• اخر تحديث : 2025-10-08 15:26
news-details
تقدير موقف

تقدير موقف سياسي - في الذكرى الثانية لـ 7 أكتوبر.
 
بلا تهويل ولا تهوين…  
 
ما قبل 7 أكتوبر ليس كما بعده، فـ"طوفان الأقصى" لم يكن حدثًا عابرًا، بل زلزالًا سياسيًا وميدانيًا ضرب عمق الكيان وأربك حسابات حلفائه.
 
منذ أكثر من قرن، والشعب الفلسطيني يخوض معركة متواصلة ضد مشروع استعماري اقتلاعي. ومع أن منظمة التحرير قَبِلت – منذ عقود – بفكرة الحل السياسي القائم على دولة فلسطينية في حدود 1967، وتعامل العالم معها كـ"ممثّل شرعي وحيد"، فإن المجتمع الدولي قدّم لها حقن تخدير سياسي باسم "عملية السلام"، دون أن يُقدم أي نتائج ملموسة.
 
صفقة ترامب الأولى، ثم خطته الثانية، مثلتا محاولة علنية لتصفية ما تبقى من المشروع الوطني الفلسطيني، خصوصًا مع تكليف طوني بلير سابقا بترتيب إدارة غزة بشكل منفصل. الخطة تتجه نحو تدويل القطاع، وتهميش فكرة الدولة، والإبقاء على "السلطة" بدور وظيفي شكلي.
 
لكن ما حدث في 7 أكتوبر أعاد خلط الأوراق. غزة، بقعة صغيرة على خارطة العالم، فجّرت المشهد بالكامل، وكشفت زيف التوازنات، وهشاشة الكيان، وفشل كل مشاريع الاحتواء.
 
غزة التي قاومت نابليون والإسكندر، وصمدت أمام محاولات التوطين والتدويل، وسمّيت باسم "هاشم" جدّ النبي محمد صلي الله عليه وسلم، قدّمت للعالم مشهدًا لا يُنسى: شعب محاصر، يقاوم، يصبر، ويقدّم الدم في سبيل الكرامة. 
لم تعد القضية إنسانية فقط، بل سياسية وثورية بامتياز.
 
تفكيك السردية الصهيونية:
 
-جيش الاحتلال ظهر هشًا، يفقد تماسكه، ويتهرب من المواجهة.
-صورة "الديمقراطية الوحيدة" سقطت أمام جرائم الحرب والمجازر وسقطت معها السردية الصهيونية التي تشكلت علي مدار عقود بانها ضحية.
-صواريخ المقاومة كسرت "تحصين الكيان"، وجعلت تل أبيب مرمى دائمًا.
-المسيرات العالمية أعادت الاعتبار للقضية بعد أن أرادوا طمسها.
-الإيمان بأن الكرامة تحتاج إلى ثمن، أصبح قناعة شعبية.
 
وعليه…  
تتحرك أمريكا بقلق شديد، تريد خطة سلام اضطرارية، لا تنبع من عدالة، بل من الخوف على الكيان من الانهيار. فالمقاومة التي صمدت عامين، وأحرجت المنظومات العسكرية والسياسية الغربية، يجب – حسب واشنطن – أن تُهزَم "بالحوار" بعد أن فشل إسكاتها بالقوة.
 
اللحظة الراهنة ليست للتشفي أو الإقصاء أو الشطب، بل للوحدة والاستثمار:
 
-إن ما تحقق ليس انتصار فصيل، بل انتصار مسار نضالي.
-الوحدة اليوم ضرورة، لا ترفًا والمطلوب تكامل الدور الفلسطيني والعربي والإسلامي.
-ما يطرح من مشاريع سلام أو "إعمار مقابل نزع السلاح" ما هو إلا محاولة لسرقة ما فشلوا في كسره بالقوة.
 
في الختام…  
الكيان في أضعف حالاته، لكن الخطر الحقيقي يكمن في تعويم الاحتلال بوجه إنساني دولي جديد.
 
المطلوب: 
مراكمة القوة، وترسيخ الوحدة، واستثمار الزخم، ورفض أي هندسة جديدة للمنطقة لا تضمن للشعب الفلسطيني دولته الكاملة وحقوقه غير القابلة للتصرف.