• اخر تحديث : 2024-05-03 21:39
news-details
إصدارات الأعضاء

أوكرانيا واللعب بالنار


على إيقاع التهديد بالحرب واندلاع مواجهة عالمية تتجمع السفن والمدمرات الحربية الأطلسية في البحر الأسود وتستعرض قوتها وتقوم باستفزازات وتهديدات وانتهاكات للمياه البحرية الروسية، وقد جوبهت الأسبوع الماضي بحزم من قبل البحرية الروسية ووصل الامر الى إمكانية اغراق المدمرة البريطانية التي انتهكت المياه الإقليمية الروسية وكادت ان تفجر حربا يُعرف متى تبدأ ولكن لا يمكن التكهن بمجرياتها ونتائجها. كل ذلك تسعره واشنطن ومن ورائها - اتباعها في الدول الأوروبية، ولا سيما منهم بريطانيا وبولونيا في استثماراتهم بالفتنة في أوكرانيا لجني الفوائد والارباح.

تأتي هذه التهديدات والاستفزازات لتسبق استفزازات أخرى سياسية دعت اليها السلطات الانقلابية في كييف للاحتفال بالذكرى الـ 30 لاستقلال اوكرانيا عن الاتحاد السوفياتي ومراسم عقد قمة "منصة القرم" في 23 آب المقبل بتوجيه وتنسيق مباشر مع واشنطن لإحراج روسيا واخراجها وتطويقها من خلال الدعوة الرسمية التي تروجها السلطات الانقلابية وترسلها الى كل دول العالم.

أهداف هذه الاحتفالات المرتقبة:

1. تعزيز الحضور الغربي حول السلطات الانقلابية الفاشلة والمفلسة، للي ذراع روسيا ولاستكمال تطويقها والضغط عليها.

2. احراج روسيا في شبه جزيرة القرم تمهيدا لإخراجها من هناك عبر إعادة تسليط الضوء على هذه المنطقة واثارة القلاقل، بعد ان أعلنت روسيا انها وبعد الاستفتاء الشعبي في شبه الجزيرة هناك لمصلحة الانضمام الى روسيا، انتهت الى الابد من هذا الملف وأصبح وراءها.

3. تجييش كنسي ضد روسيا واستغلال الكنيسة في المشروع السياسي الأميركي وذلك بالتعاون مع البطريرك المسكوني التابع للإدارة الأميركية والذي يسعى بجهد لتقسيم العالم الأرثوذكسي ويعمل بعد ان أنشأ كنيسة اصطناعية في أوكرانيا، الى ترسيخ فكرة الانقسام وتثبيته بناء على الارشادات الأميركية التي يقودها وزير الخارجية الأميركي السابق والمدير السابق لوكالة الاستخبارات الأميركية مايك بومبيو.

كل هذه الأمور تزعزع الامن والسلام العالميين وتدفع نحو اللعب على حافة الهاوية وتُستغل كييف في هذه اللعبة كبيدق يحرك بأصابع أميركية لإشعال الحروب والنزاعات في هذه المنطقة التي كانت حتى الأمس القريب بعيدة عن النزاعات. وقد قام الرئيس الاوكراني بإرسال عدة دعوات لرؤساء دول في العالم لحضور هذا الاحتفال الفتنة، فرفض اكثرهم لمعرفتهم بالظروف المحيطة وأهداف الدعوة المغرضة، حتى ان الاتحاد الأوروبي والمحسوب كليا على البيت الأبيض رفض مدير مكتب رئيسته اورسولا فان دير لاين، السيد بيورن سبيرت دعوة الرئيس الاوكراني ورد عليها فورا مبينا اعتذار المسؤولة المذكورة عن حضور هذه الاحتفالية الهزلية، مبررا ذلك ب"ضغوط العمل" وتزامنها مع عطلة المؤسسات الأوروبية، ما اثار حنق الدوائر السوداء في البيت الأبيض لان هذه الأوساط تعتقد ان هذا الاحتفال سيكون مناسبة لزيادة الضغوط على روسيا. كما ان الغالبية العظمى من الكنائس الارثوذكسية المحلية رفضت حتى قبول هذه الدعوة لما فيها من مكر وتحدي للعالم الأرثوذكسي كون البطريرك المسكوني يسعى لحشد أكبر عدد من رؤساء تلك الكنائس الى جانبه ليعلن بعدها عن إطلاق عالم ارثوذكسي مقسم. جزء صغير يكون بقيادته يمهد لإعلانه فيما بعد "بابا للأرثوذكس" وهذا الامر غير موجود ومرفوض في الكنيسة الارثوذكسية.

ولذلك فان تلبية هذه الدعوات ستساهم أكثر فأكثر في خلق حالة عداء دولية وتزيد الشرخ في وقت ان العالم هو بأمس الحاجة اليوم للتكاتف والتعاون وتخفيف حدة الاحتقان السياسي والأمني والعسكري والاقتصادي الذي تجهد واشنطن لتسعيره عبر أدوات يخشى ان يسقط فيها الكثير من بعض السياسيين والاكليريكيين اما عن جهل وغباء او عن خوف وعدم تبصر.