معركة طوفان الأقصى المجيدة لو ربطنا أطراف خيوطها بأطراف خيوط ما يحصل في أوكرانيا لكنا تأكدنا بأن معركتين في أهم منطقتين إستراتيجيتين خارج حدود أوروبا الغربية تنزفان بفعل الشر الأميركي والصهيوني، 
حسابات واشنطن والناتو الخاطئة باستنزاف روسيا وإضعافها تمهيداً للسيطرة عليها باتت من الماضي الذي لا يمكن أن تتطابق مع واقع ما يجري على الأرض في أوكرانيا، في الخنادق الأوكرانية تستطيع أن ترى هزيمة الناتو وعلى وجوه القادة الأوكران ملامح الإستسلام بَدَت واضحة، 
وفي فلسطين ومحيطها لم يختلف الأمر كثيراً، فإسرائيل التي أحرقت كل شيء حَي في قطاع غَزَّة لا زالت تكابر وتكمل المسير باتجاه تهجير الفلسطينيين منه إلى سيناء وطرد سكان الضفة الغربية نحو الأردن حيث بدأت عملياتها العسكرية في نابلس وطوالكرم ومخيم جنين وغيرهم، وتجريف البُنَىَ التُحتيَة وقتل كل أشكال الحياة في المخيمات التي يطبق عليها شبح الموت بمباركة السلطة الفلسطينية وسط صمت قادتها لا بَل كل ذلك بمساعدتهم للصهاينة ضد أبناء جِلدَتهم، 
أما في لبنان الوضع مختلف تماماً، 
نتنياهو مُحبَط وحزين نتيجة ما ذآقَ جيشَهُ من مُر الموت طيلة عشرة أشهر ولم تنتهي المعركة بعد تشتد حيناً وتخف أحياناً بوتيرة غير منضبطة لكن المقاومة التي تراقب تحركات العدو تمنعه من نقل قدمه من مكان إلى آخر داخل فلسطين المحتلة، وتشمل ضغطاً عسكرياً كبيراً كلما ضغط العدو على المقاومة الفلسطينية في غزة، داخل الضفة بمباركة عربية المخيمات تُسحَق بالتعاون مع سلطة محمود عباس،
المخطط الصهيوأميركي يسير على قدمٍ وساق وسط صمت دولي لكن الأمر لم يَمُر مع المقاومة الفلسطينية مرور الكرام فإنها نتيجة ما إرتكبه العدو من جرائم في جنين وطوالكرم ومخيمات أخرىَ إضطرت لتوسيع دائرة الإشتباك مع هذا العدو،
لبنان الداخل لا يقل تأَزُماً وصعوبة عن الخارج حيث خرجت الثعابين والأفاعي من جحورها وأخرجت ألسنتها تُلَعلِع ضد المقاومة وتنفث سمومها في جسد المجتمع،
بيئة المقاومة تتصدى لأولئك المُرَجفين وتتوعدهم بيوم أسود ومجيد إذا ما دارت الدوائر وحصل أي إنفجار داخلي لأن دفتر الدين إمتلئ ورأس مال الصبر شَح والأيام والليالي والساحات بيننا،

إسرائيل سقطت
عملائها سقطوا معها