كتب الصديق حسين مرتضى ناقلا عن السياسي العراقي عزت الشابندر دعوته مشكوراً إلى مساعدة سورية في محنتها اليوم من قبل العراق وهي التي احتضنت بلا سؤال أهل العراق الذين هجروا إبان الحرب...
وكتب آخرون أننا أصبحنا كما قال الشاعر: كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ. والماء فوق ظهورها محمول...
نعم وحقآ فالماء فوق ظهورنا، ونحن نتسمر أمام الشاشات لنتابع زيارة رئيس الوزراء العراقي إلى الرياض ونسمع التحليل السياسي لآفاق الزيارة...
أعتقد أن ليس التحليل السياسي وحده هو الذي يحتاج إلى إعادة التعريف، بل إن الإدراك الطبي لتمتعنا بنعمة الحواس الخمس من نظر ولمس وذوق وسمع... وشم.. تحتاج إلى الفحص أيضاً...
هذا كله ما نحتاج أن ندركه وإن كنا حقيقة نتمتع به كما يجب..
لقد أعددنا لعدونا الصهيوني ثم الإرهابي كل ما استطعنا من صواريخ ورباط خيل وسمعنا أزيز الرصاص، ورددنا بمثله، وقاتلنا في محور المقاومة من يقاتلنا..
لكن تكدس ارتال الشعب السوري هذه الأيام في طوابير البنزين أمام المحطات حتى لتكاد صور الأقمار الصناعية تظهر مدننا على شكل أشعة، مركزها كل محطة وقود وآخرها صفوف السيارات، عدا عن أزمة غاز الطبخ والمازوت..
كل ذلك والعراق ينتج 5 ملايين برميل نفط يومياً..
كيف تخرج كل تلك المظاهرات لتعطل وتمنع وتطيح بحكومة عادل عبد المهدي لأنه أراد تطوير العراق بالشراكة مع الصين والانفتاح على سورية بمعابر قائمة الان كمعبر البوكمال...
ولا يستطيع كل هؤلاء الحلفاء القريبون على تنوع اتجاهاتهم ومنافساتهم السياسية الطبيعية، لكن ان يخرجوا مظاهرات شعبية تطلب مد الشعب السوري بصهاريج النفط بقوافل تحميها قوات الحشد الشعبي وتنهي بسهولة غير عادية كل أزمة النفط في سورية، تماما كما جاء على لسان الشاعر اي ان الماء فوق ظهورها محمول..
وعندما تخرج مظاهرات تطالب بوضوح بهذا الامر بعبارات تكتب على اللافتات، فلا يبقى للغرب والأمريكان حجة في منع ذلك، فها هي تلك الحكومة تنفذ مطالب الشعب..
إن الإرهاب الاقتصادي الذي يتعرض له الشعب السوري اليوم وهو الذي وقف مع كل الدول في محنتها وعندما كان وقوفه حاسماً، ولما كان الثمن المقابل غاليا، لا يبرر ابدا ان يكون حالنا هي هذه الحال الخطرة فعلآ وانا لا أوافق على التخفيف من هول ما يحدث..
نحن ننتظر فعلا من تلك الحواس الخمس ان ندرك بأنها حقآ تعمل...