نشرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية مقالا لمراسلتها في واشنطن بوني كيرستيان بعنوان: "لماذا كانت قمة بايدن وبوتين ناجحة"؟.
وتقول بوني إنه بالنسبة للأشهر الأولى التي قضاها الرئيس الأمريكي جو بايدن في ولايته، في البيت الأبيض، كان توجهه نحو روسيا عدائيا، حيث وصف الرئيس بوتين بأنه "قاتل" خلال مقابلة متلفزة أجراها قبل نحو 3 أشهر، علق خلالها على الاتهامات التي وجهت لروسيا بممارسة حملات تأثير اجتماعي على الإنترنت في الولايات المتحدة.
وتضيف بوني إن بايدن أضاف المزيد من العقوبات على روسيا، رغم أن التاريخ يوضح أن تأثيرها على تغيير سلوك الدول المستهدفة بالعقوبات ضعيف جدا، مشيرة إلى أن بوتين في الوقت نفسه، قال في مقابلة أجراها مع شبكة إن بي سي الأمريكية، الأسبوع الماضي إن بلاده تمتلك علاقات ثنائية مع الولايات المتحدة لكنها في الوقت الحالي في أسوأ مراحلها، خلال السنوات الماضية.
وتشير الصحفية إلى أنه "في اللقاء الأول الذي جمع بين بايدن وبوتين وجها لوجه في جنيف، أعطى الرجلان انطباعا بالتفاؤل الحذر، ويبدو الآن أنه من الممكن أن تنتقل العلاقات بين البلدين إلى مرحلة استقرار، أو تبادل مصالح بشكل عملي، متجاهلة تأثيرات ودوافع قومية غير واقعية، ومتجنبة أي استفزازات متهورة، قد تؤدي لصراع بين أكبر قوتين نوويتين في العالم".
وتوضح بوني أن البيت الأبيض قدم عدة اقتراحات رحب بها الرئيس بوتين منها، التعاون المشترك في الحد من التصعيد العسكري، والسيطرة على السلاح، مضيفة أن هذه النقطة ينبغي أن تكون لها الأولوية الأولى، على قائمة أولويات العلاقات بين واشنطن وموسكو.
وتعتبر بوني أن الإبقاء على قنوات الاتصال الدبلوماسية بين البلدين هو الحد الأدنى الذي لا ينبغي التنازل عنه بين القوتين العسكريتين الأبرز في العالم، وأنه ينبغي على الدولتين العمل إلى إعادة السفيرين لممارسة عمليهما في واشنطن وموسكو.
وتقول بوني "لو كانت إدارة بايدن تنوي التصعيد في مواجهة التصرفات الروسية، التي تعتبرها غير أخلاقية، فسوف يكون لديها الكثير من الفرص، لكن لو كانت الفكرة، هي محاولة توجيه بوتين نحو الإضرار بما يراه لو بالخطأ مصالح روسيا القومية، فستكون هذه مأمورية حمقاء، خطيرة على الأمن القومي الأمريكي".
وتضيف "بوتين متحمس لمنظور واضح لمصالح بلاده، ومستعد للرد على الأنشطة الأمريكية، التي تعادي هذه المصالح، كما حدث مرارا وتكرارا، في حقبة ما بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر".
وتختم الصحفية بعرض تصريحات بايدن قبل القمة والتي قال فيها "نحن نسعى لتحديد الملفات التي يمكننا التعاون فيها معا، والتي نمتلك فيها مصالح مشتركة، بحيث يمكن تحديد أسباب الخلاف، وتأسيس أسلوب عقلاني ومنطقي لهذا الخلاف كقوتين عظيمتين".