• اخر تحديث : 2024-05-03 21:39
news-details
إصدارات الأعضاء

تسبب تحذير كاذب وصل الى جهاز الأمن في مطار مينسك – بيلاروسيا، بوجود قنبلة على متن طائرة بوينغ - 737 تابعة لشركة طيران إيرلندا ريان إير" Ryanair " كانت قد غادرت مطار أثينا في اليونان باتجاه مطار فيلنيوس في ليتوانيا، بحصول أزمة عالمية وحرب اقتصادية إعلامية سياسية ضروس ضد بيلاروسيا وقد وقعت هذه الحادثة في 23 أيار العام 2021 في بيلاروسيا.

وفي التفاصيل تلقى طيارو البوينغ بعد ثلاث دقائق من دخول المجال الجوي لبيلاروسيا، رسالة عن وجود متفجرة على متن الطائرة. وقبل دقائق قليلة من مغادرة المجال الجوي لبيلاروسيا، طلب قائد الطائرة الهبوط في مطار مينسك، فأقلعت مقاتلة بيلاروسية من طراز ميغ – 29 بعد 17 دقيقة لمرافقة البوينغ في هبوطها، وفقا للقوانين الدولية في مثل هذه الحالات فإن مهمة المطاردات الحربية هي مرافقة الطائرة والتأكد من أنها لا تنحرف عن مسارها حفاظا على الامن القومي في حال حصل أي مكروه او انفجار على متنها لكيلا تلحق اضرارا أكبر وتستهدف أماكن محددة. بعد هبوط البوينغ تم تفتيش الطائرة وفحص الأمتعة بشكل دقيق وإنزال الركاب ولم يتم العثور على أي قنبلة او مواد متفجرة على متنها وخلال التدقيق بهويات الركاب تبين ان اثنين منهم مطلوبين بمذكرة امنية، فتم توقيفهما، أحدهما ناشط على وسائل التواصل الاجتماعي يدعى رومان بروتاسيفيتش كان من العاملين مع السلطات البولندية والغربية على تأجيج الصراعات واحداث الفتنة داخل بيلاروس نهاية العام الماضي عقب الانتخابات الرئاسية البيلاروسية.

بعد التأكد من خلو الطائرة من المتفجرات سمح لها بالإقلاع، لتهبط مجددا في مطار فيلنيوس. في فيلنيوس وبمظاهرة مدروسة تكشف عن التخطيط المسبق للحادثة، استقبلت الطائرة رئيسة وزراء ليتوانيا إنغريدا سيمونيت للفت الأنظار الى هذه الحادثة التي يبدو انها دبرت كمكيدة ضد بيلاروسيا. وبدأت الماكنة الإعلامية التابعة للأجهزة الأمنية الغربية بالتحريض القذر على بيلاروسيا والادعاء بان سلطاتها اختطفت الطائرة وما الى ذلك، وباشرت اتخاذ إجراءات فورية مشبوهة لمحاصرة بيلاروسيا وذلك في اجتماع قمة للاتحاد الأوروبي انعقد وللغرابة غب الطلب في اليوم التالي باقل من 24 ساعة، وتقرر وقف رحلات طيران كل دول الاتحاد الأوروبي الى بيلاروسيا ومحاصرة الطيران البيلاروسي "بيلافيا" ومنعه من التحليق الى كل دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية والدول المساندة لها، مع العلم ان شركة "بيلافيا" قدمت طائراتها خلال ازمة كورونا لكل دول الاتحاد الأوروبي عندما تخلت تلك الشركات عن التحليق ونقل الركاب، فكانت الشركة البيلاروسية شبه الوحيدة التي كانت تطير من والى دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وكندا لنقل الركاب من جميع الجنسيات وقد تلقت على اثر ذلك شهادات شكر وامتنان وتقدير من تلك الدول على الدور الرائد والتضحيات التي قامت بها. ولكن يبدو ان وراء الاكمة ما ورائها وان الغرف السوداء الغربية لا تنفك تترصد أي نجاح او تميز في أي دولة لا تخضع لها، وخاصة في بيلاروسيا بعد ان عجزت عن إخضاعها بالحرب الإعلامية والسيبرانية وضخ الأكاذيب والاضاليل مستغلة الانتخابات الرئاسية لإحداث انقلاب يوصل اتباعها الى السلطة هناك.

الضخ الإعلامي والسياسي الغربي المتواصل والذي لم يتوقف ضد مينسك، دحضته السلطات الرسمية البيلاروسية التي امتلكت كل التسجيلات في المحادثة بين طياري Ryanair وبرج المراقبة في مطار مينسك، اذ تبين إن التوصية بالهبوط في مينسك جاءت من الطاقم وليس من برج المراقبة.

وقد رد قائد سلاح الجو في بيلاروسيا إيغور غولوب، على اتهامات بإجبار البوينغ على الهبوط، بانه لم يجبر أحد الطائرة على الهبوط وأن طاقم الطائرة العسكرية من طراز ميغ -29 أقلع بعد 17 دقيقة فقط من تلقي إشارة حول احتمال تفجير الطائرة.

وكما هو معروف فان اتفاقية شيكاغو للطيران المدني الدولي الموقعة في العام 1984 المستكمل بالمادة الخاصة 3 مكرر بشأن الاعتراض، تنظم الوضع الذي ينشأ فيه تهديد على متن الطائرة. ووفقا لهذه الاتفاقية، في حالة الاعتراض، يجب عدم تعريض حياة الأشخاص على متن الطائرة وسلامة الطائرة للخطر. في الوقت نفسه، يحق للدولة أن تطلب من أي طائرة أن تهبط في مطار معين إذا كانت الطائرة "تحلق فوق أراضيها دون إذن، أو إذا كانت هناك أسباب معقولة للاعتقاد بأنها تستخدم لأي غرض لا يتوافق مع أهداف الاتفاقية".

وحسب هذه الاتفاقية فإن الدولة التي تقع الطائرة في مجالها الجوي لديها وفي حال وجود تهديد لها ولمواطنيها ولأراضيها كامل الحق في اعتراضها وإجبارها على الهبوط. ولا يوجد، من حيث المبدأ ما يمنع المقاتلات من الطيران لمرافقة مثل هذه الطائرات لأغراض أمنية.

الاغرب ان الاميركيين واتباعهم في الاتحاد الأوروبي دبروا هذه المكيدة ضد بيلاروسيا واقاموا الدنيا ولم يقعدوها حول مخالفات وانتهاكات وعمليات خطف وما الى ذلك، وبالطبع الامر ليس كذلك والسلطات البيلاروسية تملك كامل الوثائق التي تدحض كل ما تحدثت عنه هذه الدول. وقد سهى عن بال هذه الدول الأوروبية "المدافعة عن حقوق الانسان" ما قاموا به هم بطلب أميركي في حادثة خطف صارخة لطائرة الرئيس البوليفي ايفو موراليس في العام 2013، عندما أغلقت عدة دول أوروبية من تلك التي تثير الغبار اليوم، مجالها الجوي امام طائرة رئيس دولة بسبب الشكوك حول وجود إدوارد سنودين عليها، والذي سرب ملفات المخابرات الأميركية. على الرغم من أن الطائرات الحكومية لا تخضع للاتفاقيات ذات الصلة، فقد انزلت طائرة الرئيس البوليفي بكل صلف وتحدي في مطار فيينا وهذا امر محرم كليا واعترفت تلك الدول بانه كان عمدا وقصدا لخطف سنودين واتضح بعد تفتيشها المذل بأنه لم يكن على متنها.

كما حصلت حادثة أخرى فيها الكثير من النزق واجبرت طائرة بيلاروسية على الهبوط في مطار كييف في تشرين الأول 2016 قبل 50 كم من دخولها المجال الجوي لبيلاروسيا، وقامت السلطات الأوكرانية الانقلابية التابعة للغرب بإنزال الناشط المناهض لحركة الميدان أرمين مارتيروسيان، وهو مواطن أرمني يعيش في روسيا، من الرحلة وجرى اعتقاله. هذا الامر لا يحب الغرب الحديث عنه ولاعن إنزال طائرة رئيس دولة ذات سيادة، هذا الغرب الذي يكيل بمكيالين وفق مصالحه ومكائده، والذي يسعى الى فرض ارادته وتقاليده وقوانينه ضاربا بعرض الحائط بالقوانين الدولية وقوانين الدول الخاصة، ساعيا من خلال كل هذه الانتهاكات والاستفزازات، الى الاستيلاء على مقدرات الدول عبر اتباع له، وافقادها سيادتها واستقلالها تحت عناوين براقة في الحرية والاستقلال التي اختبرناها جيدا في سجن أبو غريب في العراق وفي الدمار الشامل والقتل المتعمد للسكان الأمنيين هناك وفي أفغانستان وفي تقسيم العراق وليبيا وتدمير سوريا وتشريد أهلها وحصار ايران وكوبا وفنزويلا وسرقة أموالهم وحساباتهم المصرفية، وفي كل دول العالم تقريبا لم تسلم دولة واحدة من هذا النزق والتعنت الأميركي. بيلاروسيا ستبقى عصية على الغطرسة الأميركية، لان قيادتها تدرك تماما هدف هذه الضغوط وهي ضنينة الى ابعد الحدود بالحفاظ على استقلالية بلادها وحماية شعبها من كل هذه المؤامرات الدنيئة والحاقدة.