• اخر تحديث : 2024-04-18 04:21
news-details
مقالات مترجمة

هل أنّ لبنان محكوم بالانهيار والدمار الابدي؟


ترجمة مركز الاتحاد للأبحاث والتطوير

تقييم ما ورد في المقال:

ناتالي غولي هي سيناتور في مجلس الشيوخ وهذا يسمح لها بهوامش معينة في الحركة السياسية تستخدم لتحريك بعض الملفات وفق مصالح معينة او اهداف او تكتيكات معينة. يأتي مقالها في سياق محاولة للتسويق الإعلامي لجملة من الأفكار التي من الصعب تحقيقها، حيث ان قواعد القانون الدولي والدبلوماسية الدولية لا تسمح للحكومة الفرنسية بالتبني الرسمي لمثل هكذا مبادرات أي، تأسيس "حكومة في المنفى". وفق ما طرحه المدعو عمر حرفوش هل يعني هذا الكلام انقلابا على العهد؟ يعني يصبح عهدا خارج اللعبة السياسية الكبرى ويتحول الى عهد يدافع عن سيادة لبنان؟

من المؤكد أن من يطرح هكذا طرح، يعلم جيدا أن اللعبة في لبنان هي إعلامية بامتياز. ان الفاعل الفرنسي لا يتحرك الا تحت الغطاء الأمريكي، وربما ما يحدث الان هو محاولة للضغط على المقاومة وبيئتها وداعميها في الداخل لمنعها من اتخاذ مبادرات لاي حل سياسي. تبدو حركة تكتيكية لديها اهداف قد تكون اهداف سياسية، استخباراتية، امنية، لتسميم الأجواء في الداخل...كما أن بعض الأهداف قد تكون واضحة بالفعل، مثل محاولة زعزعة بعض الحلفاء ضد حلفاء اخرين، أو خلق أرضية مناسبة للتغلغل. تحتاج هذه الأهداف الى مزيد من المتابعة والرصد.

ناتالي غولي:

عرفت عائلتها ذات الأصول اليهودية باسم Milsztein ، ولدت في 24 مايو 1958 في بولوني- بيلانكور (السين) ، وهي سياسية فرنسية وعضو مجلس الشيوخ ( سيناتور) عن أورني منذ عام 2007 ، وهي عضو في مجموعة اتحاد الوسط في مجلس الشيوخ. (مجموعة الاتحاد الوسطي (التي يُشار إليها اختصارًا باسم UC) - تسمى المجموعة الوسطية UDI-Union (UDI-UC) هي مجموعة برلمانية فرنسية تجمع البرلمانيين في مجلس الشيوخ المنتمين الى الوسط ووسط اليمين. استمرارًا لمجموعة الاتحاد الوسطي للديمقراطيين التقدميين.

ترجمة المقال:

كتبت ناتالي غولي في موقع "عرب نيوز" مقالا اشارت فيه الى أنه:

منذ 4 آب (أغسطس) 2020، تاريخ مأساة مرفأ بيروت، احتضنت الملائكة حوض لبنان المنكوب وعذابه البطيء المنتشر بعمق في تاريخه المعاصر لدرجة ان الكثيرين يجهلون أنّ هذا الكيان كان في الماضي دولة مسالمة ومزدهرة، انها سويسرا الشرق الأوسط.

لقد كتب الكثير عن أسباب هذا الانحراف وتفاقم الطائفية والفساد والحكم العشوائي، علاوة على ذلك، وبعد ما يقرب من ستة أشهر من الانفجار الدراماتيكي، لبنان بالكاد يتقدم في مجال إعادة الاعمار البنيوي والمؤسساتي.

سأل مونتسكيو كيف يمكن ان تكون فارسيا؟، اليوم، السؤال الذي يمكننا طرحه على أنفسنا هو كيف نكون لبنانيين؟ يعني لبناني حقيقي، من شوارع حارة حريك أو الضاحية، شيعي أو سني أو ماروني، أيا كان. لا أوليغارشية، ولا عضو في نخبة، ذو جنسية ثنائية أو ثلاثية يعيش خارج البلاد ويتباهى بثروته في شوارع الأشرفية. على ضوء هذه الملاحظة، من الوهم الاعتقاد بأننا نستطيع حل مشكلة لبنان من لبنان. وباهتمام يجب أن نتبع نهج اللبناني المقيم في باريس  عمر حرفوش. في الواقع، طرح رجل الأعمال المذكور مغامرة جنونية وهي تشكيل حكومة في المنفى. ملاحظته واضحة: لبنان يحكمه ما لا يقل عن 6 من القلة الحاكمة. كل واحد منهم يستنزف في دائرة نفوذه ما لا يقل عن 60 ألف "من المتابعين"، إضافة الى الحاشية أو "المتمعّشين"، الذين يتحصلون على امتيازات بسبب حمايتهم ودعمهم للأقوياء، أو الذين يعملون، ويشغلون مناصب في الإدارة أو الذين يؤمنون بيوتا لهم ولأحفادهم. بالإضافة إلى هذه الطبقة من الأوليغارشية العظيمة، هناك أيضًا أشخاص مهمون، نواب أو وزراء، ورجال أعمال أذكياء، يكررون نفس النمط من التزامات تجاه الحاشية التي تخدمهم.

كل هؤلاء، وهذا من السهل فهمه، ليس لديهم مصلحة في تغيير النظام الذي يستمر من جيل إلى جيل، فهو نوع من وراثة الرداءة واللياقة. هذا المخطط، الذي استنكره بشجاعة عمر حرفوش، يعمل منذ استقلال لبنان. لكن هذا الشخص ليس عالماً ولا ساذجاً. كما أنه يقترح برنامج أعمال فورية هدفه بوضوح استعادة ثقة اللبنانيين المنهكين. الحقيقة أنه لن يتمكن أي شخص من لبنان من إصلاحه أو مواجهة الميليشيات التي تخاطر بمهاجمة كل من يريد إنهاء امتيازاتها وجعلها تختفي لأنهم غير مناسبين او فاشلين.

ينشط عمر حرفوش على شبكات التواصل الاجتماعي ويكثر التصريحات، وقد حصد مقطع الفيديو الخاص به أكثر من مليون مشاهدة على Facebook وحده، وقد بدأ بالتوقيع على عريضة على موقع change.org.

من الواضح أن الإجراءات الأولى المقترحة هي تدابير مالية: وضع البنك المركزي تحت الوصاية، وتجميد أصول أعضاء السلطة الحاكمة في الخارج، وإنشاء سلطة شفافة لإدارة الحياة العامة، مع الالتزام بالإعلان عن الأصول في نموذج الهيئة الفرنسية العليا للشفافية في الحياة العامة. والتي التقى عمر حرفوش برئيسها ديدييه ميغو للتحضير للتعاون. ثم تأتي الإجراءات مع المؤسسات المالية، إضافة الى اتفاقية مع صندوق النقد الدولي ومؤتمر للمانحين والتي ستكون تحت السيطرة هذه المرة لمنع تمويل الكرم الدولي مرة أخرى للفاسدين. هذه الحرب ضد الفساد ستستخدم لتمويل سياسة مكافحة الفقر التي هي حقيقية ومأساوية في لبنان. ثم سيأتي وقت نزع السلاح وخاصة نهاية المليشيات. فشل الرئيس ماكرون لأنه بنى سياسته على البقايا الباقية والفاسدة في البلاد، بدلاً من البحث عن شخصيات جديدة. بفعله ذلك، لم يحصل على دعم الشعب اليائس من الطبقة السياسية. لقد أنعش الرئيس ورممّ العائلات الكبيرة مثل عائلة الرئيس الحريري، وبالتالي أطال معاناة البلاد. بعد صدمة الإجراءات المالية الفورية، سيتطلب الأمر أيضًا تدابير مؤسسية وظهور جمهورية ثالثة علمانية، ونظام تصويت جديد، واقتراع عام، ومنظومة جديدة.

على القارئ أن يفهم أن النواب اللبنانيين المنتخبين ليس لهم شرعية غير شرعية الرشوة.

حكم خال من الفساد ودور نموذجي للمسؤولين المنتخبين، بهذا الثمن سيجد لبنان مكانه في محفل الأمم، وأن اللبنانيين المحرومين لفترة طويلة من أي أمل في التغيير، سحقهم ثقل الفساد والطائفية على كل المستويات. سوف يستعيدوا الثقة ببلدهم وقادتهم.

ماذا لو وجد السيد حرفوش طريق الخلاص هذا؟