• اخر تحديث : 2024-03-28 13:19
news-details
إصدارات الأعضاء

استفزازات تركية مقلقة لموسكو


يكاد يغرق الحاكم العثماني اردوغان بأحلام السلف من سلاطينه قاطعا الوعود في نموذج جديد من النفاق واللعب على مسارات يعتقد انه الاذكى فيها ولعل ما سُمِّي بـ "مسار أستانة" يدخل عالم النسيان. فعلى رغم أنه لا يزال يحظى بالحدّ الأدنى من الدعم من جانب أطرافه، إلا أن معظم الاتفاقات السابقة حول سوريا، ولا سيما في السنتَين الأخيرتين، كانت ثنائية بين روسيا وتركيا، مع تأثير الإيران أيضا. وفي الآونة الأخيرة، استعادت "المسألة السورية" زخمها على إثر الغارات التي شنّتها طائرات روسية ضدّ مواقع لقادة تنظيمات متطرّفة في إدلب، ما أدّى إلى مقتل العديد منهم، وتالياً إلى استنفار أنقرة خشيةَ أن تكون تلك الغارات مقدِّمة لعمل عسكري سوري يهدف إلى تحرير ما أمكن من أراضٍ جديدة، أو على الأقلّ تحريك بنود "اتفاقية سوتشي" الموقّعة بين موسكو وأنقرة في الخامس من آذار 2020، وخصوصاً فتح الطرق الرئيسة بموجب ما تنصّ عليه الاتفاقية، حال المسلّحون، مدعومين من تركيا، والتركي مدعوم وفق حالة انبطاحيه من الشيطان الأمريكي وحتى الان لم يتحقق أي من أهدافه الذي ات لأجلها أو ارسل لأجلها  او دعنا نسمي الأشياء بسمياتها فنقول المهمة التي كلف بها دون تحقيق أي من غايته حتى الان. على هذه الخلفية، يَتوقّع مراقبون عسكريون سوريون أن تُسخَّن الجبهة في إدلب في الفترة المقبلة، في ظلّ استعدادات داخل المدينة لنقل قادة المسلحين وعائلاتهم إلى أماكن بعيدة عن خطّ الجبهة. وفي انتظار ما يمكن أن تؤول إليه المفاوضات المعلَنة وغير المعلَنة، فإن شدّ الحبال التركي - الروسي يتواصل، وبوتيرة عالية، نتيجةَ "النهج الجديد" الذي يتبعه الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، منذ انتخاب جو بايدن رئيساً للولايات المتحدة، والذي يضع أنقرة أمام مغامرات ومخاطر جديدة في محيط إقليمي ودولي تزداد سخونته.

ربما بروز التحفّز التركي للتحرّك إقليمياً ودولياً في إطار الخطّة الأميركية الجديدة التي تستهدف محاصرة روسيا والصين وتضييق الخناق عليهما ما أمكن. وفي مقدِّمة تلك التحرّكات، يأتي توجّه أنقرة لتحلّ محلّ "حلف شمال الأطلسي" في حماية مطار كابول، يقرب النهايات للدور التركي ووظيفته المأجورة لان القرار التركي البقاء لحماية مطار كابول أثار استياء كلّ من روسيا والصين وإيران. وهذا بطبيعة الحال يعود بالنفع حتى على الشمال السوري وما ذهبت اليه الأمور من نفاق تركي واللعب على حبال سوتشي واستانا بوعود خلبيه لا يرضاها الأمريكي والإسرائيلي ، لذلك لم يجرؤ اردوغان على تنفيذها ، وإذا كان الانزعاج الروسي، كما الإيراني، من الدور التركي في كابول مفهوماً، فإن الصين ترى فيه أيضاً خطوةً لمحاصرتها، ولا سيما أن لأفغانستان حدوداً مع الدولة الآسيوية، على مقربة من مقاطعة تسينغ يانغ المسلمة، والتي يشكّل سكانها الأويغور أحد خزّانات تصدير الإرهابيين إلى سوريا عبر تركيا رسالة استياء روسية إلى أنقرة. ولطالما اعتمدت تركيا لمواجهة ذلك التمدُّد "الأطلسي"، على "اتفاقية مونترو" لعام 1936 التي رسمت حدود الحركة في مضيقَي البوسفور والدردنيل.

تحوّل مشروع إردوغان لشقّ "قناة اسطنبول" بين البحر الأسود وبحر مرمرة إلى الغرب من مضيق البوسفور، وإضافة إلى الأسباب الداخلية وطموح إردوغان إلى مضاعفة فرص فوزه في الانتخابات الرئاسية لعام 2023.

إزاء ما تقدَّم، تبدو الساحة السورية أمام تطوّرات يُحتمل أن تفضي إلى تفاهمات جديدة او ربما حسم جديد؟

وفي إطار الغزل بين الاطراف الدوليين والاقليميين لا يستبعد مراقبون من مخاوف لدى روسيا قد تدفعها إلى قلب الطاولة على تركيا في إدلب، إنْ لم يتمّ تدارك الوضع بصورة سلمية. خاصة وان الطاولة في الطريق الى ان تنقلب في درعا واقدام الجيش العربي السوري زلزلت المكان.. وللحديث بقية.