• اخر تحديث : 2024-11-15 12:27
news-details
مقالات مترجمة

"الغارديان": الديمقراطيات العربية: الخيار الأقل سوءاً


نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية مقالا افتتاحيا بعنوان: "رأي الغارديان في الديمقراطيات العربية: الخيار الأقل سوءاً".

وناقشت الصحيفة في افتتاحيتها الأزمة في تونس بعد قرارات الرئيس قيس سعيّد واعتبرت أن هذا الأسبوع أظهر أن الأنظمة العربية متشددة في التعامل مع المعارضة، لكنها أقل اهتماما بمناقشة أسباب وجودها. وقالت إنه سينتج عن ذلك مشاكل لسنوات مقبلة بينما تعاني هذه الدول من الوباء.

واعتبرت الغارديان أن انتزاع السلطة الرئاسية لزمام الأمور في تونس، هو اختبار لأجندة جو بايدن للديمقراطية وحقوق الإنسان.

وركزت الصحيفة على الجانب الاقتصادي والمالي وعلاقته بالتطورات السياسية في البلدان العربية. ونقلت عن اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا التابعة للأمم المتحدة قولها إن الفقر يؤثر الآن على 88٪ من السكان في سوريا و83٪ في اليمن.

وقالت إن الدول التي كانت تعتبر في يوم من الأيام ثرية، تراجعت اقتصاداتها بسبب فشل قياداتها وأزمة كوفيد-19. وأعطت الغارديان لبنان مثالا على ذلك، قائلة إن قادته "يتوسلون" الآن للحصول على مساعدات خارجية بعد انهيار قيمة العملة المحلية ونقص الغذاء والوقود والدواء.

كما نقلت نتائج مسح للأمم المتحدة قسّم العالم العربي إلى 4 أقسام هي دول الخليج الغنية، ومجموعة من البلدان ذات الدخل المتوسط التي لديها عدد سكان يفوق ما يمكن أن تتحمله احتياطياتها النفطية بشكل مريح، ومناطق حرب في بعض أكبر الدول مثل العراق بالإضافة الى الدول الفقيرة جدا.

وقالت الغارديان إن الدول الخليجية الغنية بالنفط تتقدم وتستخدم نفوذها المالي والعسكري لتوسيع نفوذها، معتبرة أن ذلك "عادة ما يؤدي إلى نتائج كارثية".

ونقلت الصحيفة عن الأمم المتحدة قولها إن المنطقة العربية تستضيف أكثر من ستة ملايين لاجئ وأكثر من 11 مليون نازح داخلي. وأنه هناك القليل من الإجراءات المنسقة للتعامل مع التحديات الاجتماعية العديدة، بما في ذلك الفقر المتزايد والبطالة وعدم المساواة المستمرة بين الجنسين وانتشار انعدام الأمن الغذائي.

كما أشارت إلى أن كوفيد-19 يشكل تحديا كبيرا في المنطقة. إذ تضم المنطقة العربية بحسب الغارديان، عددا أكبر من سكان المناطق الحضرية في الأحياء الفقيرة، مقارنة بأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، ولكن مع عدد أسرّة أقل في المستشفيات وبنصف عدد الأطباء لكل 10 آلاف شخص.

وبالعودة إلى الديكتاتورية، قالت الغارديان إن الأنظمة الديكتاتورية في المنطقة، مسمية مصر والإمارات العربية المتحدة، استجابت للأزمة بشكل جزئي: إذ في مصر، ساعدت برامج التحويلات النقدية مليون شخص، فيما منحت دولة الإمارات موظفي الدولة الذين لديهم أطفال صغار إجازة بأجر كامل.

وأضافت الصحيفة أن النموذج الاقتصادي الذي يعتمد على مستويات عالية من الواردات يقابلها الدولار من النفط والسياحة بقي على حاله. وقد نتج عن ذلك أزمات ديون خارجية وتفاوتات تمرد عليها السكان.

وقالت الغارديان: "التغيير مطلوب، لكن الديكتاتورية كانت سبب كيف انتهى الأمر بالدول العربية إلى هذه الفوضى".

وأشارت الى أن الحكومات تبقى في قبضة نخبة تنتقل إليها السلطة عبر الوراثة في كثير من الأحيان وتتساءل هذه النخب "عما إذا كانت الديمقراطية متوافقة مع الإسلام".

وذكّرت الغارديان بغضب المتظاهرين من حكوماتهم العام الماضي، ومطالبتهم في العراق ولبنان والجزائر بتغيير النظام. وقالت إنه في عام 2019، انتهت الانتفاضات في الجزائر والسودان بالإطاحة بقادتهما، "مما رفع عدد الذين طردتهم احتجاجات الشوارع منذ عام 2011 إلى ستة".

وأشارت الصحيفة إلى أن الأنظمة العربية تعتقد بأنه بإمكانها تبديد مثل هذه التهديدات من خلال إحكام قبضتها. لكن الصحيفة اعتبرت أن ذلك يؤجل فقط يوم الحساب.

واعتبرت الغارديان أن الانتقال السلمي إلى مجتمع واقتصاد مختلفين ليس بالأمر السهل. إلا أنّ "الديمقراطية مطلوبة في العالم العربي من أجل الحكم الصالح والضوابط والتوازنات التي تجلبها".

كما أنها توفر "أقل آلية سوءا لتقاسم السلطة في مجتمعات تعددية معقدة". واعتبرت أنه ليس هناك بديل عن ذلك. ونهت مقالها الافتتاحي بالقول: "إن الفكرة المتناقضة بأنه يمكن لديكتاتورية أن تنتج الخير ليست حلاً لمشاكل العالم العربي".