نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية تقريراً أعده مارتن تشولوف ومايكل صافي بعنوان: "دماؤنا أرخص من الماء.. غضب في العراق بسبب العفو الذي أصدره ترامب".
ويقول التقرير إن العراقيين ردوا بغضب على قرار العفو الرئاسي الذي أصدره الرئيس دونالد ترامب بحق أربعة حراس أمن من شركة بلاك ووتر الأمنية الذين سُجنوا لارتكابهم مذبحة في العراق عام 2007، أثارت غضبا على استخدام المرتزقة في الحرب.
فقد أطلق الحراس الأربعة - بول سلاو وإيفان ليبرتي وداستن هيرد ونيكولاس سلاتن - الذين كانوا ضمن قافلة أمنية، النار بشكل عشوائي بالبنادق الآلية وقنابل يدوية على حشد من مواطنين غير مسلحين في وسط بغداد، ما أسفر عن مقتل 14 شخصا مدنيا بينهم طفل في التاسعة من العمر وإصابة الكثيرين.
وكانت عمليات القتل، بحسب التقرير، واحدة من أسوأ الأمور في الغزو الأمريكي للعراق، ورأى العديد من العراقيين الإدانات التي تعرض لها الحراس حينها على أنها أمر نادر، حيث تم محاسبة المواطنين الأمريكيين على الفظائع التي ارتكبت في أعقاب ذلك. لكنهم سرعان ما وصفوا قرار الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته بأنه "صفعة قاسية" وإهانة.
وأدين القتلة عام 2015. وأثناء المحاكمة، قال محامو الدفاع إن موكليهم (مقاولي بلاك ووتر) ردوا بإطلاق النار بعد أن تعرضوا لكمين من قبل مسلحين عراقيين. لكن مذكرة من الحكومة الأمريكية قالت "لم يكن أي من الضحايا مسلحا، ولم يشكلوا أي تهديد".
وأعلنت الحكومة العراقية، عقب الحادث، عن حظر فوري على شركة بلاك ووتر بعد عمليات القتل - رغم أنها استمرت في العمل في البلاد حتى عام 2009 - وتوقفت وزارة الخارجية في نهاية المطاف عن استخدام الشركة لتوفير الأمن الدبلوماسي.
ويؤكد التقرير أن الرئيس الأمريكي القادم، جو بايدن سيتعرض لضغوط شديدة من قبل المسؤولين العراقيين لعكس القرار. فقد قال أحد مساعدي رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي "سيكون العفو أول ما سنناقشه معه".