طرح بأن يكون هناك ممر بحري بين غزة وقبرص والبريطانيين يتابعون هذا الامر، وبعد ذلك يتم عملية توزيع الفلسطينيين على بلدان، ولأنه عندما رفضت موضوع تهجير اهل غزة الى سيناء لان مصر تعتبر ان هذا يهدد امنها، ويحاول الإسرائيليين فرض هذا الامر بالقوة.
ليس امامنا خيار كفلسطينيين الا المقاومة والصمود، وقد صمدنا وما تحقق هو شيء كبير ولم يكن أحد يتوقع ان يتم صمود الشعب الفلسطيني بهذا الشكل الأسطوري، وحقيقة دمرت غزة وعائلات بأكملها مسحت من السجل المدني، ومع ذلك لم يرفع هذا الشعب راية الاستسلام ولا طلب من المقاومة ان تتوقف.
الشعب الفلسطيني مؤمن وأصبح قانع بأن خطأ 1948 لا يمكن ان يتكرر، وثابت على ارضه وليس لديه خيار الا المقاومة النصر او الشهادة، وامكانيات المقاومة جيدة رغم نقطة الضعف بالجانب الإنساني من المجازر بحق الأطفال... ولكن كل المعلومات لدينا تؤكد قدرة المقاومة على الصمود، ولازال أكثر من 75% من الانفاق سليمة، ولازال هناك قوات فلسطينية على الأرض، ولازال هناك قدرة على استمرار القتال والصمود.
توصلت فصائل المقاومة الفلسطينية الى ورقة موحدة شكلت رؤية الفصائل الفلسطينية، واتفق على هذه الورقة 5 فصائل (حماس، والجهاد الإسلامي، الجبهة الشعبية، الجبهة الشعبية القيادة العامة، وطلائع حرب التحرير الشعبية - قوات الصاعقة)، وقدمت هذه الورقة الى الجانب القطري والمصري.
الموقف الفلسطيني كان في البداية ان يتم رفض مسألة الهدن والإصرار على وقف شامل لإطلاق النار، وان أي اتفاق يبدأ بوقف إطلاق النار ووقف العدوان، بعد ذلك عندما جرت لقاءات باريس وتم تقديم ورقة وقدمت الى حماس التي اجرت نقاش مع الاخوة في الجهاد الإسلامي والقيادة العامة والصاعقة، وبلورنا رأي انه إذا المقاومة قالت لا لموضوع نقاط باريس يعني سيحملوننا مسؤولية إعطاء ورقة لنتنياهو بالاستمرار في الحرب والابادة، فاتفق على سياسة ان نكون مستعدين ان نسير بهذا الموضوع، ومستعدين لهدن طويلة لكن شرط في المحصلة النهائية وقف اطلاق نار، والجانب الإسرائيلي واضح انه يريد العرقلة ولا يريد التوصل الى وقف اطلاق نار ولا حتى هدن طويلة، لذلك بدا يقدم ردود ومقترحات افرغت حتى نقاط باريس من مضمونها.
لا شك أن في الضفة حرب حقيقية ومعركة جدية، وأكثر من 8000 معتقل بعد معركة طوفان الأقصى، وممارسات إرهابية شديدة ضد الفلسطينيين. وهناك حرب استئصال في الضفة، والكيان الإسرائيلي هذه فرصة له خلال هذه الحرب لتحقيق أهدافه ومشاريعه في الضفة. فالوضع في الضفة متفجر وهناك مواجهات يومية والموجودة قبل معركة طوفان الأقصى، ولكن لدينا مصيبة تتعلق بدور السلطة الفلسطينية التي تعيق أي مواجهة، ومع ذلك المواجهة قائمة.