يتناول هذا الكتاب بالبحث والتحليل "فلسفة التاريخ عند السيد علي الخامنئي"، ويقدمها كمنظومة فكرية متكاملة تُعرف بـ "القراءة التوحيدية للتاريخ". ينطلق البحث من إشكالية مركزية تتمثل في كيفية توظيف الفهم "السُّنني" للتاريخ كأداة للتحرر ومصدر لبناء مشروع حضاري إسلامي جديد. يبدأ الكتاب باستعراض مقارن لأهم مدارس فلسفة التاريخ (الدينية والمادية)، ليحدد موقع القراءة الإسلامية ويوضح أسسها المعرفية والفلسفية. ثم ينتقل إلى تحليل المباني الفكرية الخاصة بمدرسة السيد الخامنئي، مبرزًا دور "التوحيد" ليس كعقيدة فحسب، بل كرؤية كونية شاملة تعيد صياغة علاقة الإنسان بالله والمجتمع والطبيعة. يقدم الكتاب نماذج تطبيقية وعملية من خطابات السيد الخامنئي توضح كيفية استخدامه للقصص القرآني والتاريخ الإسلامي وتاريخ الثورات العالمية لاستنباط "السنن الإلهية" وتنزيلها على الواقع المعاصر، بهدف بناء الوعي، وتثبيت الهوية، وتوجيه الحركة السياسية والاجتماعية. يخلص البحث إلى أن هذه القراءة التوحيدية لا تقدم تفسيرًا للماضي فحسب، بل تطرح مشروعًا للمستقبل يرتكز على السيادة الشعبية الدينية والاجتهاد المستمر في فهم سنن الله في التاريخ والمجتمع.