• اخر تحديث : 2024-12-28 19:19
news-details
مقالات عربية

الإنفجار الكبير - هكذا يُطلق على اعلان حزبي "الليكود" و "يسرائيل بيتينو" خوض الانتخابات للكنيست القادمة بقائمة مشتركة


"يسرائيل بيتينو"، حزب وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، رفع هذا الحزب منذ يومه الأول علما عنصريا معاديا للمواطنين العرب داخل اسرائيل، ولا اتحدث عن المناطق المحتلة حيث دعا ليبرمان رسميا بصفته وزيرا لخارجية اسرائيل ونائبا لرئيس الحكومة وعضو الحكومة المصغرة (كابينيت) للشؤون الأمنية والسياسية، الى "التخلص" من أبو مازن (محمود عباس) رئيس السلطة الفلسطينية، وطرح حزبه على الكنيست سلسلة قوانين عنصرية معادية للديمقراطية، ضد العرب وضد المنظمات اليهودية الإنسانية.

زعيم "يسرائيل بيتينو"، ليبرمان نفسه، يواجه تهما خطيرة جدا، تتتعلق بملايين الدولارات التي تدفقت، حسب التهم المعدة في نيابة الدولة منذ سنة ونصف السنة (ولم تقدم لائحة اتهام ضده للمحكمة بعد لأسباب تثير الكثير من التساؤلات المقلقة) من أصحاب أموال كبيرة على شركات أجنبية يسيطر عليها ليبرمان، الى جانب اتهامة بملاحقته لأحد الشهود والضغط عليه، وترفيع أحد المقربين اليه في منصبه، بعد ان نقل اليه معلومات حساسة وسرية من تحقيقات الشرطة.

ببساطة نحن امام اتحاد سياسي فاشي، هكذا قيم كتاب ومفكرين يهود "الإنفجار الكبير". بل وذهبت صحيفة "هآرتس" العبرية الى الطلب من مستشار الحكومة القضائي، ان يعمل على تسريع تقديم النيابة للائحة الاتهام ضد ليبرمان ليستبدل كرسي وزارة الخارجية بكرسي المتهمين في المحكمة.

الصحفي الجريء غدعون ليفي من "هآرتس"، نشر مقالا مثيرا يقول فيه ان خطاب نتنياهو في المؤتمر الصحفي المشترك مع ليبرمان لإعلان الذهاب لإنتخابات بقائمة واحدة ، والذي استغرق (4) دقائق فقط، ذكرت فيه كلمات "قوة" و "قدرات قوية" (13) مرة، وانه لم يكن خطابا مماثلا لهذا الخطاب في اسرائيل ، وكتب : لم يجرؤ أي زعيم ديمقراطي ان يلقي خطابا كله عن القوة والقوة والقوة فقط ولا شيء غير القوة، دون أن يقول شيئا آخر، حتى ضريبة كلامية للأيديولوجيا التي يمثلها لم ترد على لسانه، وهو أمر لا شبيه له مطلقا منذ الديمقراطية الأمريكية القديمة وحتى ايامنا هذه. وحتى محمد مرسي ما كان يتجرأ ان يلقي خطابا مشابها كله شهوة للقوة.

بالطبع هناك تخبط واسع في أحزاب المركز واليسار الإسرائيلي، امام البيغ بانغ "الليكود بيتينو". أحاديث عن تشكيلات حزبية، عن انسحاب أعضاء كنيست من قوائم أحزابهم وانضمامهم لأحزاب أخرى، عن قوائم جديدة تشكل، عن تردد قوى سياسية في خوض الانتخابات، و"البيج بانغ" يدوي بقوة في الحياة السياسية داخل اسرائيل، والخارطة السياسية للإنتخابات القادمة لم تتضح بعد بكل تفاصيلها.

اسرائيل امام امتحان صعب جدا، قد يشكل فوز نتنياهو ليبرمان مرحلة مغامرات عسكرية لا سابقة لها في تاريخ الحروبات في الشرق الأوسط، وليبرمان أكد انه يواصل مشروعه لتغيير طريقة الانتخابات نحو اقامة نظام رئاسي في اسرائيل، أي تضييق الخناق على ما تبقى من ديمقراطية.

المتفق عليه بدون اعلان رسمي، هو استمرار نهب الأرض الفلسطينية، ودفع الفلسطينيين نحو النهر، لأن فلسطين هي الأردن حسب نظرية ليبرمان والكثيرين من قادة الليكود ونتينياهو يعمل على تبني رأي " خبير قانوني" اسرائيلي يدعي ان الضفة الغربية أرض بلا مالك ويحق لاسرائيل ان تسيطر عليها. وغني عن القول ان توجيه ضربة عسكرية لإيران وغيرها من الدول التي تعتبرها اسرائيل مارقة، ستكون اسهل للتنفيذ مع القوة السياسية التي يطمح اليها نتنياهو وحليفة ليبرمان.

القضايا الاجتماعية، قضايا الغلاء والإفقار الزاحف والعدالة الاجتماعية وسد الثغرة الإقتصادية الآخذة بالتوسع بين فقراء اسرائيل واغنيائها، وتخصيص ميزانيات للقضايا الاجتماعية والصحية والتعليم، لم تحظ بأي كلمة في المؤتمر الصحفي ل "الإنفجار الكبير". الذي يمكن تلخيصه بأنه اعلان مرعب للقوة والقوة والقوة..!!

وهل بالقوة فقط يأكل شعب اسرائيل خبزا؟

الشرق الأوسط كله امام واقع كارثي. من الصعب معرفة ما قد يغير من عقلية القوة المجنونة، ولكن حلمنا الإنساني ان تسقط عقلية القوة، لمصلحة كل شعوب الشرق الأوسط بما فيهم اليهود أيضا.

لعل خطاب القوة الذي رافق الانفجار الكبير يكون انفجارا شعبيا لصد فاشية "الليكود – بيتنو" التي لم تقدم بشارة انفراج وسلام ورفاهية اجتماعية للمواطنين في اسرائيل، يهودا وعربا!!

طبعا الوسط العربي في اسرائيل له حساباته الخاصة، وكلها للأسف حسابات شخصية (انتهازية) مغلفة بتكرار ممل لشعارات أصبحت أشبه بالخرق المهلهلة، وواقع حزبي، فكري، تنظيمي وقيادي مأزوم.