أشارت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الصهيونية امس الاحد، وبقلم كبيرة محلليها للشؤون العربية سميدار بيري الى أن نتنياهو كان على علم بمحاولة الانقلاب على الملك عبد الله قبل أسابيع من الاعلان عنها يوم اول امس السبت، وبأن منع طائرة نتنياهو من المرور عبر الأجواء الأردنية الى الامارات فيما يبدو كان جزءًا من رد الاردن على التواطؤ الإسرائيلي، وأضافت الكاتبة ذات الاطلاع الواسع إن نتنياهو كان قد أكدّ لأصدقائه في الامارات رغبته باستبدال الملك عبد الله بآخر، وليس شرطًا أن يكون من العائلة المالكة، فقد يكون ضابطًا أردنيًا كبيرًا.
كما أكدت "يديعوت أحرنوت" أن معلومات موثوقة، وصلتها من مصادر أردنية مطلعة تفيد بأن السعودية وأبو ظبي هما الدولتان الخليجيتان المتورطتان بدعم محاولة الانقلاب، ومن جهة أخرى قد يؤكد النفي الذي نشره روعي شبوشينك بأنه ليس ضابط موساد حقيقة كونه فعلًا ضابط في الموساد الإسرائيلي، كما جاء في المؤتمر الصحفي لوزير الخارجية الاردني أيمن الصفدي فقد أكد شبوشينك ووفق "يديعوت احرنوت" التالي: أنه على علاقة شخصية مباشرة مع عائلة الأمير حمزة، وأنه عمل في الأردن، وأنه من بلدة الخضيرة ويعمل في اوروبا منذ عشرة سنوات، وهي المواصفات المثالية لرجل الموساد الناجح.
كما أكد شبوشنيك أن الامير حمزة ارسل له رسالة يقول فيها "رجاءً اعتنِ بزوجتي كما وضعه في صورة آخر التطورات والأحداث اول امس السبت، شبوشنيك اكد أيضًا أنه أرسل رسالة إلى زوجة الامير حمزة، وعرض عليها المساعدة، ونقلها بالطائرة هي وأبنائها الى بيته في اوروبا، وقد ردت عليه زوجة الامير بالشكر وكتبت له "أنا أحبكم"، ثم انقطع التواصل بينهم بعد أن قامت قوات الامن الاردنية بقطع الاتصالات عن بيت الامير حمزة، وكل هذا وفق ما ذكره ايتمار ايخنر في يديعوت اليوم.
قد تكون المعلومات السابقة اضافة الى ما أشارت اليه سميدار بيري في "يديعوت أحرنوت" من اعتراف غير مباشر بالخطأ الاسرائيلي بقولها "لقد أضفنا الآن تهديدًا جديدًا لنا، وهذه المرة داخل العائلة المالكة الأردنية -أي الملك عبد الله بعد ان لاحظ التورط الاسرائيلي –.. والقصة لم تنته بعد".
من المعقول القول بأن رجل نتنياهو المقرب وخليفته المحتمل الذي اضطر أن ينفي قبل أيام تصريحات لنتنياهو تفيد أنه سيجد له طريقًا لليكود، أي أن يوسي كوهين رئيس الموساد هو من قام بالترتيب، أو على الأقل بالتواطؤ لمحاولة الانقلاب بالتعاون مع أصدقائه المقربين في ابو ظبي والسعودية، وقد يكون الأمر قد تم من دون علم الجيش الاسرائيلي ووحدة أمان الخاصة المتواجدة في الساحة الأردنية، ويشير الى ذلك أيضًا قيام الجيش الأردني بالتوجه إلى الجيش الإسرائيلي، وليس الحكومة لإبلاغه بان الأمور تحت السيطرة.