قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية إن البحرية الإسرائيلية تستعد لاستقبال الجيل المقبل من السفن الحربية الصاروخية من فئة "ساعر 6"، والتي ستدافع خلال العقود القادمة عن الأصول البحرية الاستراتيجية الإسرائيلية من هجمات أعداء مثل حزب الله.
ويوم الأربعاء الفائت، استلمت البحرية الإسرائيلية رسمياً سفينة "آي إن أس ماغن" INS Magen ، حيث رفعت العلم الإسرائيلي على السفينة خلال حفل أقيم في حوض بناء السفن في كيل بألمانيا، وحضره قائد البحرية الإسرائيلية الأدميرال إيلي شارفيت وغيره من كبار المسؤولين.
وقال شارفيت إن السفينة "آي إن إس ماغن" إلى جانب السفن الجديدة الأخرى "هي سفن ممتازة ودقيقة ومثالية ومتعددة الاستخدامات" ستحمي الأصول الاستراتيجية لـ"إسرائيل" في مياهها الاقتصادية. وأضاف أنهم "مسلحون بأفضل أنظمة القتال الدفاعية والهجومية التي هي في طليعة التكنولوجيا العسكرية العالمية".
السفن بنيت في مدينة كيل بألمانيا بواسطة شركة "تيسين كروب للأنظمة البحرية"، ويتوقع أن تصل أولى السفن الست "آي إن إس ماغن" إلى شواطئ فلسطين المحتلة بحلول أوائل كانون الأول / ديسمبر وستبدأ عملها في العام أو العامين المقبلين. وستتبعها ثلاث سفن أخرى ومن المتوقع وصول الأخيرة بحلول نهاية عام 2021.
يتألف سلاح البحرية الإسرائيلي من وحدات دورية وغواصات (شايتيت 7) وقوات بحرية خاصة (شايتيت 13) وزوارق صواريخ (شايتيت 3). لكن السفن الجديدة، التي ستمنح البحرية ما مجموعه 15 سفينة صواريخ مع سفن صواريخ "ساعر5" القديمة التي تقترب من 30 عاماً، ستكون العمود الفقري للأسطول.
وعلى الرغم من أن سلاح البحرية صغير نسبياً مقارنة بسلاح الجيش الإسرائيلي الآخر، إلا أنه مكلف بحماية أكبر العمق الاستراتيجي لـ"إسرائيل"، أي حوالى 44000 كيلومتر مربع، من مساحة البحر، سواء تحت أو فوق سطح البحر، تقريباً ضعف المساحة الأرضية لـ"إسرائيل". كما سيحمي البنية التحتية الاستراتيجية مثل منصات الغاز الطبيعي، ويحمي ممرات الشحن التجارية، التي تجلب 98٪ من واردات "إسرائيل"، ويشارك في مهام بعيدة عن شواطئ الكيان.
وقالت الصحيفة إنه مقابل شمال فلسطين المحتلة، قام حزب الله بتخزين ترسانة تقدر بـ130.000-150.000 صاروخ تهدف إلى ضرب الجبهة الداخلية المدنية والبنية التحتية الإستراتيجية الإسرائيلية، مثل منصات إنتاج الغاز والسفن البحرية والتجارية في ممرات الشحن الإسرائيلية.
وأوضح أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله أن منصات الغاز ستكون أهدافاً للحزب في حالة اندلاع حرب أخرى، لكن مع وصول السفن الحربية الجديدة المزودة بتكنولوجيا متقدمة جديدة، تهدف البحرية إلى إحباط تلك التهديدات، بحسب "جيروزاليم بوست".
وعلى عكس سفن "ساعر 5" وهي الفئة التي لم يتم تصميمها للتعامل مع التهديدات الجوية القادمة، تم تصميم "ساعر 6" لمواجهة هذه المواقف بالضبط. وقيل لصحيفة "جيروزاليم بوست" إن شعار "ساعر 6" هو أنه لن "لا توجد إصابات".
ورغم أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لا يتوقع حرباً وشيكة مع حزب الله، إلا أن البحرية الإسرائيلي لا تفرق بين الحفاظ على أمن الكيان والاستعداد للحرب، وهي تستعد باستمرار للتدريبات، بحسب الصحيفة الإسرائيلية الناطقة بالإنجليزية.
وأضافت الصحيفة أن سفن "ساعر 6" هي جزء من استراتيجية الحرب متعددة الأبعاد الجديدة للجيش الإسرائيلي والتي تعد جزءاً أساسياً من خطة الزخم متعددة السنوات للجيش الإسرائيلي لهزيمة العدو بسرعة وكفاءة. بموجب الخطة، ستكون جميع أفرع الجيش مترابطة وستعمل معاً لزيادة عدد أهداف العدو التي ستدمر - معظمها من قبل القوات الجوية - ومساعدة القوات البرية على الخطوط الأمامية.
وفي حالة اندلاع حرب، سيتم نشر ما لا يقل عن سفينتين من طراز "ساعر 6" لحماية "المنطقة الاقتصادية الحصرية" ومنصات الغاز، بينما يساعد باقي الأسطول القوات البرية بقصف قوات العدو وأنظمة الأسلحة التي يمكن أن تستهدف كل من الجبهة الداخلية ومنصات الغاز، مع تدمير أي أهداف جوية يتم إطلاقها باتجاه الأصول البحرية والسفن البحرية في نفس الوقت.
وفي عام 2006، خلال "حرب لبنان الثانية"، أي عدوان تموز على لبنان، ضرب حزب الله سفينة "ساعر 5" بصاروخ مضاد للسفن C-802 صيني الصنع، وقتل أربعة بحارة. لقد كانت صدمة مدمرة لمؤسسة الدفاع الإسرائيلية ولا تزال متأصلة بعمق في ذاكرة البحرية، بحسب "جيروزاليم بوست".
جعل هذا الهجوم البحرية تدرك أن العدو كان يقاتل من الشاطئ وأدى ذلك إلى تغيير في المفهوم. فقد صُنعت صواريخ "ساعر 6" مع وضع هذا التفكير الجديد في الاعتبار، مع العلم أن العدو يقاتل بشكل غير متكافئ وأن سفن الصواريخ يمكنها التعامل مع التهديدات من الشاطئ وأن تكون مترابطة مع كل من القوات البرية والجوية لاكتشاف التهديدات وتدميرها.
تبلغ السرعة القصوى للسفن الجديدة، التي يبلغ طولها 90 متراً والتي يبلغ وزنها 2000 طن، 24 عقدة بمدى يصل إلى 2500 ميل بحري. زعلى الرغم من أنها ليست أطول من "ساعر 5"، فقد تم بناؤها للتعامل بشكل أفضل مع البحار الهائجة ويمكنها البقاء في الخارج لفترة أطول.
وسيتم تغطيتها في ما يقرب من 300 مصفوفة رادار ثابتة يمكنها الكشف عن التهديدات الجوية القادمة التي يمكن إسقاطها إما عن طريق صواريخ القبة الحديدية (البحرية)، أو بطاريتين من طراز "باراك 8" لإسقاط صواريخ كروز أو الصواريخ الباليستية القادمة.
بالإضافة إلى أنظمة الدفاع الصاروخي الاعتراضية، ستحتوي السفن أيضاً على 16 صاروخاً مضاداً للسفن، أحدها 76 ميليمتراً، ومدفع Oto Melara Super Rapid الرئيسي، ومدفعان من طراز Typhoon 25 ملم، ومدفعين من 324 ميليمتراً، وقاذفات طوربيد MK54 خفيفة الوزن.
وستكون كمية القوة النارية على السفينة هائلة بالنسبة لحجمها. وسيتم تجهيز كل منها كذلك بأنظمة الحرب الإلكترونية والإلكترونية ورادار EL / M-2248 MF-STAR النشط الممسوح إلكترونياً من "إلتا" Elta والقادر على تتبع الأهداف الجوية والسطحية.
وللمرة الأولى، ستكون السفن قادرة على إيواء أفراد الطاقم الإناث، واللواتي سيشكلن 25٪ من طاقم السفينة. وستتم مساعدتها بمركبات جوية بدون طيار ومنصة هبوط مطورة لأحدث طائرات الهليكوبتر البحرية الإسرائيلية.
وفي حديث لصحيفة جيروزاليم بوست في مقابلة أجريت أخيراً على متن سفينة INS Lahav، وهي سفينة من طراز "ساعر 5"، أثناء دورية إلى منصة الغاز ليفياثان، وقال الأدميرال إيال هاريل، رئيس العمليات البحرية في الجيش الإسرائيلي، إن السفن الجديدة مصممة خصيصاً لتلبية احتياجات "إسرائيل". وقال: "نحن نؤمن المنطقة الاقتصادية الخالصة بأكملها، وبالتالي مع كل التهديدات في هذه المنطقة، نحتاج إلى السفن الجديدة بكل أنظمة أسلحتها المتطورة. علينا أن نكون ديناميكيين في حماية أصولنا". وأضاف: "إنها أفضل وأحدث وأسرع، بل أكثر تعقيداً، لكنه مصممة خصيصاً لهذه المهمة".