السعودية، منذ نشأتها كدولة ملكية، تعاملت مع حركات المقاومة في المنطقة بوصفها تهديدًا مباشرًا لبنيتها السياسية وشرعيتها، وليس كحركات تحرر وطني تستحق الدعم. هذا الموقف المتجذّر جعلها، على امتداد عقود، تصوغ سياساتها الخارجية على أساس تحجيم أي قوة مسلّحة أو فاعل غير دولتي يرفع شعار مقاومة الاحتلال أو يملك قاعدة شعبية يمكن أن تشكل مصدر إلهام أو حراك معارض داخل المملكة. ورغم تبنيها خطابًا إعلاميًا عربيًا وإسلاميًا حول دعم القضية الفلسطينية، فإن سلوكها العملي كشف ميلًا متصاعدًا نحو التماهي مع المحاور الغربية والإسرائيلية، وصولًا إلى المشاركة السياسية والإعلامية واللوجستية في محاصرة قوى المقاومة وتجفيف بيئاتها الشعبية.