• اخر تحديث : 2024-05-15 19:58
news-details
مقالات مترجمة

موقع دولي: توفي رامسفيلد مجرم الحرب دون أن يحاكم على جرائمه


قال موقع "دبليو إس دبليو إس" الدولي إن مجرم الحرب دونالد رامسفيلد وزير دفاع جورج دبليو بوش توفي دون أن يحاكم على جرائمه. هذا المجرم الذي كان أحد المخططين والمهندسين الرئيسيين للحروب الإجرامية التي شنتها الولايات المتحدة في جميع انحاء العالم، بما في ذلك العراق وأفغانستان.

وأكد أن حقيقة أن رامسفيلد بلغ عمره 88 عام دون أن يحاكم على الإطلاق كمجرم حرب، ناهيك عن السجن بسبب جرائمه وهي شهادة قاطعة على انهيار القانون الدولي في ظل الهجوم المستمر للعسكرية الأمريكية. كما أنه ناتج عن تواطؤ جميع المؤسسات الأمريكية وحزبيها الرئيسيين وشركاتها ووسائل الإعلام التابعة لها وجامعاتها في جرائم المجازر والتعذيب وفي انتهاك الحقوق الديمقراطية الأساسية.

وأفاد أن منذ ذلك الحين أصبحت هذه الجرائم، التي فسرت على نطاق واسع على أنها انحراف مثير للاشمئزاز أثناء تولي المنصب طبيعية بالكامل في ظل الحكومات الديمقراطية والجمهورية.

وذكر أن رامسفيلد جمع ثروته كقائد لعدة شركات قبل أن ينضم إلى إدارة بوش كوزير للدفاع.. كما أنه دافع مشروع القرن الأمريكي الجديد الذي من شأنه يمكن للإمبريالية الأمريكية أن تؤمن مصالحها من خلال استخدام القوة العسكرية دون عوائق.. وضغط مشروع القرن الأمريكي الجديد من أجل التدخل العسكري وتغيير النظام في العراق من أجل الاستيلاء على ثروته النفطية.

وأورد الموقع أن هجمات 11 أيلول /سبتمبر 2001، على مركز التجارة العالمي والبنتاغون قدمت ذريعة لشن حروب لتغيير النظام في العراق وأفغانستان، وكان رامسفيلد المدافع الرئيسي عن هذه الحروب وخبيرها الاستراتيجي.

رامسفيلد كان أحد أكبر المروجين للأكاذيب حول "أسلحة الدمار الشامل" - قال لوسائل الإعلام "نحن نعلم أين هي، التي زعم أن هناك أدلة "لا مجال للشك فيها" بشأنها.. ومع ذلك تضخمت هذه الأكاذيب في خدمة الحرب.

الموقع رأى أن الحروب التي ارتبط بها رامسفيلد كانت حروباً عدوانية.. وكانت التكلفة البشرية لهذه الحروب مذهلة أيضاً. ووفقا لمشروع "تكلفة الحرب" التابع لجامعة براون، فإن عدد الضحايا المباشرين لـ "حرب الولايات المتحدة على الإرهاب" في أفغانستان والعراق وسوريا وباكستان واليمن آخذ في الارتفاع إلى حوالي 800 ألف، في حين أن "الوفيات غير المباشرة" تشير إلى أن نتيجة لتدمير البنية التحتية الأساسية، يمكن أن يتجاوز تدمير الرعاية الصحية والمجاعة الجماعية التي شملت الجزء الأعظم من الناس. كما أُجبرت الحروب الأمريكية 37 مليون شخص على الفرار من ديارهم خلال عقدين من الحرب الإمبريالية الأمريكية التي لا نهاية لها.

وأوضح الموقع أن رامسفيلد لم يهتم بحياة الجنود الأمريكيين الذين أرسلوا إلى هذه الحروب القذرة على النمط الاستعماري..

حيث قتل أكثر من 7000 جندي أمريكي في العراق وأفغانستان، وعاد مئات الآلاف بإصابات جسدية ونفسية خطيرة.. وفي عام 2018، حيث أبلغ 1.7 مليون من المحاربين القدامى عن إعاقة ناجمة عن انتشارهم.

بالإضافة إلى القتل الجماعي، كان رامسفيلد متورطا بشكل كبير في جرائم الاختفاء والتسليم والتعذيب غير العاديين. لقد أشرف شخصياً على إنشاء معسكر الاعتقال سيئ السمعة في غوانتانامو واستخدام ما يسمى بـ "أساليب الاستجواب" في أفغانستان وفي مواقع أخرى، بما في ذلك قاعدة باغرام في أفغانستان.

وأكد الموقع أن رامسفيلد أجبر على الاستقالة من منصبه كوزير للدفاع في عام 2006، بعد أن تعرض لانتقادات شديدة من القيادة النظامية للجيش الأمريكي وفي مواجهة العداء الشعبي المتزايد للحرب، مما أدى إلى فقدان الجمهوريين السيطرة على مجلس النواب ومجلس الشيوخ.

من جانبهم، أراد الجنرالات مواصلة الحروب تحت قيادة مدنية أكثر قبولاً. أما بالنسبة للديمقراطيين، فلم يوقفوا الحروب فقط، بل صوتوا لتمويل اشتداد الحرب في العراق، الأمر الذي أدى إلى مزيد من التصعيد في حمام الدم.

وفي الواقع استمرت العمليات العسكرية الأمريكية في العراق في عهد أوباما، وتكثفت بشكل كبير في أفغانستان، وامتدت إلى حروب كارثية لتغيير النظام في ليبيا وسوريا.

وتابع الموقع أن معتقل غوانتانامو لا يزال اليوم مفتوحا.. وتستمر الحرب في العراق التي أكد رامسفيلد لوسائل الإعلام أنها لن تستمر أكثر من خمسة أشهر.

علاوة على ذلك أمرت حكومة بايدن هذا الأسبوع بشن غارات جوية على أهداف على الحدود العراقية السورية.. ومع ذلك نجد أن استمرار السياسة الإمبريالية هو الذي يفسر محاولة تبييض إرث رامسفيلد الإجرامي.

كانت "رؤية" رامسفيلد للجيش هي أن القوات البرية الصغيرة المدعومة بقوة جوية ساحقة وذخائر موجهة بدقة يمكن أن تخضع شعوب بأكملها للمصالح الإمبريالية الأمريكية.. وبدلاً من ذلك، في كل من العراق وأفغانستان أدت هذه التكتيكات إلى عمليات قتل جماعي وتدمير مجتمعات بأكملها واندلاع معارضة شعبية.

أما بالنسبة لجهود الإمبريالية الأمريكية لاستخدام القوة العسكرية لغزو العالم، فقد أدت الحروب التي ارتبط بها رامسفيلد إلى كارثة تلو الأخرى.

ويختم الموقع حديثه بالقول: إن الإمبريالية الأمريكية على موعد مع كارثة. لا يمكنها السيطرة على العالم. لا يمكنها إعادة فرض القيود الاستعمارية على دول الشرق الأوسط. أن الطبقة الحاكمة الأمريكية تستعد فقط لانفجار أكثر خطورة من العسكرة الأمريكية. إن تحولها نحو صراع "القوى العظمى" لاسيما ضد الصين، يهدد ببدء حرب ذات عواقب وخيمة على العالم بأسره.