الأوكسجين الذي يذهب بتوجيهات الرئيس الأسد من دمشق إلى بيروت.. إنما يعبر مساره الطبيعي، و لو سألتموه لأجابكم بذلك.
بين دمشق و بيروت مسافة تقل عن المسافة بين دمشق و حمص.. و نحن لا ندخل في حفلات التوصيف للإنعزاليين لأن الرد عليهم جاء طبيعياً..
الغير طبيعي هو سرقة أموال الناس في البنوك اللبنانية التي تعد بعشرات مليارات الدولارات..
و الغير طبيعي هو إجبار أهالي القرى في البقاع و على امتداد الحدود المجرمة على قطع مئات الكيلومترات بدلاً من أمتار قليلة للوصول إلى أقربائهم في القرى الملاصقة، و هو ما يعمل الأم ري كان حالياً لترسيخه و مراقبته على كامل الحدود...
عندما نقول ان مد دمشق لبيروت بالاوكسجين هو الطبيعي تماما كما تمد الرئتين أجزاء من الجسم بالاوكسجين..
أذكر اننا كنا في سويسرا وذهبنا إلى العشاء مع رفقائنا في مديرية جنيف للحزب في احد المطاعم الفرنسية قرب الحدود ثم عدنا ولم نمر على حتى من يسألنا من انتم؟
لو عدنا لما حدث في 2011 لأيقننا بأن المطالبين بالحياد اللبناني وقطع سوريا عن لبنان غايتهم تدمير سوريا ولبنان حتى لو لم يعلنوها لأن كل إجراء للقطع والفصل و ترسيخ هذه الحدود أصبح من الواضح بأنه يوازي العدوان و من أي جهة أتى و كائنا من كان ذلك الذي يدافع عنه حتى و لو لم يكن يضمر السوء لكنه يشارك فيه..
نسأل الكثير عن الخلاص من الأزمة وفك الحصار، كيف يفك الحصار وكيف تنتهي الأزمة الاقتصادية والمحيط الطبيعي للوطن ممنوع عليه...
كيف نصدر و نستورد و نزرع و نصنع.. كيف تعطل مصالح و أراضي الناس ثم نبحث عن الحل...
الحل هو الحل الطبيعي و هو مبدئياً عودة سوريا إلى محيطها الطبيعي وفتح الطريق بين بيروت ودمشق وبغداد، وان يتشكل وعيا شعبياً عارما بأن كل من يقطع أو يساهم ولو بالكلمة أو التقاعس عن الأداء في قطع هذا الطريق هو مساهم في هذه الجريمة..