• اخر تحديث : 2024-05-15 19:58
news-details
مقالات مترجمة

الدور الروسي في الميدان الليبي: من القذافي إلى حفتر


تحت العنوان أعلاه، كتب كيريل سيمونوف، في صحيفة "إكسبرت أونلاين" الروسية، عن أن مفاتيح إدارة الصراع الليبي وآفاق تسويته في أيدي أنقرة وموسكو، وليس القاهرة وأبوظبي.

وجاء في مقال سيمونوف، مدير مركز الدراسات الإسلامية بمعهد التنمية الابتكارية وخبير المجلس الروسي للشؤون الدولية:
 
كانت الاستراتيجية الروسية تجاه ليبيا منذ ثورة فبراير 2011 متناقضة، لكن رفض الكرملين الرهان القاطع على أحد أطراف النزاع، ومناوراته المستمرة، وتعرجاته في الميدان الليبي، هي التي جلبت في النهاية لروسيا مكاسب غير متوقعة، سمحت للجانب الروسي، بأن يصبح لاعبا رئيسيا في تسوية الأزمة الليبية إلى جانب تركيا.
 
فبالنتيجة، تمكنت روسيا من التفوق على كل من القاهرة وأبو ظبي في الميدان الليبي، وإبعادهما عن المواقع المركزية. وقد لعبت، من دون شك، تجربة التفاعل التي اكتسبتها موسكو مع أنقرة خلال التسوية السورية دورا إيجابيا في الحضور الروسي في ليبيا، فنقلتها موسكو بنجاح إلى هناك. لهذا السبب، بدأ الخبراء في حينه يتحدثون عن "صيغة أستانا" خاصة بليبيا يطرحها الجانبان الروسي والتركي.
 
الآن، كل شيء يسير نحو تمكين روسيا وتركيا من تعزيز مواقعهما في ليبيا، ومن غير المرجح أن تتمكن مساعي السيسي من تقليص دورهما. ذلك أن فشل سعي مصر لأن تكون ضامنة لما يسمى "إعلان القاهرة" من موقع القوة دفعها إلى التحول إلى سياسة التهديدات المباشرة ضد أنقرة وطرابلس.
 
وهكذا، فيجب أن لا يغيب عن الأذهان أن توقّف جبهة سرت -الجفرة تم بفضل التفاهم الروسي التركي، وليس الإنذارات المصرية، التي تم الإعلان عنها بعد تعليق حكومة الوفاق هجومها. لذلك، ففي المستقبل، وبصرف النظر عن خطوات القاهرة، فإن مفاتيح حل المشكلة الليبية، على الأرجح، ستكون في أيدي روسيا وتركيا، وستؤدي جهودهما، على ما يبدو، إلى تجميد الصراع مع بقاء الانقسام السياسي في البلاد، واستمرار عملية السلام ممطوطة، وإدارة مشتركة للموارد الهيدروكربونية وتوزيع الأرباح بين طرابلس وطبرق.