• اخر تحديث : 2025-09-09 16:05
news-details
تقارير

تتزايد الأدلة بشأن استخدام منظمات أميركية غير ربحية واجهة لتمويل عمليات للجيش الإسرائيلي، من خلال حملات تبرع معفاة من الضرائب تخصص لشراء معدات عسكرية، بينها مسيرات وأنظمة حماية فردية، تُستخدم في الحرب على غزة وتعزيز الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة.
 
قادت منظمة "أصدقاء يهودا والسامرة في أميركا" حملة بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، لجمع أموال لشراء مسيّرات وخوذ وسترات واقية وحقائب طبية، وقدمت هذه المعدات مباشرة لوحدات إسرائيلية تنشط داخل غزة والضفة الغربية.
 
نشرت المنظمة مقاطع مصورة تظهر تسليم مسيّرات ومعدات لجنود من لواء المظليين 646، وهو اللواء الذي يقوده ضباط أطلقوا تصريحات علنية تنادي بإبادة سكان غزة، وقد كتب أحدهم: "في غزة لا يوجد شخص بريء، وقنبلة نووية على القطاع لا تكفي لمعاقبة هؤلاء الجراثيم".
 
 المنظمة التي تأسست مطلع 2023، تعلن نفسها "الجهة المرجعية لكل ما يتعلق بيهودا والسامرة"، ويقودها رجال أعمال أميركيون على صلة وثيقة بالمؤسسات الاستيطانية، مثل مجلس "يشع"، الذي يضغط علنا من أجل ضم الضفة الغربية ومنع قيام دولة فلسطينية.
 
وتكشف إقراراتها الضريبية لعام 2023 أنها قدمت معدات وقائية ومسيّرات لـ"حماية السكان"، لكنها في الواقع وجهت لوحدات قتالية، كما جمعت أكثر من 137 ألف دولار، خصصت معظمها لمشروع "آري فولد" الذي يزوّد الجيش الإسرائيلي بالمعدات الميدانية.
 
بالتوازي مع غزة، أطلقت المنظمة حملة بعنوان "الطوارئ من أجل الشمال" لجمع الأموال من أجل تجهيز الجيش بمعدات لمواجهة حزب الله اللبناني، شملت مسيّرات وأنظمة ألياف بصرية.
 
اللافت أن المنظمة تسوق نشاطها على أنه عمل "توعوي وتعليمي" يستهدف الأميركيين وصناع القرار، لكنها في الواقع تمثل جسرا بين المتبرعين في الولايات المتحدة والوحدات القتالية الإسرائيلية.
 
"أصدقاء يهودا والسامرة في أميركا" ليست الوحيدة، فالعام الماضي تم كشف جمعية أخرى باسم "أصدقاء وحدة القناصة المظليين 202" جمعت أكثر من 300 ألف دولار لدعم وحدة عسكرية إسرائيلية ظهرت في مقاطع وهي تطلق النار على فلسطينيين عزل في غزة.
 
"الصندوق المركزي لإسرائيل"، مول في السابق جماعات تعمل على تهجير الفلسطينيين من القدس المحتلة، وذكر أن تقارير إسرائيلية تشير إلى أن جمعيات أميركية مسجلة حولت نحو 220 مليون دولار إلى منظمات استيطانية بين 2009 و2013.
 
ومن بين الجهات الناشطة أيضا منظمة "أصدقاء إسرائيل" (المعروفة رسميا بـ"مؤسسة أصدقاء العالم")، التي جمعت أكثر من 12 مليون دولار لشراء معدات عسكرية، بينها مسيّرات مزوّدة بكاميرات حرارية تصل تكلفة الواحدة منها إلى 10 آلاف دولار.
 
قادة هذه المنظمات يرتبطون مباشرة بالمؤسسة السياسية والعسكرية الإسرائيلية، فغابرييل بوكسر، مدير "أصدقاء يهودا والسامرة"، يظهر باستمرار برفقة الجيش داخل غزة، ويروج عبر حساباته لعمليات تفجير منازل الفلسطينيين، واصفا الحرب بأنها "عادلة"، وهو في الوقت نفسه مستشار سياسي لعضو كنيست بارز.
 
يعرف موقع دروب بوست نيوز الأميركي نفسه بأنه موقع أخبار مستقلة عن السياسة والحرب، أسسه الصحفيون الاستقصائيون رايان غريم، وجيريمي سكاهيل، ونوسيكا رينر