معرفة المرفأ: مرفأ بيروت كان الأول في لبنان والحوض الشرقي للبحر المتوسط والمنفذ البحري الأساسي للدول العربية الآسيوية، يتعامل المرفأ مع 300 مرفأ عالمي ويقدر عدد السفن التي ترسو فيه بـ 3100 سفينة سنوياً. ومن خلاله تتم معظم عمليات الاستيراد والتصدير اللبنانية وتمثل البضائع التي تدخل إليه 70% من حجم البضائع التي تدخل لبنان. يتألف من أربعة أحواض، يتراوح عمقها بين 20 – 24 متراً، وعدد الأرصفة 16 رصيفاً تنتشر عليها المستودعات المسقوفة والمكشوفة. تبلغ مساحة أحواضه نحو 660000م وقد بدأ العمل بمشروع تأهيل وتوسيع المرفأ وإنشاء الحوض الخامس، إضافة إلى إلى إهراءات القمح والمنطقة الحرة. وهو مجهز بأحدث أدوات التفريغ والتحميل، والمنطقة الحرة في المرفأ تبلغ مساحتها 81000 فالمرفأ أهم مرفق عام في الجمهورية اللبنانية والبوابة الاساسية لكل الصادرات والواردات واحد اهم اعمدة الاقتصاد الوطني.
الجهات المولجة: وزارة النقل والاشغال مسؤولة عن عملية دخول وخروج السفن والملاحة البحرية من والى المرفأ، ادارة مرفأ بيروت مسؤولة عن ادارة كافة اقسام المرفأ بما فيها الحاويات والعنابر والموجودات والأرصفة ، جهاز الجمارك مسؤول عن الصادرات والواردات والمواد والسلع والضرائب عليها والتراخيص اللازمة ، الامن العام مسؤول عن التفييش على القباطنة والبحارة والعمال الأجانب وتراخيص السفن والمسافرين عبر المرفأ والمتابعة الامنية اللازمة ، مخابرات الجيش معنية بالوضع الامني العام ودخول وخروج الموطنين من والى المرفأ ، امن الدولة مهامه امنية عامة ، امن المرفأ يتبع لإدارة المرفأ ومعني بالحفاظ على الامن الداخلي للمرفأ.
ماذا حصل؟
في 23/9/2013 أبحرت السفينة MT روسوس التي ترفع العلم المولدافي من ميناء باتومي في جورجيا متجهة إلى بييرا في موزمبيق حاملةً 2750 طنًا من نترات الأمونيوم.
وذكرت مجموعة «آر بي سي» الإعلامية الروسية أن السفينة كانت في طريقها من مدينة باتومي الجورجية إلى موزمبيق، وكانت مملوكة لمواطن روسي يدعى إيجور جريتشوشكين، يقيم في قبرص.
في الطريق واجهت السفينة مشاكل فنية أجبرتها على دخول مرفأ بيروت ورواية اخرى تقول انها دخلت لشحن او إنزال حمولة اخرى، عند تفتيش السفينة من قبل سلطات الميناء، تم منع السفينة من متابعة الإبحار لأسباب قضائية.
بعد ان تقدم عدد من الدائنين بطلبات ضدها، وصدرت ثلاثة أوامر لحجز السفينة. وبعدما فشلت جهود الاتصال بالمالكين والمستأجرين وأصحاب البضائع للحصول على الدفعات المستحقة.
فأعيد معظم الطاقم باستثناء القبطان وأربعة من أفراد الطاقم إلى بلادهم وبعد ذلك بوقت قصير تم التخلي عن السفينة من قبل مالكيها بعد أن فقد المستأجرون وشركات الشحن اهتمامهم بالشحنة.
وبسبب المخاطر المرتبطة ببقاء نترات الأمونيوم على متن السفينة، قامت سلطات مرفأ بيروت بتفريغ الحمولة في مخازن المرفأ، وبقيت السفينة والبضائع في الميناء في انتظار المزاد أو التصرف المناسب علماً أن السفينة غرقت منذ سنوات وما زالت في قعر البحر قرب المرفأ.
بعدها قام الجيش اللبناني بالكشف على هذه المواد وأعد تقريرا بانها مواد خطرة جدا واعتبر انه غير مسؤول عن حراستها وعن التصرف بها ولا تهمه ولا عمل له بها واحال الامر على المرفأ والأجهزة القضائية للبت بالأمر ناصحاً ببيعها لإحدى الشركات المعروفة علماً ان الجيش مسؤول عن كل المواد المتفجرة لأنها تهدد الامن الوطني وهو يتابع القضايا المتعلقة بالقنابل والمتفجرات والألغام والمواد التي قد تهدد الامن القومي.
ثم حصلت مراسلات بين مدير الجمارك وقضاء العجلة من اجل إصدار قرار بخصوص هذه النيترات لبيعها او اعادة ابحارها.
هالك ومالك لعب لعبته بين الجمارك وادارة المرفأ وقضاء العجلة ولم يتم بت الامر.
في العام ٢٠١٩ اعد امن الدولة تقريراً مفصلاً عن هذه المواد ورفع التقرير للجهات الرسمية وقد تضمن التقرير تفصيل عن حجم خطورة هذه المواد ووضع العنبر رقم ١٢ وفيه فجوات وابواب مشرعة وفتحات قد تؤدي الى حادث خطير خاصة انه يحتوي النيترات بالإضافة الى كيماويات ومواد مشتعلة اخرى.
تم تكليف مدعي_عام التمييز بمتابعة القضية الذي كلف م.م بأن يكون حارس قضائي على العنبر ومحتوياته لحين بت امرها النهائي رفض التكليف لأنه خارج صلاحياته وهو معني بحركة الملاحة. فتم تكليف م.ش بالأمر الذي رفض التكليف ايضاً لأنه مسؤول عن امن المرفأ ولا علاقة له بمحتويات العنابر.
مطلع العام ٢٠٢٠ وبعد اخذ ورد رسى تكليف مدعي عام التمييز على ح. قريطم مدير ادارة المرفأ بأن يكون حارساً قضائياً وأن يباشر بأعمال صيانة وإحكام الأقفال على العنبر وتصليح الفجوات في السقف والفتحات في الجوانب لحين بت امر هذه المواد.
شرارة فإنفجار
بتاريخ ٤ تموز ٢٠٢٠ قرر ح. قريطم تنفيذ عملية الصيانة وإحكام الاقفال للعنبر رقم ١٢ فتوجهت ورشة حدادة الى المرفأ وباشرت اعمال التلحيم دون اي مواكبة وارشادات واذ بشرارة التلحيم أشعلت اطنان من مادة التينر شديدة الاشتعال ومعها اطنان من البويا ثم انتقل الحريق الى حاوية تحتوي على عشرات الاطنان من المفرقعات التي اشتعلت وتفجرت وشكلت صاعق انفجاري أحدث موجة انفجارية كانت كافية لتفجير ٢٧٥٠ طن نيترات الامونيوم.
توجهت فرقة فوج إطفاء بيروت اولاً وبدأت بمحاولة إخماد الحريق وتم ابلاغ كل المعنيين بالحريق وتم ارسال دعم من الجيش وخرج شعب واجهة بيروت والاشرفية وعين المريسة يصور وينقل الحريق مباشرة على الهواء لمدة ٥٠ دقيقة تقريباً، لكن سرعة الٱشتعال_فالإنفجار الاول كانت أسرع من اي محاولات حتى الانفجار الكبير الذي اباد كل شيء بالشعاع القريب وقتل وجرحى ودمر ضمن شعاع ١٥ كلم.
فرضية التخريب
لغاية اللحظة لا يوجد اي معطى حول عمل أمنى عدواني تخريبي مباشر سواء من داخل المرفأ او من البحر او من الجو وكل ما يساق لم يرق الى مستوى "المؤشر الأولي". من الطبيعي ان نضع كل الفرضيات وندرسها لكن في حال لم تتوفر معطيات جادة وواقعية يبنى عليها يجب ان يتم استبعادها.
اعلى للدفاع
خلال اجتماع المجلس الاعلى للدفاع الكل كان مندفعاً لضرورة محاسبة المقصرين والمسببين، ورئيس الحكومة طلب القاء القبض فوراً على كل المسؤولين في المرفأ واجراء تحقيق خلال ٢٤ ساعة وإنزال القصاص اللازم، لكن قائد عسكري كبير رفض هذا الاقتراح وبعد نقاش وافق المجلس على مجموعة قرارات منها انجاز التحقيق خلال خمسة ايام.
سياسياً
يبدو ان ترامب وبعض حلفائه يريدون الاستثمار والدفع نحو التدويل لهذا الانفجار. العهد والحكومة امامهم امتحان اخير في حال أحسنوا الفعل بالتحقيق والمحاسبة ورفع الانقاض والتعويض ولم الشمل والاستفادة من كسر الحصار الدولي.
تجهيل الفاعل
نواجه في هذه الكارثة الوطنية الكبرى خطر تجهيل الفاعل من قبل:
ثوابت
مسؤولون (من العام ٢٠١٣ للعام٢٠٢٠)
وزير النقل والاشغال مسؤول
قائد الجيش مسؤول
مدير عام المرفأ مسؤول
مدعي عام التمييز مسؤول
مدير عام الجمارك مسؤول
محاسبة الشعب
نعم اعرف انها صعبة الفهم وصعبة البلع والهضم!! فعلاً يا ريت عاملها مجهول الشوباصي أو إسرائيل بس هذه المرة وللأسف القصة واضحة ومعروفة ومحروقة، وما حصل يجب ان يحدث تغييراً جوهرياً وجذرياً في كل شيء، فلا يعقل ان يستمر الشعب اللبناني بهذه الازدواجية في الرغبة بالتغيير وتأييده الاعمى لزعيمه بذات الوقت.
يجب أن ترفضوا الاستلزام
يجب ان تحكموا عقولكم
يجب أن تعوا حقيقة حريتكم
يجب أن تحاسبوا فهذه المرة لم تعد بيوتكم ولا غرف نومكم ولا اطفالكم ولا اعراضكم آمنة فقد دمرت هذه المنظومة المهترئة العتنة النتنة واجهة الوطن.
حقائق
صدق ان العتالة على المرفأ تعرف بهذه المواد وبخطورتها.
صدق ان متابعة جدية من قبل شخصية مسؤولة لمدة اسبوع واحد فقط كانت كافية لمعالجة هذه القضية.
صدق أن اغلب القضاء فاسد ويتبعه اغلب قادة الاجهزة.
صدق أنهم يسيرون خلف الموائد والموارد ولا يرون غيرها.
صدق أن خطر الفاسدين لا يقل عن خطر العدو الاسرائيلي.
صدق ان الفاسد الغبي قد يضرك أكثر من العدو.
صدق أن الطائفية هي العدو الأكبر للبنان.
صدق أن ما دمره الفاسدين في العام ٢٠٢٠ لم تستطع عليه اسرائيل من العام ٢٠٠٦ حتى ٢٠٢٠.
صدق ببساطة وبأسف كبير يا عزيزي، أن من قتل الناس بالدجاج واللحمة والمياه الفاسدة قتلهم هذه المرة بنيترات الأمونيوم.
٤ اب ٢٠٠٦ - ٤ اب ٢٠٢٠ عدوان واحد على ارض وحدة.