اقام مركز كتّاب العراق ندوته النصف شهريه بعنوان (الانتخابات المبكرة واستعدادات المفوضية العليا المستقلة للانتخابات)، واستضاف فيه المركز الاستاذ عباس صباح قاسم مدير مكتب مفوضية الانتخابات في الرصافة.
السؤال الملح الذي يشغل الكثير منا ما هو الحل عندما تكون هناك مقاطعة للانتخابات بحجة فساد الاحزاب؟
وهو سؤال مشروع ونحن نؤكد ان المشاركة في العملية الانتخابية تمثل وسيلة للوصول الى غايتين وهي اولا: ترسيخ القيم الديمقراطية في البلد، وثانيا: فرصة لتغيير الوجوه واستبدالها بشخصيات نثق بها نزيهة ومهنية والمشاركة تعتبر تجربة كبيرة لنجاح العملية السياسية غض النظر عن سلبياتها.
في الآونة الاخيرة علت اصوات تدعوا لمقاطعة الانتخابات على الرغم من كونها مطلبا جماهيريا افرزه الحراك الشعبي وقدموا من اجله التضحيات وتوالت التصريحات التي تؤيد ذلك حتى اننا رصدنا تصريحات من دول اجنبية كبريطانيا تتوقع تأجيلها او عدم اجراءها وليست تصريحاتهم بالمهمة ولكنها ترتبط نوعما بسلسلة من الاحداث الجارية والتي ستجري لاحقا تجعلنا نستقرأ حدثا ما مرتبط مع الغاء الانتخابات.
ومن هذه الاحداث التغير الواضح في السياسة الامريكية وانتقال قاعدتها من قطر الى الاردن واستهداف مقرات الحشد الشعبي ودخول بريطانيا على الخط وفرنسا في لبنان اضافة الى التخريب المتعمد لأبراج الطاقة ومحاولة ابعاد العراق عن الجارة جمهورية إيران الاسلامية، وتحصين قاعدة عين الاسد الامريكية في غرب العراق.
هناك تخطيط يلوح بالأفق يعمل على الغاء الانتخابات لذا؛ على الجميع ان يحرص على استقرار العراق رغم اشكاليتنا على اداء الاحزاب الحاكمة، وان نقف ضد المحاولات الشريرة التي تحاول زحزحة امن واستقرار العراق بعد هذه التضحيات ومحاولة جره نحو التطبيع والاقتتال الداخلي وتغير خارطة العراق الجيوسياسية لصالح الكيان الصهيوني وتقسيم العراق بإقامة الاقليم السني القريب لدولة الاردن المطبعة وستكون الاراضي الشاسعة جزء مهم من عملية التطبيع والتوطين مقابل اغراءات لهذا الاقليم الموعود.
اعتقد ان هذه الانتخابات هي الاخيرة من عمر العراق الديمقراطي إذا لم نحسن الاختيار، وبفشلها او الطعن بنتائجها او عدم الاعتراف بها دوليا ستحقق امريكا غاياتها التي خططت لها، فاللعبة الدولية كبيرة والاطماع في العراق أكبر والتخطيط مستمر وستتحقق اهدافه مالم ننقذ العراق في هذه الانتخابات من خلال المشاركة الواسعة والفعالة ونؤكد على اختيار الأكفأ والافضل ليكون العراقي هو من يتحكم بمصير البلد.
قوى الاستكبار العالمية بقيادة امريكا التي دمرت العراق وسوريا ولبنان والمساعدة في تدمير اليمن ومحاصرة إيران تمتلك مساحات واسعة للتخطيط بفعل مساعدة الخونة والعملاء في داخل العراق الذين يرغبون ببقائها والذين لم يصوتوا في البرلمان على ضرورة خروجها بحجة الاوضاع الامنية في حين ندفع نحن ثمن بقاءها دما ويتنعم البقية بوعود امريكا ومساعدتها.
الانتخابات مفصلية في تاريخ العراق وعلى الجميع ان يقوم بحقه وواجبه في الانتخاب ممن يراه مناسبا،
في الايام المقبلة ستعمل ماكينة الاعلام في المواقع الالكترونية والمدونات المأجورة لزراعة افكار سلبية عن التزوير وترسيخها في العقل الجمعي للعراقيين تؤثر على الناخب العراقي وعليه يجب ان يكون واعيا لذاك.
مفوضية الانتخابات تستخدم التقنيات الحديثة والاجهزة الدقيقة متعاقدة مع شركات رصينة كما ان انتخابات الخارج التي تثير لغطا وتزويرا لن تجرى، والمراقبة الاممية مشددة ومنظمات المجتمع والكتل السياسية تراقب والنتائج تسجل وتعلن اول بأول.
نعم نعترف بإخفاقات الكتل السياسية في السلطة ولم تحقق ما يطمح له الشعب من توفير الخدمات وفرص العمل والاعمار ومعالجة الخلل البنيوي لمنظومة المجتمع ونحن نتحمل المسؤولية أيضا اذ يجب ان نختار الاصلح وان ندقق في تاريخ المرشح ونزاهته وبدون الانتخابات سيكون الطريق مجهولا حينما يرفع البعض شعارا (علي وعلى اعدائي) ليحرق الاخضر واليابس.