• اخر تحديث : 2025-12-01 15:31
news-details
مقالات عربية

أبعاد العلاقات العراقية الامريكية، كيف ستتعامل واشنطن مع بغداد في المستقبل؟


مقدمة:
 
تعتمد العلاقة المستقبلية بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية على الخطط الإستراتيجية التي من الممكن إسقاطها على أرض الواقع، بمدد زمنية مختلفة، مع التركيز على أن يكون أمر الاقتصاد العراقي مفوض إليها كلياً كما هو حاصل حالياً  مع الاحتفاظ بوجود عسكري ظاهره ناعم :الاستشارة،  وباطنه خشن: الطائرات المسيرة وربط مهماتها القتالية المباشرة مع تطور الأوضاع الإقليمية، ومن اللافت للنظر إن أمريكا تريد من العراق أن يكون مثلما تريد تماماً، وإمكانية تغييره للخارج يتوقف على...
 
.  تشتيت الحكومة القادمة ومن ثم الحكم عليها من خلال ما ستفعله وليس ما تقوله.
.  تسخير قوة الشباب العراقي في اماكن أخرى "خلق مساحات لهو جديدة لهم" غير الانخراط في صفوف المقاومة.
. جمع المقاومة تحت مظلة الدولة، بما فيها الحشد الشعبي، والنظر إليه على أنه لفيف عسكري "ناقص الشرعية" مع أخذ المواثيق المشددة على ألا يتصرف خارج سيطرة السلطات العليا في البلاد.
 
 
  تحليل اتجاهات العلاقة  المستقبلية بين البلدين:
 
أولًا . نضوج الرؤية الأمريكية تجاه القوات الأمنية غير النظامية (فصائل المقاومة، والحشد الشعبي) من وجهة نظر أمريكية، والعمل على تسويتها بالطرق الدبلوماسية، ويفضل لها أن تكون بالملاعب السياسية لدعم الأطر الوطنية، بعيداً عن الميادين القتالية، لترتيب عناصر المقاومة من جديد، ويمكن أن نطلق عليها عملية التفكيك الناعم
 
ثانياً.ربط كل النشاطات الأمنية للقوات النظامية العراقية بالموافقات الأمريكية.
 
ثالثاً. تخفيف التوترات الأمنية العراقية ـ السورية، والعراقية ـ التركية مع استمرارية قبول الحكومة العراقية القادمة بالاحتلال التركي لشمال العراق.
 
رابعاً. استمرار التحكم بالمجال الجوي العراقي بالكامل، وفق ما معمول به حالياً.
 
الاقتصادية:
 
استمرار ربط الاقتصاد العراقي بالتفويض الأمريكي، للقيام بمهمة تنقيط الأموال للحكومة العراقية القادمة وعلى مراحل.
 
أمريكا ورسم العلاقات العراقية الإقليمية مستقبلاً:
 
مع تركيا: تنظر واشنطن لأنقرة على أنها شريك مركب سياسياً وعسكرياً، ومتناقض الأهداف، ولا يمكن فهمها والتعامل معها إلا من خلال العراق، ولا تريد لأنقرة أن تشعر بتهديدات قادمة من العراق، ويمكن لبغداد أن تتعامل معها على أنها منفذ جيد لإمداداتها النفطية من خلال الوصول إلي تسويات معينة ترضي البلدين.
 
مع السعودية: من الجيد جدا لأمريكا أن تكون العلاقات العراقية ـ السعودية، بأفضل حالاتها، وستحاول الادارة الأمريكية رسمها على هذا النحو، فكلما كانت العلاقة قوية ستعود بالنفع على واشنطن بالدرجة الأهم.
 
مع إيران: ستحاول أمريكا الدفع باتجاه إبعاد بغداد قدر الامكان عن طهران، وتأطير اي قرار تتخذه الحكومة القادمة مع إيران فيما أذا كان جيد للمصالح الأمريكية أم لا، وستعامل معه على هذا الاساس.
 
مع سوريا: ما ورد في (ثالثاً) من فقرة تحليل الاتجاهات المستقبلية بين البلدين.
 
أمريكا ورسم العلاقات العراقية الدولية مستقبلاً:
 
مع الصين: تنظر أمريكا إلى العلاقات العراقية ـ الصينية، تهديد صريح لحصتها في الأسواق العراقية، وأن اي تقارب بين بكين وبغداد يعني؛ هناك مساعي صينية لتحقيق توازن إستراتيجي ضد واشنطن، بالإضافة إلى مخاوف الإدارة الأمريكية من تزايد النفوذ الصيني على النخب السياسية العراقية، مما يؤدي إلى التأثير على العلاقات العراقية الأمريكية.
 
مع روسيا: ترى الإدارة الأمريكية، أن أي تقارب في العلاقات العراقية ـ الروسية، يعني انتقال التعاون إلى مراحل متقدمة مع موسكو، في مجالات التسليح والتدريب والاستشارة، وبالأخص إذا كان رئيس الوزراء القادم هو السيد نوري المالكي.
 
الخاتمة:
 
الادارة الأمريكية ترى في العراق ما لا تراه في دول اخرى، لكونه بلد مهم إستراتيجيا، ويوفر الفرصة التي انتزعتها بالقوة بعد أن صرفت عليها ملايين الدولارات، لتكون حجر الزاوية في محيط المنطقة الإقليمية، والبيئة التي تبقيهم على مرمى حجر من استمرار سيطرتهم على كل المنطقة الإقليمية.