• اخر تحديث : 2025-05-09 13:59
news-details
ندوات وحلقات نقاش

مستجدات المرحلة وتحديات المستقبل، ودور المحللين السياسيين


 مقدمة

عقدت الهيئة الإدارية للرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين اجتماعها الدوري  الذي تركز على مناقشة ما تعيشه المنطقة والعالم من تحولات وتداعياتها على مستوى لبنان وفلسطين وسوريا إلى إيران والعراق واليمن والعالم، لاسيما المحادثات غير المباشرة بين الجمهورية الإسلامية وأميركا، واحتمال تعرض الجمهورية لأي اعتداء صهيوني أميركي، ووتيرة الاعتداءات على اليمن، وتسويق مقولة موقف العراق وتفكيك الحشد الشعبي، وما ينتظر الأردن ومصر من تطورات؛ بالإضافة إلى دور المحللين السياسيين  عقائديًا وثقافيًا وسياسيًا واجتماعيًا، وطبيعة الخطاب المناسب للمرحلة.

أولاً: معطيات أولية حول اللقاء:

الزمان

نهار الخميس 24 \4\2025

المكان

تطبيق Zoom Meeting الالكتروني

 

المشاركون

1

  رئيس الرابطة د.  محسن صالح (لبنان)

2

عضو الهيئة الادارية د. إدريس الهاني (المغرب)

3

 عضو الهيئة الادارية د. محمود الهاشمي (العراق) 

4

 عضو الهيئة الادارية الأستاذ إبراهيم المدهون (البحرين) 

5

عضو الهيئة الإدارية الأستاذ حسن عبدو  (فلسطين)

6

عضو الهيئة الادارية د. فوزي العلوي (تونس)

7

عضو الهيئة الادارية د. حمدي الرازحي (اليمن)

8

عضو الهيئة الادارية د. ضرار البستنجي (الأردن)

9

عضو الهيئة الإدارية الأستاذ مصطفى المقداد (سوريا)

10

 أمينة سر الرابطة د. وفاء حطيط

 
المداخلات:
 
مداخلة د. محسن صالح

بداية رحّب رئيس الرّابطة د. محسن صالح بالمشاركين، ثم قدم مداخلة جاء فيها:  إن هاجس الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين ومن دعا الى تشكيلها هو جمع  قوى فكرية نخبوية حريصة على التحرير والتحرر، وحريصة على التواصل، ولديها من الافكار التي يمكن ان تشجع حركات المقاومة والحرية في المنطقة بعدما إدلهمت الظروف، وأصبحت صعبة جدًا، خاصة أن قوى العدوان مجتمعة على تطويع المنطقة منذ كامب دايفيد وصولًا الى وادي عربة والعدوان المستمر، ونحو ذهاب البعض إلى التطبيع بقيادة الولايات المتحدة التي لم تعرف مدى للتوحش الذي تعيشه منذ بدايات هذا القرن.

ما يحصل في لبنان وفلسطين، وما حصل في سوريا، وما يرتب للعراق والمغرب، وما حصل في الاردن في الأمس يشير الى زحف اميركي صهيوني وبعض عربي صامت عن كل المحاولات الرامية إلى تشويه قوى المقاومة، وكل من يقوم بمحاولات التشويه والرصد ووقف محور المقاومة عن متابعة مهامه له ارتباطات تصب عند الولايات المتحدة والموساد الصهيوني، وأعتقد أن الرابطة وأعضاءها قادرون على تأدية دور كبير ومهم في استكشاف هذه المؤامرة التي تحاك. وهو ما يوجب علينا مهمة الخطاب والمصطلح والمفهوم في التبيين والكشف والاظهار، لأن الأبنية التي تركب عقلنا لفترة طويلة منذ بدايات المقاومات والثورة تواجه صعوبات متعددة الآن؛ فهل لنا أن نعيد بناء عقل قادر على النهوض بما نعيشه من مشكلات؟

نحن بحاجة الى انطلاقة جديدة لأننا في مرحلة جديدة تحتاج الى افكار جديدة في كل المنطقة من المغرب إلى المشرق، وبحاجة إلى الرد على كل التفاهات التي يتحدث بها الاميركي والصهيوني حول انتهاء المقاومة، صحيح أننا تكبدنا خسائر نحزن عليها، خاصة سماحة شهيد الأمة السيد حسن نصرالله والقادة في فلسطين ولكن على الأمة متابعة مشوارها في المقاومة، لأنها الطريق الوحيد، وقدر هذه الأمة أن تقاوم بالفكرة والبندقية.

يسوق حكام الخليج اليوم وبكل نعومة ما يريده الصهيو-أميركي والغربي في المنطقة، وما يحصل هو محاولة تسوية موضوع الطبقات الاجتماعية في مجتمعاتنا العربية، بمعنى جعل الجميع تحت الغربال وجعل النخبة مع التوجهات الصهيو أميركية والعربية كي تحكم الجميع من دون استثناء، وابقاء الجميع تحت سوط المذلة.

مداخلة الأستاذ ابراهيم المدهون:

علينا الالتفات إلى الدور الخليجي في دعم محور الشر، وما تقوم به الامارات والسعودية وقطر في هذه الازمة التي تعصف بهذه الامة. لقد حقق محور المقاومة الانتصار لكننا لم نستثمره، واستطاع العدو على الرغم من انتصار المقاومة من حرف ذلك من خلال وسائله وامكانياته بث الاحباط لدى الكثير من شعوب محور المقاومة، وتبنى الاعلام الخليجي السردية الاميركية الصهيونية في بث الاحباط في قلوب محبي المقاومة. والواجب علينا هو تصويب البوصلة وتظهير هذا النصر الذي يحاول الصهيوني والاميركي طمسه ببث الاحباط.

هنا يجب أن يكون لدى الرابطة رؤية واضحة في ابراز انتصار المقاومة وعدم قدرة هذا العدو على كسرنا، فهذه المقاومة الباسلة التي قدمت أغلى ما لديها لاتزال قوية وحاضرة بما لا يمتلكه العدو أي العقيدة. فعلى الرغم من الامكانات الكبيرة لدى العدو الا أنه لا يملك العقيدة التي نمتلكها نحن.

مداخلة د. ادريس هاني:

 نحن بحاجة إلى التطلع إلى الافق في تفسير ما جرى لا البقاء محشورين كما يريد العدو، والمهم اليوم هو الفعل، لأنه مرتبة من مراتب الوعي بالواقع، وحتى لو انهزمنا وأخطأنا فالمهم هو الفعل.

الملاحظ أنه في البيداء العربي أننا نردد نفس النمط السياسي، وهو ما لا يجب، فالأزمة ليست في ما يواجه الأمم من تجارب وتحديات، ولا حتى في نمط الاستجابة لتلك التحديات، بل إنها في التكرار الناجم عن طريق التفكير بالأزمة وايجاد خوارزميات تحول دون التكرار الذي يكشف عن أن الأزمة التي تبدو لنا مزمنة وبنيوية هي نابعة من غياب المسؤولية تجاه العقل والمعقول.

في حساب مقاومة الشعوب للاستعمار ليست المشكلة في خسران معركة، ولا حتى في الهزيمة، بل تكمن في تأثير الهزيمة في بنيتنا السيكولوجية، وقوة المقاومة تكمن في عقلها الاحتمالي وقدرتها على توقع هزيمة ممكنة، وايماننا في تجاوزها، وتكمن عبقرية المقاومة في تدبير هذه الفجوة الناجمة عن تداخل المعطيات. ففي سوريا اليوم على سبيل المثال يأتي الاستعمار من الشمال والجنوب. وفي مفهوم اللعبة لم نكشف اللعبة كلها، يجب احداث انقلاب على الإطار المعرفي لتصوراتنا السياسية والاستراتيجية والتحليل السياسي والرؤية التي نستشرف بها الاحداث.  ونحن الآن في ذروة المعركة ولا مجال للمراوغة، ويجب تصحيح المسار. 

سننتصر لأننا نملك الافق والتاريخ وهم لا يملكون التاريخ واذا خسروا معركة انتهوا. والقضية الفلسطينية حية في ضمائر الاحرار في العالم، ومهما حاولوا ستظل هي القضية لأن هناك شعب مظلوم.

مداخلة د. حمدي الرازحي:  

إن الاشكالية التي نعيشها اليوم أن العمل يدور بين الفعل وردود الفعل ما يدفعنا الى الابتعاد عن الابتكار والاستشراف ووضع دراسات استشرافية، وعملية ردود الفعل تكون ضعيفة، بمعنى عملية المواكبة على المدى القصير جدًا، وعلينا أن نحذر جميعًا من الانجرار خلف ما يراد لنا من أن نتعاطى مع قضايانا وفق ما يصرفنا عن القضايا الجوهرية.

نلاحظ انحراف وسائل الاعلام بشكل كبير جدًا وتحولها إلى تسليط الاضواء على الاشكالات التي أسسها الغرب وجعلها تطغى على الخطاب الاعلامي حتى ننصرف عن ما يجري الآن من جرائم في فلسطين، وما تمارسه آلة الموت الاميركية بشكل فظ وفج ولا انساني في اليمن، وهذه يراد لها أن تؤسس لما يسمى ثقافة القطيع، وأن ننجر الى ما يراد لنا من عناوين.

هذا لا يعني تجاهل الاشكالات الطارئة على الساحة الدولية ولكن لا بد أن يكون تركيزنا في المقام الاول على القضية المصيرية، أي القضية الفلسطينية والمؤامرة التي تستهدف المنطقة ككل، هنا تبرز بقوة مسألة تصحيح المفاهيم والمصطلحات، فالعدو الاميركي ومن يسير في فلكه يعملون على عملية حرف المصطلحات والمفاهيم في عملية مغالطة سياسية كبيرة جدًا.

تأسست مع بداية طوفان الاقصى وحدة ساحات عسكرية جمعت محور المقاومة بشكل غير مسبوق حول هدف استراتيجي واحد هو مساندة غزة، والان نحن في أمس الحاجة الى تأكيد وحدة ساحات شاملة ثقافية واعلامية وبحثية، وهذا ما ينبغي أن نركز عليه من أجل تشكيل وعي جمعي مغاير لما يراد لنا أن نكون عليه وفق الرؤية الاميركية الصهيونية.

يجب مواجهة المغالطات التي يتم تداولها اعلاميًا ويتم تسويقها من خلال المنابر الاعلامية والسياسية والمنصات الثقافية بردود من باب التخطيط والابتكار واعادة الامور الى مجراها الصحيح، وليس من باب ردود الفعل. على سبيل المثال عملية تخوين محور المقاومة واظهاره كمصدر ارهاب وقلق للمنطقة، وهناك ما يجري في دول الخليج، وتحديدًا عندما بدأت السعودية في الفترة الحالية بتحريك ملف التصالح مع اليمن خوفًا من استهداف منشأتها الحيوية، ودخول اميركا على الخط وربطها المصالحة او انهاء العدوان على اليمن بعدم مساندة غزة، هذه الاشكالية ليست جديدة بل شرط اميركي قديم منذ بداية طوفان الاقصى حتى اليوم، واليمن ستظل مستمرة في عملياتها الاستراتيجية والفاعلة في التصدي للعدوان الاميركي وكذلك عملية الإسناد.

وهنا ألفت إلى ما يجري في اليمن لجهة التأسيس لوعي جمعي واشعار جميع ابناء اليمن بأن العدو الذي يستهدف الجميع بدون استثناء هو الغرب واليهود، وهذه التجربة اثبتت جدواها بدليل الخروج المليوني الى الساحات بشكل غير متوقع، وعملية الالتفاف الجماهيري حول القيادة السياسية والثورية والعسكرية والمساندة المستمرة، وتجاوز مرحلة الحصار المفروض على اليمن وكسره من خلال الاكتفاء الذاتي.

يعمل الغرب على تسويق فكرة أن حزب الله انتهى، وأنه سيتم تجريد المقاومة اللبنانية من سلاحها، وفي العراق سيتم تجريد الحشد الشعبي من سلاحه، هذه القضايا عندما تتم مقاربتها فيجب مقاربتها من حقيقة أن المقاومة هي الحل ومصدر الخلاص والتصدي لمشروع يستهدف الجميع بدون استثناء. كما أن ما يجري في الأردن ومصر حاليًا لا ينفصل عن ما يجري في اليمن وغزة ولبنان والعراق، وما يتم استهداف ايران به من مقولات وتهديدات، يجب أن نسلط الاضواء بشكل مكثف على التجربة الايرانية في الحوار الديبلوماسي المشرف في مفاوضاتها غير المباشرة مع العدو الاميركي والتعاطي مع الاخر بندية واعتزاز بالذات، وهذا ما ينبغي تظهيره ليعيشه الجميع.

مداخلة  د. ضرار البستنجي:

إذا كان علينا العمل بشكل يتواءم مع المرحلة فيجب ان نقرأها بشكل جيد قبل التعامل معها لجهة الخسارات الكبيرة التي تلقيناها ولجهة أهمية البقاء مؤمنين بهذا النهج، وصولًا إلى خطورة الاستسلام للحلول التصفوية القائمة.

ما يحصل في الأردن اليوم لا يختلف عن ما يحصل في المنطقة، ولا يختلف عن المخطط، وإن كان ثمة الكثير مما يجب أن نقف عنده في ما يتعلق بالإخوان المسلمين وعلاقاتهم بالدولة، ولكن في مكان ما ـ متعمدًا أو غير متعمد ـ مرتبط أو غير مرتبط ـ فهو له علاقة بحصة الأردن من التغيير الهائل في المنطقة وينعكس دائمًا على القضية الفلسطينية، علمًا أن الاخوان المسلمين لم يكونوا يومًا جزءًا من المقاومة كما نفهمها، وهم تاريخيًا عنوان خنجر في خاصرة المشروع المقاوم في هذه المنطقة.  ويجب أن ننتبه إلى ملف الفتنة، ومهمتنا الكبرى أن نهتم في تفنيد ومواجهة خطاب الفتنة بكل انواعه في المنطقة.

علينا أن نعيد ترتيب أوراقنا ونبدأ العمل على قاعدة أن المهمة النضالية التي نحن في صددها لا فرصة اليوم للتراجع عنها ولا بد من البدء بها بشكل مختلف، وأي مقاربة سنبدأ بها يجب أن تراعي بأن الغالبية الشعبية اليوم في حالة ارتباك وفوضى في المفاهيم، اليوم يجب أن نبدأ مهمة نضالية جديدة في مفاهيم لا تختلف عن القيم والمبادئ التي نؤمن بها ولكن بطرق مختلفة ومن أرضية مختلفة عنوانها أننا في أزمة، ولكن الأزمة لا تفضي الى الاستسلام، بل هي مدعاة أننا اليوم نخوض معركتنا بشكل حقيقي.

 مداخلة  الأستاذ حسن عبدو:

أعتقد اننا يجب أن نخرج قليلًا من الصورة حتى نرى المشهد كاملًا، هناك حرب أميركية خالصة، واسرائيل وكيل اقليمي في هذه الحرب، وكل ما جرى في غزة ولبنان هو حرب أميركية تهدف إلى اعادة البنية الاستراتيجية في المنطقة بالكامل ضمن رؤية جديدة تكون اسرائيل فيها محور تحالف عربي اسرائيلي اميركي يعيد تشكيل العلاقات والاوزان الاستراتيجية لكل الاطراف، لذلك نحن في قلب هذه المعركة. ففي تقديري أنه طالما أن المعركة لم تحسم في غزة بشكل كامل، وطالما أن هناك سيطرة لممرين مهمين سواء مضيق هرمز الذي تسيطر عليه الجمهورية الاسلامية الإيرانية، أو مضيق باب المندب الذي تسيطر عليه اليمن الشقيق، فأعتقد أن الهجمة والعاصفة الاميركية على المنطقة لن تحقق مرادها بشكل كامل، ولذلك فالتدخلات الاميركية والإسرائيلية تهدف الى تغيير بنية المنطقة الاستراتيجية باتجاه تحالف اقليمي تكون اسرائيل فيه المركز وتعيد العلاقات العسكرية والاقتصادية والسياسية ما يجعل هذه البنية ثابتة لعقود طويلة.

علينا الانكباب على وضع تقدير وضع حقيقي على الصعيد الدولي والاقليمي والمحلي نبني عليه جهدنا القادم في ما يتعلق بمواجهة الاحتلال الاسرائيلي والهجمة الاميركية والعاصفة القوية التي لا تستهدف غزة أو لبنان فقط، أو سوريا؛ بل تستهدف اعادة بنية المنطقة من الناحية الاستراتيجية عسكريًا واقتصاديًا وسياسيًا، وبالتالي هذه الهجمة مستمرة ونجاحها لغاية الآن لم يكن كاسحًا نظرًا لوجود قوى أساسية في المنطقة، حيث ايران التي تتحكم بمضيق هرمز، ووجود حركة أنصار الله في اليمن وسيطرتها على مضيق باب المندب،  ولا يمكن لمشروع الهيمنة أن ينجح من دون السيطرة على هذه الممرات البحرية.

 مداخلة  د. فوزي العلوي:

لن تسقط راية هدفها التخلص من ظروف الاستعباد والتبعية، ونحن نمثل لحظة تحرر حقيقي، ولحظة انعتاق كاملة، ولحظة انطلاق للتخلص من الاستلاب والعبودية نحو فضاء الحرية والتحرر. ونحن أمام مهام حقيقية وكبرى وأمام حالة حرجة لكنها ليست ميؤوس منها، وعلينا أن نستنهض الهمم، وأن يكون تشخصينا عميقًا وواقعًيا وعمليًا وفعالًا حتى نقدم البدائل الممكنة والناجعة والناجحة، وهذا يتطلب دائمًا التفكير العميق والمبادرة التفاعلية.

نحن مطالبون بإعادة هندسة الوعي المقاوم التي تتطلب وعيًا بالميدان والإمكانيات والنفوس والعقول والنصوص؛ فهي عملية شاملة ومتوازنة وحساسة نحو بناء ثلاثية ذهبية متكاملة قوامها: البرهان والبيان ثم الميدان؛ وهذه الثلاثية الذهبية هي القادرة على حفظ الأمانة والمضي بالرسالة الى مداها البعيد.

لدينا بعض المحطات التلفزيونية وهي محسوبة على المقاومة انخرطت في متاهات كان الاجدى أن تتجنبها، على سبيل المثال انخراط قناة الميادين في الوقوف الى جانب المعارضة التونسية ومواجهة الدولة، خاصة رئيس الجمهورية  الذي نتقاسم معه الثوابت الكبرى فهو يدافع دفاعًا شرسًا عن المقاومة، وضد الابراهيمية والتطبيع، وهو يدعو الى التخلص من سائر اشكال الاستيلاب والاستعمار، وأصدر احكامًا بحق انقلابيين من أحزاب وظيفية وأحزاب مرتبطة بالسفارات وأجهزة المخابرات الدولية منهم التنظيم العالمي للإخوان في تونس حركة النهضة، وأحزاب ليبرالية وكرتونية وغيرها، ومنهم رموز من الدولة العميقة.

الجو العام في تونس على المستوى الرسمي وعلى المستوى الشعبي والمؤسساتي داعم برمته وبكامله لفلسطين والمقاومة الا بعض الفلول الاخوانية والرجعية هنا وهناك.

على المقاومة والمحور وقادته ومنظريه وسياسييه الحذر من الاخوان المسلمين، وهؤلاء لا يمكن الوثوق بهم مطلقًا وهم ينقلبون علينا بين اللحظة والاخرى، ويبدو أن المشغل الاميركي راجع بعض الحسابات، ويراهن ليس على الوكيل، بل الأصيل من الجماعات التكفيرية: الدواعش والتكفيريين.

المقاومة لديها بعد عالمي، وهي تعبر عن روحية العالمية الجديدة والكونية الجديدة والانسانية الجديدة، وليست انسانية معطوبة مكسورة، بل انسانية عدالية، لذلك نحن بحاجة ان نحمل خطابًا عالميًا وليس معولمًا.

وعليه فإننا نشدد على أن امتداداتنا ومن ناصرونا هم في فنزويلا وافريقيا وغرب اسيا، وعلينا أن نجذرها ونخطط لبناء هذا الامتداد العالمي مع شركائنا في الجنوب العالمي.

  مداخلة د. محمود الهاشمي:

 أوجز مداخلتي، خاصة ما خص العراق بالنقاط الآتية:

1-إن الدعوة إلى حل الحشد الشعبي، وسحب سلاح فصائل المقاومة لم يأت عبر أي مسؤول أجنبي، أميركيًا كان أو غيره، بل إن هذه الدعوة قديمة رافقت تشكيل الحشد الشعبي، ويقودها الاعلام المضاد للتجربة السياسية في العراق بتحريض ودعم اميركي ومعهم دول الخليج ليقينهم بان هذا التشكيل لا يخضع لإرادتهم وعنوانه الاخر (المقاومة) و(حامي سيادة العراق).

وقد ارتفعت المطالبة بحل الحشد الشعبي وحصر السلاح بيد الدولة مع التغيير الذي حدث في سوريا، وكان هدفها اشغال العراق عن أحداث سوريا على اعتبار أنه الدولة الاكثر تأثرًا بالأحداث، والقادر على التدخل وخلط الأوراق. ومن المؤسف أن اعلامنا وقع ضحية هذه الحملة، وقد شارك في هذه الحملة بعض السياسيين العراقيين ممن هم محسوبون على (الوسطية) ومعهم عملاء اميركا، وكانت الخطة الاميركية من الدقة بحيث أرسلوا إلى العراق ثمانية وفود لمسؤولين اميركيين والمان وبريطانيين وغيرهم وصولًا إلى ممثل الأمين العام في العراق الحسان الذي زار مكتب المرجع الديني الاعلى السيد السيستاني ثم زار إيران؛ وهذه الوفود لم تورد عبارة حل الحشد، أو سلاح المقاومة، بل طمأنت رئيس الوزراء يومها بأن احداث سوريا تخص سوريا لا غير.  وللاطمئنان فان الحشد يزداد قوة ورصانة وتسليحًا وخبرة وثقةً وفصائل المقاومة لاتزال صاحبة القرار الفصل في أي حدث يطرأ.

2-الدعوة لحصر السلاح في يد الدولة لم تقتصر على العراق، بل هي مشروع بدأ الاعلان عنه بعد اعلان وقف إطلاق النار في لبنان، وبدأ من لبنان إلى العراق واليمن وغزة وصولُا إلى الاردن أخيرًا، وحتى إيران بإعلان نتنياهو تفكيك المفاعلات النووية الايرانية شبيه ما حدث في ليبيا والتركيز في الإعلام على عبارات: بعد هزيمة إيران في سوريا، وبعد الضربة التي تلقاها وكلاء إيران في المنطقة.

وهنا نقول إن المعركة مستمرة، فلا حزب الله سلم سلاحهـ ولا المقاومة في العراق سلمت سلاحهاـ ولا أنصار الله الحوثيين سلموا سلاحهم، ولا المقاومة في غزة سلمت سلاحها، وليس فيهم من خسر المعركة، بل إن الذين يفرون من سوح المعارك هم الجنود الصهاينة والبوارج الاميركية تحت مرمى أنصار الله، والمقاومة في العراق تزداد سلاحًا وشراسة ويدها على الزناد، وغزة تفاوض كما بدأت مصرة على ثوابتها، وإيران تفاوض اميركا مفاوضة الكفء بالكفء.. أما تركيا التي تآمرت على القضية الفلسطينية في سوريا فهي الخاسر الأول في هذا المخطط، وأميركا ذاهبة لسحب قواعدها من سوريا، وبعدها من العراق.

3- ما خص موقف العراق من الادارة الجديدة في سوريا فالرأي العام العراقي، ومعه طبقة السياسيين من الإطار التنسيقي وقيادات المقاومة وانصارهم وغيرهم لا يرون في الادارة الجديدة في سوريا سوى عصابة ارهابية قامت أو قعدت، وأنها قدمت لغرض تنفيذ الواجب لصالح اسرائيل. وما خص دعوة ابو محمد الجولاني لحضور القمة العربية المزمع عقدها في بغداد فقد ساد عدم الرضا أغلب الاوساط الشيعية السياسية والاجتماعية والدينية، وقد عبروا عن وجهة نظرهم بشكل صريح وواضح ومن دون لبس.

4-التحضيرات في العراق لإجراء انتخابات تشريعية لغرض انتخاب مجلس نواب جديد.. هذه الانتخابات مهمة لأنها تأتي في ظل تحولات اقليمية ودولية وداخلية، وحتمًا تترك أثرها على النتائج، إذ نعتقد أن تدخلاً خارجيًا سيكون على أوجه من قبل أميركا وبريطانيا وتركيا ودول الخليج للضغط على القرار العراقي المستقبلي، وعلى العلاقة مع الجارة إيران، والتوقع هو أن يحصد رئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني المقاعد الاكثر بسبب حجم الانجاز الخدمي خلال ولايته.

5- تؤشر الاحداث الدولية على أن الولايات المتحدة ذاهبة إلى الضعف والانحسار، ومجيء ترامب يشبه مجيء غورباتشوف إلى الاتحاد السوفيتي، ومهما بدأ منفعلًا فهو ذاهب ببلده نحو الهزال ثم الانهيار الحضاري. وقد بدأت ملامح ذلك عبر قراراته في الداخل والخارج، وسينعكس ذلك على القضية الفلسطينية التي مهما ظهر فيها العدو محققًا نصرًا الاّ أن زوال اسرائيل يقترب.

مداخلة الأستاذ  مصطفى المقداد:

تتسم المرحلة الراهنة بسياسة عدائية واضحة تهدف إلى محاصرة المقاومة الإسلامية اللبنانية بشكل أساسي لم تتوقف عند اغتيال القادة الكبار، وفي مقدمتهم سماحة السيد حسن نصر الله، ويلتقي في هذه السياسة قوى داخلية وإقليمية ودولية لم تتوقف مخططاتها مع توقيع اتفاق الهدنة مع لبنان، وما التصريحات المتتالية لشخصيات في الحكومة اللبنانية، واستدعاء السفير الإيراني من قبل وزير الخارجية اللبناني، واستمرار الأصوات المطالبة بحصر السلاح في يد الدولة، وغيرها إلا تعبير جلي وواضح بأن الهدف النهائي هو سحب سلاح حزب الله والمضي بالمشاريع الغربية والصهيونية المتوافقة مع سياسة التطبيع المتزايدة في ظل المتغيرات الإقليمية والعربية، خاصة بعد سقوط الأسد ووصول هيئة تحرير الشام والتنظيمات الجهادية المتعددة الى حكم سوريا، ومن المعروف ما بينها وبين حزب الله من حروب وعداوات لم تنته مفاعيلها على الرغم من مساعي حزب الله الواضحة لتجنب أي مواجهة مع الحكومة السورية الجديدة.

الوضع الإقليمي:

 إن كنا نريد مواجهة الواقع بدقة، فعلينا الاعتراف بالوقائع والمتغيرات الراهنة، وما تركت من توتر في العلاقات الدولية، وفي مقدمتها ازدياد حالة العداء العربية لإيران على الرغم من التحسن المضطرد في العلاقات السعودية الإيرانية، بل على العكس تماماً ربما كان بعض دول الخليج العربي من يدفع ويؤيد توجيه ضربة عسكرية إسرائيلية لإيران بذريعة السلاح النووي في ظل استمرار المفاوضات غير المباشرة في مسقط بين إيران والولايات المتحدة.

ولعل إعلام محور المقاومة أكثر ما يحتاج إلى آليات وطرائق أكثر إقناعاً تستطيع مواكبة الضغوط والحرب الإعلامية المتزايدة على محور المقاومة، وتمهد لزيادة الضربات الجوية الأميركية والإسرائيلية والبريطانية والغربية ضد اليمن، والتلويح بعمل بري لا نجد له أي معارضة على المستوى العربي أو الدولي.