• اخر تحديث : 2024-05-09 10:45
news-details
كتب

"فيروس كورونا يمثل الحالة الأمثل لرأسمالية الكوارث"، هذا أبرز ما ركزت عليه الباحثة الاقتصادية الكندية نعومي كلاين في حوار مع موقع VICE MEDIA GROUP في آذار الماضي، مشيرةً إلى التصاقه بنظام رأسمالية الكوارث وسياساته العنيف، ويتطلب الإرهاب أحيانًا ليقوم بعمله. فقد مهّدت الأزمة المالية الآسيوية في العام1997 الطريق أمام صندوق النقد الدولي لفرض برامجه بالمنطقة، وبيع شركات حكومية لبنوك أجنبية، وشركات متعددة الجنسيات.
 
وقد شكّل نظام رأسمالية الكوارث موضوع كتابها المعنون: "عقيدة الصدمة: صعود رأسمالية الكوارث"، وتسمي فيه كلاين هذه السياسات بسياسة  العلاج بالصدمة، كما توضح تأثير سياسات مدرسة شيكاغو في مجال الاقتصاد على الدول التي طبقتها سياسيا واجتماعيا، ابتداء من إندونيسيا سوهارتو إلى تشيلي والأرجنتين والبرازيل ثم روسيا وشرق آسيا وصولا إلى العراق حيث يقوم مذهب رأسمالية الكوارث على استغلال كارثة ما، سواء كانت انقلابا ، أو هجوما إرهابيا، أو انهيارا للسوق، أو حربا، أو كارثة طبيعية، أو إعصارا من أجل تمرير سياسات اقتصادية واجتماعية يرفضها السكان في الحالة الطبيعية كالقبول بحكومة انتقالية أو قاعدة عسكرية أو مساعدة دولية...
 
خصصت الكاتبة الجزء الأول للتجارب التي أخضع عالم النفس الكندي الشهير أيوين كاميرون لها مرضاه النفسيين من خلال عزلهم عن العالم الخارجي وتعطيل حواسهم تماما: ظلام لا صوت ولا لمس حتى، وبعد ذلك تعريضهم لموجات من التيار الكهربائي، وذلك بهدف مسح إدراك الإنسان وذاكرته كي تسهل برمجته والتحكم به..
 
وعرضت في الجزء الثاني  لعدد من الحروب والأزمات التي غيرت العالم، والكيفية التي عمل وفقها مذهب رأسمالية الكوارث على استغلال الكوارث الطبيعية والحروب والاضطرابات الاجتماعية، وذلك بهدف تمرير سياسات اقتصادية ومخططات اجتماعية تقوم على قبول قاعدة عسكرية، أو نظام سياسية جديد لزيادة نفوذها السياسي والمالي؛ وطرحت بعض الأمثلة من قبيل الانقلاب الذي قاده الجنرال أوغستو بينوشيه في العام 1973 في تشيلي بدعم من وكالة الاستخبارات الأميركية ضد حكومة سلڤادور آيندي المنتخبة، و استغلال مواطني نيو أورلينز بعد إعصار كاترينا . وذلك من خلال سياسة" العلاج بالصدمة" كما سمّتها الكاتبة؛ مشيرةً إلى أن سياسة العلاج بالصدمة بدأت مع مدرسة شيكاغو في الاقتصاد التي خرجت من كلية الاقتصاد في جامعة شيكاغو على يد المفكر الاقتصادي ملتون فريدمان، أو عراب رأسمالية الكوارث كما سمّته الكاتبة، وتبنتها الإدارة الأميركية على مدى العقود الأربعة الماضية.
 
وتقول: إن رأسمالية الكوارث  لم تبدأ بكارثة الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، بل تعود أصولها إلى جامعة شيكاغو منذ خمسين عامًا بقيادة ميلتون فريدمان... لهذا الزعيم والمنظر العديد من الأتباع من رؤساء الدول والحكومات في أميركا  وبريطانيا وروسيا،  وحتى طغاة العالم الثالث... تخرّج من مدرسته المحافظون الجديد في أميركا... وتجربة التشيلي كانت أول حقول تجارب فريدمان عندما كان مستشارًا للديكتاتور أوغستو بينوشي مشيرًاً عليه باستغلال صدمة الانقلاب أواسط السبعينيات، وامتدت أفكاره في العلاج بالصدمة إلى دول مثل سريلانكا وبريطانيا ويوغوسلافيا والصين وحتى أميركا التي سلمت فيها إدارة بوش زمام الحرب على الإرهاب إلى شركتي هيلبورتن وبلاكووتر بعد أحداث 11 سبتمبر.
 
للاطلاع على الكتاب الضغط على الرابط