• اخر تحديث : 2024-11-29 08:55
news-details
إصدارات الأعضاء

الوفد العراقي لـ (الحوار الاستراتيجي) مع امريكا في الطريق لـ (واشنطن) هل من جديد؟


من المؤمل ان يسافر الى واشنطن يوم (21) من الشهر الجاري وفد عراقي برئاسة رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة "مصطفى الكاظمي "للقاء بالرئيس الأميركي جو بايدن واجراء حوار موسع بشأن مصير العلاقة بين العراق والولايات المتحدة.

الوفد كبير ومتنوع الاختصاصات، ولابد ان تكون اوراق كثيرة قد تمت مناقشتها خلال الحوارات السابقة، والتي نجهل نحن كعراقيين على ماذا اتفقوا وأيا من الاوراق ناقشوا وسيناقشون.

ما جاء على لسان المستشارين للكاظمي ان الوفد سيناقش العلاقة الاستراتيجية بين العراق والولايات المتحدة وكذلك مسألة انسحاب القوات الاميركية من العراق. اما الكاظمي فقد اختصرها بلقاء صحفي سابق (نسعى إلى شراكة استراتيجية طويلة الأمد مع الولايات المتحدة)!

حين تتطلع بالوفد البالغ عدده (25) شخصا لا تجد ما يسر فجميع الاعضاء من رئيس الوزراء الى أصغر شخصية هم مع التواجد الاميركي بالبلد، والدليل ان الحوارات الاربعة التي جرت مع الأمريكان كانت برئاسة وزير الخارجية فؤاد حسين وعندما سألوه عن وضع القوات الاجنبية على ارض العراق قال (لم نناقش هذا الملف)!

اذن ماذا ناقشوا؟ هل لمسنا من تفاهم بين الولايات المتحدة والعراق في ملف اخر؟ مثل الكهرباء الاستثمار اعادة البنى التحتية للمصانع وغيرها؟ لم يظهر مثل هذا قط. اذن على ماذا تحاورتم؟ لا أحد يجيب!

سبق وان وقع العراق اتفاقية طويلة وعريضة مع الولايات المتحدة عام 2008 وفيها من الاقسام ما يتجاوز (الـ 11) قسما وملأى بالعناوين والمضامين الكبيرة من تعليم وتطوير وبناء واعمار الخ. ترى هل لمسنا منها شيأ غير القتل والارهاب والاعتداء على قواتنا الامنية ومنع اي شركة عالمية لتقدم خدماتها للعراق.

هذا الوفد سيعود بخفي حنين، لان الأمريكان سيرهنون العلاقة معهم بقدر قبول العراق للتواجد الاجنبي على ارضه، وبالولاء لأميركا وبمشروعها بالمنطقة المتمثل بإبعاد الجمهورية الاسلامية والاعتماد على (الحضن العربي) والربط الكهربائي والنفطي ومشروع (ابراهام) وصفقة القرن.

باعتقادي الوفد رئاسةً واعضاءً سيخفون بواطن الحديث وسيتفقون على مسائل "انشائية" دون الدخول بالجوهر لأنهم صنف واحد، فيما هناك مواضيع خطيرة سيتم اخفاؤها مثلما حدث ويحدث في قمم الكاظمي التي بالنسبة لنا (طلسم)!

الاخوة بـ (الفتح) خارج التغطية، تاركين الامور تتدحرج، بعد ان غلب على مساحة عملهم فوضى تشرين وهروب ثلاثة جنود مهمين من الرقعة الشيعية.

هناك ثوابت لابد ان يلتزم بها الوفد وان لا يعتقد بان هذه الحكومة ذاهبة ويصدم الحكومات اللاحقة بـ (واقع حال)!

اهم الثوابت ان اميركا لا تحترم المواثيق والاتفاقيات الدولية وقد نقضتها مع معظم العالم، كما انها دولة لا تكترث للعلاقة مع اي من دول العالم، وتمتاز بالتجاوز والتنصل وعدم احترام سيادة الشعوب وكرامتها، وهنا لابد من التذكير بالجرائم والتجاوزات التي قامت بها الولايات المتحدة بحق شعوب الارض وبالخصوص بالعراق وفي مقدمتها جريمة اغتيال (قادة النصر) وما في ذلك من تجاوز على سيادة العراق وشعبه وتاريخه.

اننا نعتقد بعدم جدوى الانخراط باي اتفاقية مع دولة مثل اميركا التي كانت سببا بمقتل (2/5) مليون عراقي وتهجير ستة ملايين في الداخل والخارج، وتدمير البنى التحتية لمنظومة الطاقة والمصانع والمعامل ومنع الشركات الاجنبية من القيام باي مشروع بالعراق. اذن ما جدوى العلاقة مع دولة استكبارية من هذا النوع؟

من الثوابت الاساسية هي قضية تواجد القوات الاميركية على ارض القرار، فقرار مجلس النواب واضح وصريح ولا يجوز المماطلة والتسويف واي اجراء او اتفاق لا يخرج القوات الاجنبية سيواجه بالرفض من قبل الشعب والبرلمان، وليس هناك فصل بين "قوات قتالية" او (للتدريب) فالجميع يجب ان يخرجوا.

لا نريد ان يعود الوفد لندخل بالتكهن والتوقع لأننا نعلم ان الولايات المتحدة لديها مشروع تامري على المنطقة تريد ان تورط العراق به مثل صفقة القرن وابراهام وغيرها، وما قمم الكاظمي الثلاث الا جزء من هذا المخطط، لذا على الكتل (الوطنية) ان تحذر الوفد من الاقتراب من هذه (المحذورات) كما من الواجب ان نبين ان العراق يرى عدالة المقاومة وحق الشعب الفلسطيني باسترداد ارضه.

في ذات الوقت ان المساس بالحشد الشعبي او فصائل المقاومة يمثل جرس انذار للوفد لان اميركا تسعى لصناعة تصادم بين قواتنا الامنية وهذه القوات.