الرئيس الأميركي دونالد ترامب مسؤول عن الفوضى التي جرت للعلاقات مع تركيا. فقد تغاضى عن شراء أنقرة نظام الدفاع الروسي "إس-400" (s-400) وجاء الآن لفرض عقوبات ضدها، لكن للرئيس المنتخب جو بايدن فرصة لإصلاح هذه العلاقة المهمة.
جاء هذا في مقال للباحثة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية أصلي أيدنطاشباش بصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، أشارت فيه إلى أن تركيا كانت ذات يوم حليفا قويا للولايات المتحدة، وأخطأت خطأ استراتيجيا كبيرا بشرائها النظام الدفاعي الروسي غير المتوافق مع أسلحة حلف الناتو.
الرئيس المنصرف وعد بغطاء لتركيا من عقوبات الكونغرس
وقالت الباحثة إنها، وبحكم أنها غطت العلاقات الأميركية التركية على مدار العقد الماضي، فوجئت برؤية الولايات المتحدة تثير القليل من الجلبة حول نظام "إس-400" عامي 2017 أو 2018، إذ كانت لقاءات ترامب الثنائية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تدور حول الإشادة بالأخير، وكان تركيز ترامب ينصب على تأمين الإفراج عن أندرو برونسون، القس الإنجيلي المسجون في تركيا.
وأضافت أن ترامب تبنى علنا حجج تركيا لشراء نظام "إس-400" وقدم غطاء من عقوبات الكونغرس، ووعد وراء الكواليس بإزالة الضغط.
وعندما تحدث ترامب عن هذه القضية بقمة مجموعة العشرين في أوساكا اليابانية، في يونيو/حزيران 2019، كرر نقاط الحديث التركية حول سبب شراء هذا النظام الروسي، وركز على مفاوضات أنقرة بشأن صاروخ باتريوت الأميركي مع الرئيس السابق باراك أوباما، قائلا إن أردوغان كان يريد شراء باتريوت، لكنهم لم يبيعوه له فذهب إلى روسيا، وعقد صفقة لشراء "إس-400" ودفع الكثير من المال. ووعد ترامب أردوغان بأن إدارته لن تسعى إلى فرض عقوبات.
لولا ترامب لما اشترى أردوغان الصواريخ الروسية
ومضت الباحثة تقول: لو كان أي أحد في مكان أردوغان سيستنتج أن واشنطن موافقة ضمنيا على شرائه نظام الدفاع الروسي، مضيفة "لولا ترامب، أشك في أن الزعيم التركي كان سيشتري إس-400".
وبعد فوات الأوان أواخر 2019، تحرك الكونغرس ليضغط على ترامب، الأمر الذي أجبر الأخير لدعوة أردوغان وزعماء الكونغرس إلى جلسة متلفزة جزئيا لمعالجة المشكلة بالبيت الأبيض، مع بقاء الرئيس الأميركي على "الحياد" خلال المناقشة الساخنة.
معايير واضحة
ولكن الآن، تقول الباحثة، ومع فرض العقوبات أخيرا، وتوجه ترامب للخروج، سيكون على إدارة بايدن وضع معايير واضحة لاستعادة العلاقات مع تركيا تشجع أردوغان على الموافقة على حل يحفظ ماء الوجه ويسمح لأنقرة بالاحتفاظ بمنظومة إس-400، أو حجزها في مستودع.
وأضافت بأنه يجب البدء بـ "إعادة الضبط" التدريجي بتسوية مشكلة الصواريخ الروسية، وإصلاحات حقوق الإنسان في تركيا، ووضع سياسة مشتركة في سوريا، مشيرة إلى أن ذلك سيسمح للبلدين بإنقاذ ما تبقى من حلف الناتو، وإبقاء تركيا داخله، وتمهيد الطريق لحل وسط في أزمة شرق البحر المتوسط.